You are currently viewing ما هي خيارات الحكومة السورية لمواجهة الاعتداءات الإحتلال؟
CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v62), quality = 75?

ما هي خيارات الحكومة السورية لمواجهة الاعتداءات الإحتلال؟

تواصل إسرائيل تنفيذ عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، معربة عن قلقها إزاء مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد. فيما تجد الحكومة السورية الناشئة نفسها أمام خيارات معقدة بين إعادة إعمار البلاد، وإعادة بناء قوتها العسكرية، أو انتهاج استراتيجيات دبلوماسية لاحتواء التصعيد الإسرائيلي.

الضغوط الأمنية والعسكرية
يرى الباحث والمحلل السياسي عباس شريفة أن الحكومة السورية تواجه ضغوطًا عسكرية وأمنية مكثفة تعيق قدرتها على الرد العسكري حاليا.

وأوضح في حديثه مع “قدس برس” أن “تنظيم الدولة الإسلامية – داعش” يعيد تنظيم صفوفه في البادية السورية، في حين لا تزال “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” خارج سيطرة الحكومة. كما يستمر التوتر في الجنوب السوري، حيث تتكرر الهجمات الإسرائيلية على تلك المناطق.

وأشار شريفة إلى أن “إيران بدورها تسعى إلى إعادة تشكيل خلايا نشطة داخل سوريا، مما يزيد المشهد تعقيدًا، ويفتح المجال أمام استمرار الضربات الإسرائيلية”.

وأضاف أن الحكومة السورية تتبنى استراتيجية تقوم على توحيد الجغرافيا السورية وبسط سيطرتها الكاملة قبل الدخول في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وذلك ضمن توافق وطني يأخذ في الاعتبار المعطيات الإقليمية والدولية.

التحركات الدبلوماسية والضغوط الإقليمية
على المستوى الإقليمي، أشار شريفة إلى أن الحكومة السورية تسعى للضغط على إسرائيل من خلال المواقف الدولية، سواء عبر الدول العربية، أو تركيا، أو الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الجهود المبذولة في مجلس الأمن الدولي. وأوضح أن الاستراتيجية السورية تعتمد على محورين أساسيين: تأمين الجبهة الداخلية من خلال إعادة بناء الجيش والمؤسسات الأمنية، بما يحد من ذرائع إسرائيل بشأن “التهديدات الإرهابية”، وتعزيز التحالفات الخارجية لضمان الحماية الجوية.

كما نوه بأن “محاولات إسرائيل لاستمالة بعض الأقليات السورية وبناء تحالفات معها تمثل تحديًا إضافيًا أمام الحكومة، التي تسعى إلى إنهاء هذا الملف عبر التفاوض لتتمكن من التركيز على وضع استراتيجية ردع ضد الاعتداءات الإسرائيلية”. ورغم ذلك، يرى أن إسرائيل تتجنب تغيير قواعد الاشتباك مع تركيا، ما يجعل تحريك “الورقة الكردية” أكثر تعقيدًا.

القدرات العسكرية السورية في مواجهة التوغلات الإسرائيلية
من جهته، يرى عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الشمال بإدلب، الدكتور كمال عبدو، أن تعامل الحكومة السورية مع التوغلات الإسرائيلية يعكس “واقعية سياسية” في ظل تراجع القدرات العسكرية.

وأشار عبدو إلى أن “إسرائيل تمتلك تفوقًا عسكريًا في المنطقة، وأي مواجهة مباشرة معها قد تؤدي إلى المزيد من الدمار في سوريا، التي تعاني أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة”.

وأضاف أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى فرض واقع جديد عبر تكثيف الضغوط على سوريا لدفعها نحو تقديم تنازلات سياسية وأمنية.

الاستراتيجية الإسرائيلية والرد السوري
يرى عبدو أن دولة الاحتلال تعمل على ترسيخ سيطرتها على مواقع استراتيجية في الجولان، ولا سيما جبل الشيخ، الذي يمنحها ميزة عسكرية كبيرة؛ بسبب موقعه المشرف على مساحات واسعة من سوريا ولبنان، ما يجعله خط دفاع أول لحماية المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية.

أما بالنسبة لخيارات الحكومة السورية، فيؤكد عبدو أن “الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد المتاح حاليًا”. وأشار إلى أن دمشق تكثف اتصالاتها مع الدول العربية والاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا، التي دعت إسرائيل إلى الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح.

وتسببت هجمات سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي في إلحاق أضرار جسيمة بالبنية العسكرية السورية، حيث استهدفت مواقع استراتيجية مثل مطار دمشق ومراكز عسكرية في مصياف وحمص ودير الزور. وفي ظل غياب القدرة على الرد العسكري، تسعى الحكومة السورية لتعزيز خياراتها السياسية والدبلوماسية لحماية سيادتها واستقرارها الداخلي.

المصدر:قدس برس

https://qudspress.com/181531/

شارك المقالة