You are currently viewing هل ستدرس قمّة القاهرة الطّارئة نزع سلاح المُقاومة في غزة والضفّة بضغطٍ أمريكيّ؟ ولماذا نُطالب القادة المُشاركين فيها بالتحلّي بنصف شجاعة الصّهيوني زيلينسكي؟ وهل سيتم توجيه دعوة لحماس والجهاد بالمُشاركة فيها.. ولِمَ لا؟

هل ستدرس قمّة القاهرة الطّارئة نزع سلاح المُقاومة في غزة والضفّة بضغطٍ أمريكيّ؟ ولماذا نُطالب القادة المُشاركين فيها بالتحلّي بنصف شجاعة الصّهيوني زيلينسكي؟ وهل سيتم توجيه دعوة لحماس والجهاد بالمُشاركة فيها.. ولِمَ لا؟

عبد الباري عطوان
تزدحم مُعظم أجهزة إعلام التّطبيع و”سلام أبراهام” “العربيّة” هذه الأيّام بالعديدِ من “التّسريبات” التي تتحدّث عن ربطِ الاتّفاق الدّائم لوقف إطلاق النّار، وإعادة الإعمار في قطاع غزة، بتسليمِ حركات المُقاومة الفِلسطينيّة بقيادة “كتائب القسّام” الحمساويّة و”سرايا القدس” الجهاديّة، جميع صواريخها وأسلحتها ومعدّاتها العسكريّة لدولةٍ عربيّةٍ ثالثة، ويزجّون باسم مِصر تحديدًا، والأخطر من ذلك مُغادرة قيادات المُقاومة ومُعظم مُقاتليها القطاع دون رجعة، وإلّا فإنّ حرب الإبادة ستستمر وتتصاعد حتّى تستسلم حركتيّ “حماس” و”الجهاد الإسلامي” لهذه الشّروط كاملة.
ad
***
اللّافت أن هذه التّسريبات المُتعمّدة تم نشرها وإذاعتها قبل يومين من انعقاد القمّة العربيّة الطّارئة في القاهرة، وإعلان بنيامين نتنياهو حرب التّجويع على أبناء القطاع بوقفِ جميع المُساعدات الإنسانيّة ابتداءً من اليوم الأحد، وسماحه لقيادة جيشه باستدعاء 400 ألف جندي احتياط استعدادًا لاستئناف الحرب ودفن قرار وقف إطلاق النّار كُلِّيًّا بعد انتهاء مرحلته الأُولى واليتيمة، ونجاحه في استعادة 59 أسيرًا إسرائيليًّا من بينهم 24 على قيد الحياة.
ad
المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يدعم قرارات نتنياهو هذه بمُوافقته على وقف جميع المُساعدات الإنسانيّة من غذاءٍ ودواء بصمته، ويتطوّع بالتقدّم باقتراح بهدنة تستمر طِوال شهر رمضان وأعياد الفصح اليهودي يتم خلالها إطلاق سراح جميع الأسرى في اليوم الأوّل لبدئها، في مُحاولةٍ للالتِفاف على رفض إسرائيل دُخول المرحلة الثّانية من المُفاوضات التي مِن المُفترض أن تبدأ اليوم الأحد، وأبرز بُنودها الوقف الكامل والدّائم للحرب، وانسحاب جميع القوّات الإسرائيليّة مُقابل الإفراج عن الأسرى.
حركة المُقاومة الإسلاميّة “حماس” رفضت مُحِقَّةً عمليّة الابتزاز الأمريكيّة الإسرائيليّة هذه، وأصرّت على الالتزام بالمُضيّ قدمًا في تطبيق الجولات الثلاث للمُفاوضات دون نقصان، ووفق الاتّفاق الذي جرى التوصّل إليه، ولم تُرهبها هذه التّهديدات والتّسريبات الإسرائيليّة المنبع، باستِئناف حرب الإبادة مجددًا.
نتمنّى، ولا نتوقّع، أن تنسحب دولتا الوِساطة العربيّة، بالتّحديد مِصر وقطر من المُفاوضات المُباشرة مع دولة الاحتلال فورًا ودون إبطاء بعد بُلوغ الانتِهاكات الإسرائيليّة ذروتها (900 انتهاك أبرزها اغتيال العديد من الفِلسطينيين ومنع دُخول 60 ألف خيمة وبيت مُؤقّت)، وبدء حرب التّجويع بوقفِ المُساعدات الغذائيّة فجر اليوم وبالأَحرى ثاني أيّام شهر رمضان المُبارك.
نتنياهو يُريد استخدام سلاح الجُوع للضّغط على حركة حماس للقُبول بإملاءاته بتمديد جولة المُفاوضات الأولى وعدم الانتقال للثانية، للحُصول على جميع الأسرى دون مُقابل، ويجد دعمًا أمريكيًّا قويًّا لهذا الانتِهاك، ولهذا نأمَل باتّخاذ موقف قوي ليس من الوسيطين المِصري والقطري فقط، وإنّما أيضًا من القادةِ المُشاركين في قمّة القاهرة العربيّة الطّارئة التي ستبدأ يوم الثلاثاء المُقبل.
البُكاء واللّطم من قِبَل حُكومات عربيّة على هذه الانتِهاكات الإسرائيليّة لا يُفيد، ويزيدها اتّساعًا وتوحّشًا، ولا بُدّ من اتّخاذ قرارات عمليّة للارتقاء إلى مُستوى الحدث، وإحياء مُؤسّسة القمّة من تعفّنها، وأن يتحلّى القادة العرب المُشاركون فيها بشجاعةِ الصّهيوني “الدّمية” رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، ويقفوا وقفة رجلٍ واحد في وجه هذا الدّعم الأمريكي لحرب الإبادة والتّهجير في غزة والضفّة وجنوب لبنان، فأمريكا ستتعامل مع حُلفائها، أو أتباعها العرب بالأحرى، بالطّريقة المُهينة نفسها التي تعاطت فيها مع زيلينسكي، ومُعارضة هذا التوغّل الإسرائيلي الأمريكي بإجراءاتٍ عمليّةٍ ومواقف شُجاعة لن يأتي انتصارًا للمُقاومة ومِليونين من أبناء القطاع العرب والمُسلمين فقط وإنّما حمايةً لأنفسهم وعُروشهم وكرامتهم وإظهار العين الحمراء لترامب، وتجنّب مصير زيلينسكي ومُحاكمته وإذلاله أمام عدسات كاميرات العالم بأسْرِه.
لتكن الخُطوة الأولى من قِبَل مِصر الدّاعية لهذا المُؤتمر، توجيه دعوة عاجلة لحركتيّ حماس والجهاد الإسلامي لإرسال وفد مُشترك للمُشاركة في هذه القمّة العربيّة الطّارئة، سواءً كعُضوٍ كامل، أو مُراقب، وهذه ليست سابقة، فقد أقدمت دولة قطر على دعوة المُعارضة السوريّة برئاسة أحمد معاذ الخطيب بالمُشاركة في القمّة العربيّة التي استضافتها عام 2013 في الدوحة.
***
فعِندما يُرسل هؤلاء الذين يُطالبون في الغُرف المُغلقة السّوداء المُقاومة بالتخلّي عن سلاحِها، جُيوشهم الجرّارة وطائراتهم وصواريخهم التي كلّفت الأُمّة مِئات المِليارات إلى قطاع غزة للتصدّي لحرب الإبادة والتّطهير العِرقي، أو يكسرون الحِصار التّجويعي بإرسال قارورة ماء، أو عُلبة حليب للرضّع الذين يموتون جُوعًا في أحضانِ أمهاتهم الجوعى، في هذه الحالة عليهم بطرح أفكارهم الهجينة حول نزع سلاح المُقاومة في سابقةٍ تُجسّد أبشع أنواع المهانة والخُذلان.
سلاح المُقاومة المُقدّس الذي حرّر فيتنام وأفغانستان والعِراق والجزائر ومُعظم دول القارات الإفريقية والآسيويّة واللاتينيّة، هذا السّلاح الفِلسطيني ليس للدّفاع عن قطاع غزة والضفّة والتصدّي لحرب الإبادة فقط، وإنّما هو خطوة أولى وواعدة لتحرير كُل فِلسطين التاريخيّة.. والأيّام بيننا.

المصدر: رأي اليوم

هل ستدرس قمّة القاهرة الطّارئة نزع سلاح المُقاومة في غزة والضفّة بضغطٍ أمريكيّ؟ ولماذا نُطالب القادة المُشاركين فيها بالتحلّي بنصف شجاعة الصّهيوني زيلينسكي؟ وهل سيتم توجيه دعوة لحماس والجهاد بالمُشاركة فيها.. ولِمَ لا؟ | رأي اليوم

شارك المقالة