في احتلال جديد بات يذكرهم بما يفعلونه بممر “نتساريم” وسط قطاع غزة، قالت وسائل إعلام عبرية، إن قوات الجيش الإسرائيلي تعمل وسط السكان السوريين في القرى القريبة من الحدود، مستدركة أنها “مسألة وقت فقط حتى يصل إلى المنطقة من لا يرغبون في وجود الإسرائيليين”.
وبثت هيئة البث العبرية الرسمية، وإذاعة الجيش، مقاطع فيديو لانتشار القوات الإسرائيلية في المنطقة السورية الحدودية.
وقالت الهيئة إن “قوات الجيش الإسرائيلي تعمل وسط السكان السوريين في القرى القريبة من الحدود”.
والاثنين، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن قوات الجيش توغلت بريا في المنطقة العازلة مع سوريا، واستمرت في تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على أنحاء سوريا.
ومستغلة الإطاحة بنظام بشار الأسد الأحد، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية في أنحاء متفرقة من سوريا، في انتهاك صارخ لسيادتها.
كما أعلنت تل أبيب انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974، وانتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
وفجر 8 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
** ابتهاج بالاحتلال
وقال إيتاي بلومنتال، مراسل هيئة البث العبرية في تقرير مصور من داخل الأراضي السورية: “للمرة الأولى منذ 50 عاما وبعد 4 أيام على سقوط نظام الأسد، دخلنا صباح اليوم (الأربعاء) مع قواتنا في المنطقة العازلة على حدود هضبة الجولان (السورية المحتلة)”.
وأضاف: “نمر الآن على موقع الأمم المتحدة ونواصل الرحلة، الآن بالفعل نحن داخل الأراضي السورية”.
وتابع: “بعد دقيقتين ها نحن وصلنا إلى قرية كودنة (في محافظة القنيطرة) السورية”.
ونقل المراسل عن أحد جنود الاحتياط من سكان مستوطنة “كيشيت” بالجولان المحتل، قوله: “اعتدنا رؤية هذا التل من الجانب الإسرائيلي للحدود، لكن في الأيام الأخيرة أراه عن كثب من هنا، وهذه متعة بالغة”.
** إخطار عاجل
ومن داخل قرية كودنة، قال مراسل هيئة البث: “نحن هنا من أمام موقع للجيش السوري، يمكن رؤية العلم هنا، لكن الآن من يوجدون هنا هم جنودنا من الكتيبة 101 لواء المظليين”.
وأظهر الفيديو مشهدا لعدد من الجنود الإسرائيليين في القرية وهم يجلسون أمام نيران أوقدوها بغرض التدفئة.
ونقل المراسل عن العقيد بيني كيتا، قائد قوات تشكيل الجولان “474” بالجيش الإسرائيلي قوله إن “الأحداث السريعة التي وقعت هنا قبل أيام وسقوط النظام، أوجدت واقعا في الجانب الآخر (السوري) حيث لا يوجد من نتعامل معه، لذلك تقدمنا ونشرنا القوات، وسيطرنا على منطقة مهمة تطل على المنطقة العازلة”.
بينما قال “عومر” وهو قائد بالكتيبة 101: “كنا في منازلنا السبت، وتلقينا إخطارا بضرورة التوجه غدا (الأحد) إلى القاعدة، لكننا لم نتخيل للحظة أننا بصدد احتلال منطقة كانت المرة الأخيرة التي كنا فيها قبل 50 عاما في حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973)”.
** فرار سريع
وقال مراسل الهيئة: “قبل أقل من أسبوع كان في هذا الموقع العسكري (بالقرية) جنود سوريون، جعلهم الفرار السريع من هنا بعد سقوط نظام الأسد، يتركون الكثير من الأغراض بما في ذلك، وثائق وعتاد عسكري”.
واستعرض بلومنتال، خنادق حفرها جيش النظام السوري في المنطقة، مضيفا: “الآن جنود الجيش الإسرائيلي أقاموا مواقع عسكرية، وأعينهم موجهة إلى الجانب السوري للتأكد من عدم قدوم عناصر جهادية” وفق تعبيره.
وتنتشر في القرية السورية، دبابات إسرائيلية من طراز “ميركافا 4″، تابعة للواء المدرع 188.
وقال النقيب الإسرائيلي عميت وهو قائد في الكتيبة 74: “عاد اللواء 188 إلى سوريا لمواصلة الإرث” دون توضيح.
** غياب التهديد
من جانبه، قال دورون كادوش، مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجنود المتوغلين في سوريا يجلسون بدون خوذات يحتسون القهوة ويدخنون السجائر، في إشارة إلى عدم وجود أي تهديدات.
وأضاف: “انظر إلى هذا الموقع العسكري السوري – تل كودنة – تم الاستيلاء عليه دون إطلاق رصاصة واحدة”.
وتابع: “في غضون 24 ساعة بعد سقوط نظام الأسد، كان الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة وبدأ بالاستيلاء على المواقع العسكرية السورية والتمركز فيها. لسنوات نراقب هذه المواقع ونجمع معلومات استخباراتية عنها- وبين عشية وضحاها نحتلها دون أية مقاومة”.
ولفت كادوش، إلى أن الجيش الإسرائيلي وضع بنية تحتية لوجستية في المناطق التي احتلها بسوريا، و”جلب بالفعل حاويات بها مراحيض وحمامات ومطبخ صغير”.
وأشار إلى أن ذلك يذكّره بما يفعله الجيش الإسرائيلي في ممر نتساريم وسط قطاع غزة.
** مناطق تفتيش
واستعرض المراسل الإسرائيلي أماكن إقامة جنود النظام السوري في المنطقة قبل فرارهم، وقال: “في مقاطع الفيديو هذه لمحة عن الظروف البائسة التي عاش فيها جنود الأسد هنا”.
وتابع: “ما دار في ذهني هو أنه في ظل هذه الظروف، أستطيع أن أفهم سبب هروب معظمهم ببساطة من هنا حفاظا على حياتهم دون قتال”.
وقال مراسل الهيئة العبرية، إن الجيش الإسرائيلي أقام مناطق تفتيش عند التقاطعات في القرى السورية.
وادعى أنه “لا يمكن رؤية المتمردين في أي مكان، والسكان يمارسون حياتهم كالمعتاد”، وفق تعبيره.
** زيارة غريبة
وأشار تقرير المراسل إلى أن قرية كودنة والمواقع العسكرية السورية المجاورة “تقع خارج المنطقة العازلة، خلف خط برافو (أي في كامل الأراضي السورية ذات السيادة)”.
وأضاف: “بمعنى آخر، يسمح الجيش الإسرائيلي لنفسه أيضا بتجاوز المنطقة العازلة قليلاً، عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على مناطق مرتفعة ذات أهمية لمراقبة الفضاء السوري”.
وختم المراسل تقريره بالقول، إن “خلاصة الزيارة التاريخية والغريبة لسوريا؛ من السابق لأوانه معرفة كيف ستتطور الأمور هنا”.
وأردف: “قد يجد الجيش الإسرائيلي نفسه منجذبا إلى البقاء لفترة طويلة في الميدان مع العديد من القوات، ويمكن تقدير أنها مسألة وقت فقط حتى يصل إلى المنطقة أولئك الذين لا يرغبون في وجود الجيش الإسرائيلي هنا”.
ورصدت كاميرا الأناضول الدبابات الإسرائيلية التي احتلت أراضي في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
واحتلت إسرائيل أراض على الحدود السورية اللبنانية وباتت على بعد 25 كيلومترًا من دمشق، مع تكثيف غاراتها على سوريا بعد الإطاحة بنظام البعث.
المصدر: رأي اليوم