You are currently viewing هل اقترب موعد سقوط السلطة في رام الله؟.. وماذا يجري في الضفة الغربية؟.. غضب شعبي ومواجهات عنيفة وإطلاق نار على مقار أجهزة الأمن واستقالة مفاجئة لأحد كبار الضباط.. جرائم قتل وملاحقة مقاومين ودعوات للنفير وتحذيرات من “حرب أهلية”.. وهذا ما تخشاه إسرائيل

هل اقترب موعد سقوط السلطة في رام الله؟.. وماذا يجري في الضفة الغربية؟.. غضب شعبي ومواجهات عنيفة وإطلاق نار على مقار أجهزة الأمن واستقالة مفاجئة لأحد كبار الضباط.. جرائم قتل وملاحقة مقاومين ودعوات للنفير وتحذيرات من “حرب أهلية”.. وهذا ما تخشاه إسرائيل

تعيش مدن الضفة الغربية المحتلة حالة من الاحتقان والغضب غير مسبوقة، نتيجة “تغول وتمادي” أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في اعتداءاتها وقتلها وملاحقاتها للمقاومين والمواطنين بدم بارد ودون أي مسائلة، بل والتفاخر بمصادرة أسلحة المقاومة وعرضها على وسائل الإعلام كأنه “إنجاز كبير”.
ما يجري بالضفة اليوم، لا يشبه أي اعتداءات جرت في الأيام السابقة، فجرائم القتل والملاحقات والاعتداءات قد وثقتها وسائل الإعلام بالصوت والصورة، وما جرى مع المواطن “ربحي شلبي” الذي قتل برصاص قوات الأمن كان الشرارة التي قد تقود لمواجهات عنيفة لا أحد يعلم أين ستقف ومتى.
“الضفة على صفيح ساخن”، كان هذا الوصف الأنسب للحالة التي يعيشها سكان الضفة خلال الأيام الراهنة، في ظل حملات الاقتحام والاعتداء والمجازر التي تُرتكب بشكل يومي في مدن الضفة المحتلة من قبل الجيش الإسرائيلي.
وتشهد محافظة جنين على وجه الخصوص، مواجهة بين المقاومين وأجهزة السلطة الفلسطينية تتصاعد منذ يوم الخميس الماضي، على خلفية سياسات السلطة القائمة على ملاحقة المقاومين واعتقالهم والتضييق عليهم ما جعل منهم أهدافا سهلة للاحتلال لتصفيتهم واغتيالهم أو اعتقالهم.
وشهدت المحافظة مسيرات وخطوات احتجاجية على ممارسات السلطة، فيما طالب الأهالي السلطة برفع يدها عن المقاومين في الضفة الغربية، ولم تتوقف هذه المسيرات حتى وصلت إلى محافظات عدة في الضفة الغربية نصرة للمقاومة ورفضا لممارسات السلطة الإجرامية.
كما شهدت جنين الإثنين إعدام الشاب “ربحي شلبي” والتنكيل بجثمانه، ضمن الانتهاكات الخطيرة المتصاعدة التي تمارسها هذه الأجهزة، وتداول نشطاء ومجموعات محلية لحظة إعدام أجهزة أمن السلطة الشاب شلبي رغم أنه كان في عمله متوجها لتوصيل إحدى الطلبيات على “دراجة نارية” مرخصة لأحد الزبائن.
وأطلق أحد عناصر أمن السلطة النار من داخل مركبة مصفّحة صوب شلبي في منطقة ليست منطقة اشتباكات وكان لا يشكل أي خطر ورفع يديه للأعلى قبل لحظات من إطلاق النار عليه وإعدامه بالرصاص، ليفّند أكاذيب المتحدث باسم أجهزة أمن السلطة.
وعلى خلفية هذه التوترات، أطلقت مسلحون فلسطينيون النار بشكل كثيف تجاه مقري المقاطعة التابعة للسلطة الفلسطينية في طولكرم وجنين، وذلك في ظل استمرار جرائم أجهزة السلطة بحق أهالي مخيم جنين.
وأفاد شهود عيان أن المسلحين أطلقوا زخات من الرصاص والعبوات المتفجرة تجاه المقرين، ووجهوا رسالة لعناصر السلطة بأن كفوا أيديكم عن أهالي مخيم جنين.
يأتي ذلك في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه أجهزة السلطة على مخيم جنين لليوم السابع على التوالي، فيما أعدمت تلك الأجهزة أحد المواطنين وأصابت عدد آخر.
هذا وأعلن أحد ضباط جهاز الأمن الوطني التابع للسلطة براءته واستقالته من عمله احتجاجاً على اجرام السلطة بحق المقاومين والمواطنين في جنين، وظهر الضابط الذي يحمل رتبة مقدم وهي رتبة سامية، وهو يخلع لباسه العسكري أمام عدد من المتجمهرين، وباعلى صوته صرخ قائلا: “أعلنُ براءتي أمام الله ورسوله وأمامكم جميعًا من هؤلاء القتلة”.
كما نشرت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تتبع أجهزة أمن السلطة صوراً لعتاد عسكري استولت عليه وصادرته خلال ملاحقتها المقاومين في نابلس.
وتنشط أجهزة أمن السلطة في جمع المعلومات الأمنية عن عناصر المقاومة وتحركات كل منهم وأي عمليات ينوون تنفيذها بهدف إحباطها أو تسليمها للاحتلال لقتلهم أو اعتقالهم ضمن التنسيق الأمني المستمر منذ اتفاق أوسلو.
ورفعت السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وتيرة الاعتقال السياسي والملاحقات الأمنية بالضفة الغربية المحتلة، والتي اشتدت منذ السابع من أكتوبر الماضي مع بدء عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة لضمان منع أي تحرك لجبهة الضفة ضد الاحتلال.
وكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، في وقت سابق عن قوات الأمن التابعة السلطة الفلسطينية تقوم بحملة ضد العبوات الناسفة التي تصنعها فصائل المقاومة بالضفة الغربية.
وذكرت هذه القناة بحسب تقرير “الجزيرة نت” أن قوات أمن السلطة الفلسطينية قامت بإبطال عشرات العبوات الجاهزة للتفجير.
وكانت حركة “حماس”، قالت إن إعدام أجهزة السلطة “الشلبي”، جريمة بشعة، والمشاهد التي وثقتها الكاميرا لعملية الإعدام تكشف المستوى الهابط الذي وصلت إليه هذه الأجهزة من انعدام الضمير والأخلاق في التعامل مع أبناء شعبنا وأبطال المقاومة.
وقالت الحركة في بيان صحفي، إن هذه الجريمة التي تتجاوز كل الخطوط الحمراء، تستدعي حراكًا فصائليا وشعبيًا واسعًا، “لوقف تجاوزات أجهزة السلطة الخطيرة تجاه مجتمعنا الفلسطيني، والتي تتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة”.
ودعت الفصائل والقوى الوطنية وكل مكونات شعبنا ومؤسساته السياسية والقانونية والحقوقية لموقف حازم تجاه ما تتعرض له جنين وعموم الضفة الغربية على يد أجهزة السلطة.
وطالبت “حماس” الفصائل والشعب الفلسطيني بالخروج في حراك واسع، “لوقف سلوك أجهزة السلطة في ملاحقة المقاومين واستهداف المواطنين، ووضع حد لهذه الجرائم التي تنسجم مع جرائم الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته”.
من جانبه، قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، إن ما يحدث في جنين من اقتحام أجهزة أمن السلطة وملاحقة المقاومين يشكل حالة قلق لدى الشعب الفلسطيني، وتأثير على النسيج المجتمعي وعلى وحدة شعبنا في ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها في قطاع غزة.
وأكد أن هذه الأحداث لا يجب أن تقع بأي حال من الأحوال، والا يتم المساس بالمقاومين أو المواطنين الفلسطينيين بشكل عام، واعتبار المقاومين حالات وطنية يمنع المساس بها في أي شكل من الأشكال، معربًا عن أسفه من أن السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية منذ بداية حرب الإبادة اتخذت موقفاً بأنها ليست طرفاً فيما يحصل، داعيًا إلى توفير غطاء سياسي للمقاومة في الضفة الغربية.
بدوره أكد المختص في حقوق الإنسان ماجد العاروري، أن السلطة تكذب بشأن روايتها للأحداث في جنين، محذراً من خطر اندلاع حريق أهلية بسبب ممارسات السلطة، وقال إن أجهزة أمن السلطة تشن حملة ضد مدينة جنين ومخيمها لملاحقة المقاومين، واصفاً مشهد إعدام الشاب ربحي الشلبي على يد عناصر السلطة بالأمر الخطير جداً.
وأشار في تصريح نقلته وكالة “شهاب” إلى ضرورة إجراء تحقيق مستقل في طبيعة الأحداث التي تجري في جنين، مشدداً كذلك على وجوب حفظ الأمن والسلم المجتمعي.
وأوضح العاروري أن ملاحقة السلطة للمقاومين سلوك خطير جدًا، خاصة في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من إبادة وتطهير عرقي.
كما حذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من احتمال تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، تحت تأثير التطورات الحاصلة في سوريا ضمن وضع تعرّفه الأجهزة بأنه “تدحرج حجارة الدومينو”.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن التقديرات في أجهزة الأمن تفيد بأن تدهوراً محتملاً في الضفة قد يقود كذلك إلى انهيار السلطة الفلسطينية.
ويراقب جهاز الشاباك الإسرائيلي الوضع في الضفة بشكل حثيث، خصوصاً مع الاشتباكات الواسعة في شمال الضفة بين السلطة ومسلحين فلسطينيين، وتصف إسرائيل المواجهات في جنين بأنها “غير عادية”.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إنه يوجد تخوف من توسع وامتداد هذه المواجهات إلى مناطق أخرى في الضفة، في ظل حالة من الاشتباكات التي أدت إلى قتلى وجرحى، وتحريض متزايد على شبكات التواصل ضد السلطة.
وهنا يبقى التساؤل..
لمصلحة من هذه الحملات ضد المقاومة؟ وإلى أين سيصل الغضب الشعبي؟ وهل باتت السلطة في خطر؟

المصدر: رأي اليوم

https://www.raialyoum.com/%d9%87%d9%84-%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%af-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b1%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87%d8%9f/

شارك المقالة