تفيد التقديرات في إسرائيل بأن الدمار الكبير الذي لحق بمدرسة في مدينة رمات غان، الليلة الماضي، كان نتيجة سقوط الرأس الحربي للصاروخ الذي أطلقه الحوثيون، وليس كما ادعى الجيش الإسرائيلي بأنه نتيجة سقوط شظايا صاروخ الاعتراض لمنظومة “حيتس”.
لكن شظيتين لصاروخ الاعتراض سقطتا قرب مبنى الكنيست في القدس، دون أن تتسببا بإصابات أو أضرار، حسب بيان للمكتب الإعلامي للكنيست اليوم، الخميس.
ووفقا لموقع “واللا” الإلكتروني، فإن مشاهد الدمار في المدرسة في رمات غان، جعلت الكثيرين يشعرون بأن “الجيش الإسرائيلي يُخفي إخفاقات في الاعتراض، بسبب الفجوة بين الدمار وبين البيان حول نجاح آخر لمنظومة الدفاع الجوي. هل الجيش لا يقول الحقيقة لنا؟”.
وقال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، يوآف كيش، عندما حضر إلى المدرسة، صباح اليوم، إنه “كانت هنا إصابة مباشرة للرأس الحربي للصاروخ” الذي أطلقه الحوثيون.
ورجح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس يدلين، في مقابلة إذاعية أن الرأس الحربي للصاروخ الذي أطلقه الحوثيون هو الذي سقط على المدرسة، وأشار إلى أن هذا صاروخ باليستي، طوله 16 مترا تقريبا، ووزته 16 طنا ويحمل رأسا حربيا بزنة تزيد عن 500 كغم، ويحلق بسرعة قد تصل إلى 10 آلاف كيلومتر في الساعة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقا، أنه “بعد تحقيق أولي في سلاح الجو وفحص النتائج في موقع سقوط الصاروخ في المدرسة في رمات غان، يبدو أن الحديث يدور على الأرجح عن اعتراض جزئي للصاروخ الذي أُطلق صباح اليوم من اليمن، وقد تبين أن رأس الصاروخ هو الجزء الذي انفجر وتسبب بالأضرار”.
وشن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما واسعا، قبيل فجر اليوم، على منشآت في صنعاء والحديدة في اليمن، لكن هذا الهجوم لم يكن ردا على الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون قبل ذلك بوقت قصير، إذ أن مهاجمة أهداف في اليمن تم بعد استعدادات إسرائيلية لفترة طويلة.
واعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، تَمير هايمان، أن الهجوم في اليمن كان “رد فعل جدير ويشكل تصعيدا في الرد من جانب إسرائيل على إطلاق الحوثيين للصواريخ”، لكنه أشار إلى أن “هذا الهجوم ليس كافيا من أجل تغيير الواقع”.
وأضاف هايمان، في تحليل نشره الموقع الإلكتروني للقناة 12، أن “الواقع هو أنه منذ أن أعلن الحوثيون عن حصار بحري ضد إسرائيل، فإنهم أعلنوا الحرب عمليا. وكان يتعين رفع هذا الحصار بأسرع ما يمكن، بواسطة قدرات الجيش الإسرائيلي وخاصة سلاح البحرية”.
وبحسبه، فإن “أمرين غابا بشكل كامل عن المعركة ضد الحوثيين. الأمر الأول هو مهاجمة إيران التي تدعم وتمول الحوثيين؛ والأمر الثاني هو عدم وجود معركة واسعة ومتواصلة من أجل إضعاف الحوثيين، مثلما جرى ضد باقي أعداء إسرائيل في الحرب الحالية. وثمة حاجة إلى معركة متواصلة كهذه وليس إلى عملية عسكرية واحدة”.
وتابع هايمان أنه “في المستوى الإستراتيجي، واضح أن صفقة مخطوفين وإنهاء الحرب في غزة ستنهي الحرب مقابل الحوثيين. وبدون علاقة بالحوثيين أيضا، إعادة المخطوفين هي مهمة جديرة وأخلاقية. لكن هذا ليس كافيا، ويجدر إظهار قوة كبيرة من نوع آخر ضدهم، وأن يشمل ذلك وجودا ميدانيا لسلاح البحرية، واغتيال قادة (حوثيين)، وتضعف قدرات وتؤكد على أن لحصار بحري على إسرائيل يوجد ثمن باهظ. ولا يمكننا السماح لأنفسنا بأقل من ذلك”.
وأشار محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في موقع “واينت” الإلكتروني، رون بن يشاي، إلى أنه “بالإمكان التقدير الآن أن عملية ’المدينة البيضاء’ العسكرية (التسمية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على مهاجمة اليمن اليوم) لن تردع الحوثيين ولا تستهدف قدراتهم وعزمهم على الاستمرار بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل”.
ورجح أن “الحوثيين سيستمرون في استهداف الملاحة التجارية والعسكرية العالمية في البحر الأحمر وإلحاق الأضرار الاقتصادية الهائلة بشحن الطاقة التي يتسبب بها الحوثيون منذ أكثر من سنة”.
ووفقا لبن يشاي، فإن “الحوثيين مصرون على أن يثبتوا للعالم أنهم على عكس حزب الله وحماس والإيرانيين، لا يزالون يقفون على أرجلهم ويواصلون القتال كي يساعدوا غزة التي تتعرض لهجوم إسرائيلي. وسوية مع الميليشيات الشيعية في العراق، يعتمد الحوثيون على ما يبدو على أن وقف إطلاق نار في غزة قريب، في إطار صفقة مخطوفين التي تتشكل الآن”.
المصدر: عرب48