حظي الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، بترحيب عالي المُستوى، وحفاوة مرصودة لافتة خلال زيارته الخارجية الأولى للعربية السعودية، حيث حرص ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على استقباله في قصر اليمامة بالرياض، والترحيب الحار به، في رسالة تدل على رغبة الرياض باحتضان “سورية الجديدة”، وتحديدًا أنّ هذه القيادة الحالية لسورية، يجري تقديمها إعلاميًّا، كونها “سنية” وعادت للحضن العربي “الدافئ” في توصيفات يجري استخدامها على وسائل إعلام عربية، ورحيل إيران أو تراجع نفوذها في سورية مع سقوط نظام الأسد.
عبارة يجري تكرارها على المنصات التواصلية بالتزامن مع سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد: “يا إيران جنّي جنّي.. بدنا يحكمنا سنّي”، تعزّزت هذه العبارة بعد زيارة الشرع للسعودية.
حفاوة الاستقبال السعودي للرئيس السوري جاءت ردًّا على غزل الشرع بالقيادة السعودية، وولادته بالرياض، وحديث وزير خارجيته أسعد الشيباني عن وضع رؤية 2030 كنموذج إيجابي يُقتدى به لسورية الجديدة.
وأكّد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع التزام السعودية دعم “بناء مُستقبل” بلاده، وذلك إثر لقائه ولي العهد السعودي الأحد خلال زيارته للمملكة في أول رحلة يقوم بها إلى الخارج منذ توليه الحكم.
وقال الشرع في بيان على تلغرام “أجرينا اليوم اجتماع مطولا لمسنا وسمعنا من خلاله رغبة حقيقية لدعم سوريا في بناء مستقبلها، وحرصا على دعم إرادة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه”
السعودية لا تُريد أن تترك سورية الجديدة بيد الأتراك سياسيًّا تمامًا، والذين كان لهم الفضل الأوّل في دعم إسقاط نظام الأسد، ويدرك الشرع أهمية السعودية اقتصاديًّا في دعمها لبلاده، وهذا يُضاف للأسباب التي تشرح أسباب هذه الحفاوة السعودية بالشرع، يُضاف إلى ذلك الوضع الاقتصادي المُتراجع في تركيا، حيث سجّلت العملة التركية مقابل نظريتها الأمريكية، اليوم الاثنين، أدنى مستوى لها في التاريخ، حيث تجاوز الدولار حاجز 36 ليرة للمرة الأولى.
وتشهد الليرة التركية أساسًا تراجعا أمام الدولار في ظل الضغوطات التضخمية، وبحسب المعهد التركي للإحصاء، بلغ معدل التضخم السنوي في تركيا 42.12% في يناير الجاري، وهو ما كان أعلى من التوقعات البالغة 41.25%.
ووفق مقطع فيديو مُتداول سمحت السلطات السعودية للشرع بدخول الكعبة أثناء تأدية مناسك العمرة، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، وحوله مجموعة من الحرس ورجال الأمن، وظهر في مقطع فيديو مُوثّق وهو يدخل إليها، ويخرج منها.
ماذا في حكم دخول الكعبة؟، بحسب ابن تيمية فإن: دخول نفس الكعبة ليس بفرض ولا سنة مؤكدة، بل دخولها حسن، والنبي الأكرم لم يدخلها في الحج، ولا في العمرة؛ لا عمرة الجعرانة، ولا عمرة القضية، وإنما دخلها عام فتح مكة، ومن دخلها يُستحب له أن يصلي فيها، ويكبر الله، ويدعوه، ويذكره.
قبل أشهر فقط، كان الشرع مطلوبًا، وإرهابيًّا بنظر الإعلام السعودي، وقناة “العربية” مثلًا كانت تغطي التظاهرات التي خرجت ضدّه للمُطالبة بإسقاطه في إدلب، وكان الأسد يجلس في مقعد الجمهورية العربية السورية يُمثّلها في قمم السعودية.
ووصل الشرع إلى مدينة جدة في السعودية، الإثنين، لأداء مناسك العمرة وذلك في أول زيارة خارجية له منذ تنصيبه.
ونشرت حسابات تواصلية لنشطاء سعوديين، مقاطع فيديو منوعة من زيارة الشرع للسعودية، وترافق معها أغنية شعبية تقول كلماتها: “علّموا طهران تحذر من زعلنا”، وفي رسالة على توحّد القادة السنّة، على اعتبار أن سورية عادت للحضن العربي.
هذه الحفاوة التواصلية في السعودية لا تحدث بشكل عفوي بطبيعة الحال، وخلفها من تعليمات عزّزتها، وصدّرتها لتتصدّر المنصّات والوسوم، فاسم الشرع يتصدّر هاشتاغ “الترند” في قائمة الأكثر تفاعلًا على منصّة “إكس”.
يحدث هذا، في حين أعلنت الرئاسة التركية صباح الإثنين أن الشرع سيزور البلاد الثلاثاء استجابة لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما نقلته وكالة الأناضول التركية الرسمية.
سيخضع شكل استقبال الشرع في تركيا، للمُقارنة باستقباله في السعودية، فهل سيجري استقباله كفاتح للشام، ويجري رفع صوره على قلاع تركيا العتيقة، أم يستقبله أردوغان بصفته الوالي في دمشق، نظرًا لدوره (أردوغان) في تنصيبه حاكمًا لسورية.
المصدر: رأي اليوم