نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، تحقيقاً أجرته في فلسطين المحتلة، يُظهر أنّ الاحتلال الإسرائيلي يقتل طفلين أسبوعياً، في الضفة الغربية.
ووثق التحقيق اللحظات الأخيرة من حياة الطفل أيمن الهيموني (12 عاماً) والذي قتلته قوات الاحتلال قبل أيام، بدمٍ بارد، في مدينة الخليل في الضفة الغربية.
وجاء في التحقيق أنّ المرة الأخيرة التي تحدّث فيها ناصر الهيموني مع ابنه أيمن كانت عبر الهاتف، إذ كان ابنه يخطط لنشاطات خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويتحدث عن حياته المستقبلية، يومها قال: “عندما أكبر سأصبح طبيباً، أو ربما مهندساً لمساعدة والدي في وظيفة البناء”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّه “لم يعد قتل الأطفال في الضفة الغربية أمراً غير عادي، خاصّة منذ أن كثّفت القوات الإسرائيلية عملياتها في فلسطين المحتلة بعد السابع من أكتوبر 2023 وانطلاق العدوان على قطاع غزّة، بل وزادت شدة الاعتداءات منذ وقف إطلاق النار في كانون الثاني/يناير الماضي.
كذلك، أشار التحقيق إلى أنّ الاحتلال يقتل طفلين أسبوعياً، منذ بداية 2025، وهو معدّل أعلى قليلاً من المتوسط لعام 2024، عندما قتل الاحتلال 93 طفلاً.
ويخشى العاملون في مجال حقوق الإنسان أن تستمر الأرقام في الارتفاع مع قيام “الجيش” الإسرائيلي بنقل التقنيات التي استخدمها في عدوانه على قطاع غزة إلى الضفة الغربية، إذ هجّر عشرات الآلاف من منازلهم، وسوّى الأبنية السكنية بالأرض، وسمح لجنوده بإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين.
ولفتت “الغارديان” إلى أنّ ما يُميّز قضية الطفل أيمن الهيموني هو وضوح الأدلة التي توضحها لقطات من كاميرتين أمنيتين، والتي تحكي قصة اللحظات الأخيرة للطفل قبل قتله من قبل جنود الاحتلال.
دوريات عدوانية
وفي التفاصيل، كان الطفل أيمن وشقيقه أيسر (10 أعوام) قد ذهبا مع والدتهما لزيارة جدهما وأعمامهما الذين يعيشون في جزءٍ آخر من مدينة الخليل، وبالتحديد في جبل جوهر.
واستغرقت الرحلة عبر المدينة ساعة في حركة المرور المزدحمة في الخليل، وشملت العبور من الخليل الخاضعة لسيطرة الفلسطينيين إلى منطقة تديرها القوات الإسرائيلية، وهي جزء من خليط معقد من التقسيم الإقليمي المفروض على الضفة الغربية، وفق الصحيفة.
وفي ليلة الجمعة، وقبل أن يأتي المستوطنون اليهود للصلاة في جبل جوهر والذي يضمّ قبور إبراهيم وعائلته التوراتية، كانت القوات الإسرائيلية تجري دوريات عدوانية في المناطق الفلسطينية المحيطة، وعند الساعة الـ6.30 مساء سمعت طلقة نارية وبدأ الناس الركض.
الاحتلال يطلق النار على الطفل أيمن
وأظهرت كاميرات المراقبة الطفل أيمن واثنين من أبناء عمومته وهم يخرجون من منزل عمهم نديم الهيموني الذي يعطي الرجل المصاب منديلاً ورقياً لعلاج الجرح في كتفه. وينظر أيمن، وهو نحيل الجسم يتكئ على ظهر السيارة البيضاء، ويحمل حقيبة بنية اللون على كتفه.
ثم تظهر كاميرا أخرى موجةً أخرى من الذعر وصور 3 جنود يتقدمون في الزقاق وهم يوجهون بنادقهم إلى الفلسطينيين، وكان أحدهم يحمل إضاءة ساطعة، ويحاول الجار المصاب، ابن عم أيمن، وشقيقه الصغير أيسر، الابتعاد من بين السيارات المتوقفة، ولكن الرصاصة الإسرائيلية أصابت الطفل أيمن.
وأوضحت الصحيفة أنّ جثة الطفل تُركت على الأرض بين سيارة وجدار حديقة عمّه طارق بينما وصل الجنود إلى المنزل، نظروا من حولهم لبضع ثوانٍ ثم لاحظوا الجثة، وفي تلك اللحظة استداروا وابتعدوا بهدوء، وصرخات والدة أيمن خلفهم بعد تعثرها بجثة ابنها.
المصدر: الميادين
“الغارديان”: مشاهد توثّق قتل جنود الاحتلال الطفل أيمن الهيموني بالرصاص في الضفة | الميادين