كثف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، عمليته العسكرية المستمرة لليوم الرابع ضد الفلسطينيين بمدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة.
ونقل مراسل الأناضول عن شهود عيان بالضفة الغربية قولهم إن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات إلى المخيم، وسط تصاعد حدة الاشتباكات.
وأفاد الشهود بسماع أصوات انفجارات واشتباكات مسلحة بين حين وآخر في المنطقة.
وفي سياق متصل، منذ بدء العملية، شرعت جرافات الجيش الإسرائيلي بتدمير البنى التحتية ومحال تجارية في المخيم.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، أقدم الجيش على إحراق منازل فلسطينية ودفع بآليات ثقيلة لهدم مزيد من البيوت.
كما أكد الشهود أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عشرات الفلسطينيين وحولهم للتحقيق في مراكز قريبة من المدينة.
ومنذ ظهر الثلاثاء، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في جنين، أطلق عليها اسم “السور الحديدي” استشهد خلالها 12 فلسطينيا وأصيب 40 بجراح حتى مساء الخميس، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
والخميس، حذر نائب محافظ جنين منصور السعدي من مخطط للجيش الإسرائيلي لتنفيذ اجتياح واسع لوسط مخيم جنين، محذراً من أن الحملة المقبلة قد تشبه الإبادة الجماعية التي نفذتها تل أبيب في شمال قطاع غزة.
وقال السعدي للأناضول: “الجيش أغلق المداخل الأربعة للمدينة والمخيم بالسواتر الترابية، ما منع الدخول والخروج منها”.
وأضاف أن المرضى والطواقم الطبية في مستشفى جنين الحكومي يواجهون ظروفا صعبة بسبب قطع الكهرباء وإمدادات الوقود عن المستشفى نتيجة العدوان المستمر.
ومنذ بداية العملية العسكرية التي تضمنت غارات جوية وعمليات خاطفة من قبل القوات الخاصة، أجبر الجيش الإسرائيلي مئات الفلسطينيين على النزوح من مخيم جنين.
وأوضح السعدي أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وثقت مغادرة نحو 2000 عائلة من المخيم منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وجاءت عملية جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة “حماس”، بعد إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهرا.
وتمثل العملية – وفق إعلام عبري- محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاسترضاء وزير المالية اليمني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.
والثلاثاء، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن نتنياهو وعد سموتريتش بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة ما قد يؤدي لانهيارها.
وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 873 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
المصدر: رأي اليوم