You are currently viewing معادلات ما بعد غزة: غنائم قطر في سوريا وفوز السعودية بلبنان.. والصراع يدور على مصر

معادلات ما بعد غزة: غنائم قطر في سوريا وفوز السعودية بلبنان.. والصراع يدور على مصر

اندفاع أوروبي عربي غير مسبوق نحو سوريا الجديدة بقيادة أحمد الشرع، المعروف بـ”الجولاني”، يعكس تغيّرًا جذريًا في النظرة الدولية والإقليمية لهذا البلد الذي أصبح محورًا للمنافسة والمصالح المتشابكة فيما التحركات تشير إلى أن سوريا أصبحت بمثابة غنيمة للدول الداعمة للنظام الجديد، بينما بات “محور المقاومة” الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، حيث تجلّت خسارته الى درجة منع دخول البضائع الإيرانية إلى الأراضي السورية.

الدعم الأوروبي والعربي

و قدمت المفوضية الأوروبية دعمًا ماليًا كبيرًا بلغ 235 مليون يورو لحكومة الجولاني، ما يعكس توافقًا أوروبيًا على تعزيز الاستقرار في سوريا الجديدة.

و في الوقت نفسه، شرعت قطر في تنفيذ جسر جوي من المساعدات الإنسانية، مع وعود بمشاريع إعادة الإعمار الكبرى.

و على الصعيد السياسي، لعبت الدوحة دورًا محوريًا في تأهيل الإدارة السورية الجديدة عربيًا، حيث توسطت بينها وبين دول مثل مصر، إلى جانب جهودها في فتح قنوات مع أطراف دولية أخرى.

الخطاب الرسمي في سوريا اليوم يبدو موجهًا نحو تمجيد الدعم القطري، بدءًا من استقبال الوفود القطرية بحفاوة وصولًا إلى حديث الشارع ومسلحي الجولاني عن دور الدوحة المحوري في الماضي والحاضر.

و هذا التوجه يجعل سوريا أقرب إلى أن تكون “ولاية قطرية” بالمعنى السياسي والاقتصادي.

خسائر محور المقاومة

و من أبرز المتغيرات التي تكشف انقلاب المعادلة لصالح دول الخليج لاسيما السعودية، تأتي حالة لبنان، حيث أسفرت التطورات عن تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد كنتيجة مباشرة للحرب التي استهدفت الجنوب اللبناني، مع التركيز على تقويض نفوذ حزب الله وإخراجه من المعادلة.

و بهذا، عاد لبنان ليصبح تحت الهيمنة السعودية الكاملة، في مشهد يُعيد عقارب الساعة إلى الوراء.

أما مصر، فرغم علاقاتها مع إيران التي تُبنى ببطء شديد أشبه بخطوات السلحفاة، إلا أنها لا تزال محل استقطاب بين السعودية، الإمارات، وقطر. ومع ذلك، تبدو القاهرة بعيدة عن أي تقارب فعلي مع العراق أو إيران في المستقبل المنظور، ما يعكس استمرار الهيمنة الخليجية على سياستها الإقليمية.

الوضع في إفريقيا العربية

و في السودان، أدى الدعم القطري والتركي للحكومة السودانية إلى تحقيق انتصارات على الأرض ضد قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا.

و هذا التحوّل عزز من موقع قطر والسعودية كأطراف رئيسية مؤثرة في المعادلة السودانية، على حساب الإمارات التي مُنيت بخسائر ميدانية وسياسية واضحة.

موقف الإمارات في المشهد الجديد

خسارة الإمارات في سوريا أصبحت حقيقة، لكنها تحاول تعويض هذه الخسارة من خلال تعزيز علاقاتها بمصر، والتي ما زالت صامدة حتى الآن. كما تحاول أبو ظبي موازنة علاقاتها مع إيران، سعيًا لتحقيق تقارب يحد من الخسائر أمام منافسيها الرئيسيين تركيا وقطر.

و هذا التوازن، مع ذلك، يضع الإمارات في موقع هشّ، إذ أن أي تحرك غير محسوب قد يؤدي إلى خسائر إضافية.

 

المصدر: المسلة

https://almasalah.com/archives/110696

شارك المقالة