لا تزال توابع الزلزال السوري مستمرة، ولم تزدها الأيام الستة التي تلتها إلا تخويفا لدى البعض، وأملا لدى قوم آخرين.
الشاعر السوري “أدونيس” تساءل: أولئك الذين حلوا محل الأسد ماذا سيفعلون؟
وأضاف أن المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع.
وأوضح أن التغيير المطلوب هو “تحرير المرأة، تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي”.
واعتبر أدونيس (94 عاما) الأربعاء الماضي خلال مؤتمر صحفي في باريس قبل تسلمه جائزة أدبية عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية أن العرب لا يغيرون المجتمع بل إنهم يغيرون النظام والسلطة.
وقال إذا لم نغير المجتمع فلن نحقق شيئا، لافتا إلى أن استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي.
في ذات السياق علق المفكر السوري برهان غليون على جمعة أمس بأنه في جمعة النصر التي يحتفي فيها السوريون بسقوط الطاغية ،يتذكر السوريون الأيام الأولى لثورة الكرامة والحرية، يحيون الشهداء الذين ضحوا من أجل أن يكون للسوريين وطن حر.
وأضاف أن هذه ليست ولادة جديدة لثورة الكرامة والحرية فحسب، بل إنها ولادة للشعب الحر الواحد، لا أكثريات ولا أقليات، ولادة للفرح والأمل والثقة في المستقبل، مشيرا إلى أنها تأكيد جديد على انتصار عين الكرامة على مخرز العنف والطغيان والكراهية والاستبداد.
من جهته قال الأديب المصري صابر رشدي إن على المثقفين السوريين إدراك اللحظة ووضع تصورات لمستقبل البلاد تحت حكم مدني ديموقراطي قبل الدفع بـ “حفتر” سوري.
سورية ومصر
وعن توابع الزلزال السوري على مصر قال السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن ما حدث في سورية يمكن أن يكون لحظة مهمة للغاية لجماعة الإخوان المسلمين باعتبارها ( شئنا أم أبينا ) القوة السياسية الأكثر تنظيما وتأثيرا للاعتراف والإقرار والتعهد بعدة أمور، منها: أنهم أخطأوا في العديد من قراراتهم واختياراتهم وانحيازاتهم قبل وأثناء وبعد الثورة، وأثناء سنة حكمهم، و أنهم أخطأوا بعدم قبول فكرة الاستفتاء علي استمرارهم في الحكم في 30 يونيو لسد أي ذريعة لو جاءت النتيجة لصالحهم أو للعودة للمعارضة وتجنيب المجتمع كل الكوارث التي حدثت من لحظة رفضهم لهذا البديل وحتي الان ، و أنهم ملتزمون تماما بالدولة المدنية التعددية وبحرية الرأي والاعتقاد.
وأضاف أن عليهم إدراك أنهم ملتزمون تماما بنتيجة الصندوق في كل الانتخابات وعلي كل المستويات، وأنهم يضعون يدهم في أيدي كافة القوي الوطنية علي قدم المساواة دون استعلاء أو صوابية أو مظلومية.
قال إن سيبادر البعض بالحديث عن أولوية مطالبة السلطة بذلك، وبتكرار حديث المظلومية وأن الإخوان بين مسجون وملاحق وهارب، مشيرا إلى أن هذا كله لاينفي وجود الكثير من الشخصيات الإخوانية المؤثرة خارج وداخل مصر، وحاجتها وحاجتنا لمبادرات جديدة خارج الصندوق تحرك المياه الراكدة في بحيرة السياسة الآسنة في مصر.
في السياق السوري صب الإعلامي المصري مصطفى بكري جام غضبه على من سماهم المليشيات (الديمقراطية) التي تنوي محاكمة الإعلاميين والصحفيين السوريين بتهمة دعم النظام السابق بشكل مباشر أو غير مباشر .
وأضاف متسائلا: “هل أدركتم المعني الحقيقي والتطور الطبيعي لمفهوم الديمقراطية؟ ديمقراطيه تقتل ولاتحنو، ديمقراطية تحاسب ولاتتحاسب ، ديمقراطية تؤمر فيطاع ديمقراطية تلغي الدستور وتدمج الميلشيات كبديل للجيش ، تحل الهيئات الأمنية وتترك البلد يعيش في فراغ ، عصابات تقتل وتصادر وتفتش في النفوس.
واختتم مؤكدا أن هذه ديمقراطية قادرة علي منافسة الذكاء الاصطناعي.
وأردف: “ألف مبروك بدأت المرحلة الثانية من ربيع الخراب العربي بالقوة”.
المصدر: رأي اليوم