You are currently viewing أين هذه الانتِصارات التي يتغنّى بها نتنياهو هذه الأيّام؟ وهل اشتراطه إجراء عمليّة البروستاتا في غُرفةٍ مُحصّنةٍ تحت الأرض خوفًا من صواريخ صنعاء وغزة الدّليل الأبرز عليها؟ وهل تُعطي التّهديدات باغتيال السيّد الحوثي كمَلاذٍ أخير نتائجها؟

أين هذه الانتِصارات التي يتغنّى بها نتنياهو هذه الأيّام؟ وهل اشتراطه إجراء عمليّة البروستاتا في غُرفةٍ مُحصّنةٍ تحت الأرض خوفًا من صواريخ صنعاء وغزة الدّليل الأبرز عليها؟ وهل تُعطي التّهديدات باغتيال السيّد الحوثي كمَلاذٍ أخير نتائجها؟

عبد الباري عطوان
باتَ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يتباهى بتحقيق النّصر في لبنان وسورية وقطاع غزة، يعيش في غُرفٍ مُحصّنةٍ تحت الأرض مُنذ أشهر خوفًا ورُعبًا من صواريخ حركة “أنصار الله” الباليستيّة فرط صوت الدّقيقة، جنبًا إلى جنب مع صواريخ المُقاومة الفِلسطينيّة التي انطلقت من شِمال قطاع غزة وضربت القدس المُحتلّة لأوّل مرّة مُنذ “طُوفان الأقصى”.
وكشفت بيانات رسميّة أنّ نتنياهو الذي خضع لعمليّة جراحيّة لاستِئصال البروستاتا المُلتهبة لوجود ورم سرطاني أمس الأحد، اشترط أن تتم العمليّة في غُرفة عمليّات مُعزّزة في قاع مُستشفى هداسا في القدس المُحتلّة خوفًا من الصّواريخ اليمنيّة والفِلسطينيّة.

أيّ انتصارٍ هذا، وأيّ حياة هذه لرئيس وزراء دولة تدّعي أنها تملك خامس أقوى دولة في الشرق الأوسط عسكريًّا، وهو يَعقِد اجتماعات مجلس وزرائه، وغُرفة عمليّات حُكومة حربه، ويُطالب برلمانه (الكنيست) بالانعقاد تحت الأرض على عُمُق 60 مِترًا كشرطٍ لحُضوره جلساته.
***
حالة الرّعب والهلع هذه التي يعيشها نتنياهو جاءت بعد نجاح المُقاومة الإسلاميّة اللبنانيّة في قصف غُرفة نومه في منزله في مُستوطنة “قيساريا” شِمال مدينة حيفا، والأهم من ذلك مُحاولته التهرّب من المُثول أمام المحكمة العُليا للدّفاع عن التّهم بالفساد المُوجّهة إليه بذريعة أنه لا يستطيع الوصول إليها خوفًا على حياته بسبب التّهديدات الصّاروخيّة اليمنيّة الفرط صوتيّة الدّقيقة التي باتت تقصف تل أبيب العاصمة بمُعدّلاتٍ شِبه يوميّة وتُصيب أهدافها بدقّة، وتوقّع خسائر بشريّة بين قتيلٍ وجريح، وتُشعل حرائق ضخمة لا تستطيع الرّقابة العسكريّة إخفاءها بسبب ضخامة ألسنة لهيبها وأعمدة الدّخان الضّخمة التي تملأ السّماء بحيثُ تراها العين المُجرّدة في المُدُن والقُرى المُجاورة.
الغارات الإسرائيليّة بأكثر من مئة طائرة التي ضربت صنعاء ومطارها وميناء الحديدة ومرفأه بهدف إرهاب اليمن، لم تُرهب القيادة العسكريّة والمدنيّة، بل أعطت نتائج عكسيّة تمامًا، فقد جرى إعادة فتح المطار والميناء للخدمات الجويّة والبحريّة في أقل من 24 ساعة، وجاء الرّد بالصّواريخ والمُسيّرات على يافا ومطار اللد (بن غوريون) وقاعدة “نفاتيم” الجويّة في قلبِ النّقب بعد ساعاتٍ معدودةٍ فقط، هذا غير الاستِمرار دون توقّف بقصف مُدمّرات وسفن أمريكيّة وبريطانيّة وإسرائيليّة في البحرين الأحمر والعربي.
مِن المُفارقة أنّ الصّواريخ الثلاثة التي أطلقتها كتائب “سرايا القدس” التّابعة لحركة “الجهاد الإسلامي” من مدينة بيت حانون شمال غزة، وجاءت ردًّا قويًّا على اقتحام إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وسقط إحداها قُرب مُستشفى هداسا الذي يرقد نتنياهو على أحد أسرّته، ولكن تحت الأرض، فتوقيت إطلاق هذه الصّواريخ يتزامن مع حرب الإبادة وقصف مُستشفى الشّهيد كمال عدوان في جباليا، والادّعاءات الإسرائيليّة “النّتنياهويّة” بأنّ الجيش الإسرائيلي تمكّن من القضاء على كتائب المُقاومة في حركتيّ “حماس” والجهاد الإسلامي” اللّتين ما زالتا صامدتين مُنذ عمليّة “طُوفان الأقصى” البُطوليّة قبل 15 شهرًا.
***
محور المُقاومة ما زالَ بألف خير وتتمتّع مُعظم أذرعه بصحّة صاروخيّة جيّدة جدًّا، وسيكون لها الغلبة في نهاية المطاف، وإذا كانت هُناك بعض “الوعكات”، خاصَّةً في سورية ولبنان، فهي مُؤقّتة ولن تُعمّر طويلًا أُسوةً بمثيلاتها في مسيرة الجهاد الطّويلة.
ختامًا نُؤكّد وبالفم الملآن، أنّ تهديدات أحد أبرز “الكوهينات”، وتحديدًا إيلي كوهين وزير الطّاقة الإسرائيلي، باغتيال السيّد عبد الملك الحوثي على غِرار ما حدث للشّهداء، السيّد نصر الله، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ستُحقّق أملهم في الفوز بالشّهادة، وتعزيز المُقاومة وقوّتها وصُمودها واستِمرارها، وجعل أكثر من أربعة ملايين مُستوطن إسرائيلي ورئيسهم نتنياهو يعيشون في الملاجئ تحت الأرض ولا يرون الشّمس إلّا قليلًا.. والأيّام بيننا يا آل صهيون.

المصدر: رأي اليوم

https://www.raialyoum.com/%d8%a3%d9%8a%d9%86-%d9%87%d8%b0%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d9%8a%d8%aa%d8%ba%d9%86%d9%89-%d8%a8%d9%87%d8%a7-%d9%86%d8%aa%d9%86%d9%8a/

شارك المقالة