يحمل فشل الاحتلال الإسرائيلي في الكشف عن هوية منفذ عملية حاجز “تياسير” في طوباس شمال الضفة الغربية، مع مرور نحو 24 ساعة على وقوعها دلالات كثيرة، وسط العديد من التكهنات التي لم يثبت حتى الآن دقتها.
وكان أحد المقاومين تمكن من قتل جنديين وإصابة ثمانية آخرين في موقع عسكري محصن، في عملية نوعية حظيت بإشادة شعبية وفصائلية فلسطينية واسعة.
وقال المختص في الشؤون الإسرائيلية، محمد أبو علان، إن “جيش الاحتلال يواجه صعوبة في التعرف على هوية منفذ العملية، وما هي التبعية التنظيمية له، حيث لم يكن يحمل بطاقة هوية، فيما القنبلة اليدوية التي ألقيت عليه لم تمكنهم من التعرف على ملامحه، ومقارنة ذلك مع قاعدة بيانات المطلوبين”.
وتابع “يوجد توثيق للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية للمنفذ وهو يتجه نحو الحاجز، وغالبية التقديرات أنه من سكان شمال الضفة الغربية”.
وأوضح أن “قوة العملية جاءت من كونها وقعت في منطقة ينفذ فيها الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في بلدة طمون ومخيم الفارعة التابعين لمدينة طوباس”.
ومن الخيارات التي يدرسها جيش الاحتلال الإسرائيلي أن يكون المنفذ من الأسرى المفرج عنهم في الدفعة الأخيرة، ما يثير تساؤلات حول سلوك المؤسسة العسكرية لنشر هويته “لمنع أضرار سياسية، أو انتقادات حادة ضد الصفقة، وتأثيرها على مستقبل المفاوضات”، كما نشرت القناة /14/ العبرية.
كما لم يستبعد الاحتلال أن المنفذ ليس بفلسطيني، بل هو مواطن أردني، وفي مثل هذه الحالة يكون سبب التأخير في الإعلان عن هويته عدم توفر قاعدة بيانات استخبارية.
وهذا الخيار ينبع من كون المنطقة التي وقعت فيها العملية قريبة نسبيا من الأغوار الفلسطينية الملاصقة للحدود مع الأردن.
أما موقع “واللا” العبري فقد نقل عن مصدر أمني إسرائيلي وصفه للحادثة بأنها “غير مألوفة”، مشيرًا إلى أنه رغم استشهاد المنفذ وتحفظ الاحتلال على جثمانه وتداول الخبر في وسائل الإعلام الفلسطينية، إلا أنه لم يتم رصد إقامة بيت عزاء له في الضفة الغربية.
وقال مسؤول عسكري إن المنفذ أصيب في وجهه بشظايا، ما يزيد من صعوبة تحديد هويته، وأشار إلى عدة سيناريوهات قيد الفحص، من بينها احتمال كونه شخصًا دخل الضفة “بشكل غير قانوني” من قطاع غزة، وأقام فيها لسنوات.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية /كان 11/ أن جهاز الأمن العام (الشاباك) لم يتمكن من التعرف عليه بسبب عدم العثور على أي أوراق ثبوتية بحوزته، وفشل في مطابقة ملامحه مع قواعد بيانات التعرف على الوجه، خاصة بعد تعرضه لإصابة قاتلة بشظايا قنبلة.
المصدر: قدس برس