تشهد الساحة بين كيان الاحتلال وصنعاء تصعيداً لافتاً من جراء تبادل الضربات في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية في الأيام الماضية ضد صنعاء، بسبب نصرتها الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي هذا السياق، قالت القناة “الـ 13” الإسرائيلية إنّ تقدير “جيش” الاحتلال أنّ “صنعاء سوف تزيد في هجماتها على إسرائيل”.
وأقرّ “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، بـفشل دفاعاته الجوية في اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، وسقط في “تل أبيب”، وأسفر عن 30 إصابة على الأقل، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وكشف موقع “والاه” الإسرائيلي الصعوبات، التي يواجهها الإسرائيليون عند انطلاق صفارات الإنذار، وخصوصاً “الذين يعيشون في الطبقات العليا في تل أبيب، بحيث لم يكن لديهم الوقت للوصول إلى الملاجئ، حين سقط الصاروخ اليمني فجراً”.
وضمن المرحلة الخامسة من الإسناد، وفي إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على اليمن، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، في بيان، ظهر السبت، تبنّي العملية، مؤكداً أنّ العمليات “لن تتوقّف إلا بعد وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها.”
وبعد التحقيق الأولي، قال المتحدث باسم “جيش” الاحتلال إنّه “لا يزال التحقيق في الحادثة مستمراً بدقة، وتم بالفعل تطبيق بعض الدروس المستفادة، سواء في مجال الاعتراض، أو في مجال التحذير”.
واعترف المتحدث باسم “الجيش” بعدم دقّة دفاعات “جيشه” الجويّة، مؤكداً أن “الدفاع الجوي ليس محكَماً، ويجب علينا الاستمرار في الامتثال لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية”.
بدوره، نقل مراسل القناة “الـ 12” الإسرائيلية، عن خبراء عسكريين إسرائيليين، أنّ “الرشقات الأخيرة من اليمن كشفت ثُغَراً أمنية خطيرة في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية”.
وأضاف أنّه “قد يكون الصاروخ، الذي أُطلق من اليمن، جاء عبر مسار لا يمكن تشخيصه، أو أن الرأس الحربي على الصاروخ يغيّر مساره وسرعته، على نحو لا يسمح باعتراضه”، مشيراً إلى أنّه “يجري فحص اذا كان الصاروخ يحتوي على رأس حربي لديه قدرة على المناورة”.
ولفتت صحيفة “معاريف” إلى التحسينات في الصواريخ الباليستية، التي “أصبحت تتفوق على صواريخ حيتس للدفاع الجوي، بحيث فشل مشروع الدفاع الجوي أربع مرات متتالية في اعتراض الصواريخ الباليستية، من اليمن ولبنان”، في الآونة الأخيرة.
وأشار مراسل إذاعة “جيش” الاحتلال إلى أنّ “سلاح الجو يواصل التحقيق وتحليل الأحداث المحيطة بالهجوم الصاروخي الباليستي، والذي استهدف تل أبيب في أثناء الليل، بحيث يُظهر التحقيق الأولي أنه جرت محاولة لاعتراض التهديد عبر استخدام عدة أنظمة دفاع جوي”.
وأضاف أنّه “تم، أولاً، إطلاق صاروخ اعتراضي من نوع “حيتس”، في محاولة لاعتراض الصاروخ خارج الغلاف الجوي. وبعد فشل هذه المحاولة، تم تفعيل صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية بهدف الاصطدام بالصاروخ في أثناء تحليقه داخل الأجواء، لكن محاولات الاعتراض فشلت كلها”.
وقال المراسل العسكري في صحيفة “معاريف”، آفي أشكينازي، إنّ “إسرائيل تجد نفسها عاجزة عن التصدي للتحديات من اليمن، وأخفقت في مواجهتها”، مشيراً إلى أن “اليمن أثّر بشدة في الاقتصاد الإسرائيلي، طوال أكثر من عام”.
وانتقد تصرّف “الجيش” عبر “تجاهل جبهة صنعاء”، لافتاً إلى أنّ “القوات الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات كانت بطيئة في الرد على التهديد، وتسعى حالياً لجَمع معلومات استخبارية” عن أنصار الله.
وأضاف أشكينازي أن “الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة ضد اليمن كانت أشبه بعرض استعراضي، من دون التسبب بأضرار عسكرية كبيرة، أو تحقيق الردع المطلوب”.
المصدر: الميادين