في خطوة تعكس أهمية الدور العربي في تشكيل سياسات الإدارة الأميركية الجديدة، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تعيين مسعد بولس، رجل الأعمال الأميركي من أصل لبناني، مستشاراً رفيعاً لشؤون المنطقة العربية والشرق الأوسط. وأشاد ترامب ببولس واصفاً إياه بأنه “داعِمٌ ثابتٌ للسلام في الشرق الأوسط”، ما يشير إلى نية الإدارة المستقبلية تعزيز حضورها في المنطقة عبر شخصيات ذات خلفيات متعددة الأطياف.
يتميز تعيين بولس بخصوصية إضافية كونه والد زوج تيفاني ترامب، ما يعكس الدور المتداخل للعلاقات الأسرية في تشكيل الدائرة المقربة من الرئيس المنتخب. هذه الخطوة جاءت بعد تعيين تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر، سفيراً في فرنسا، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين السياسة وعائلة ترامب.
خلفية وأبعاد التعيين
ولد مسعد بولس في لبنان ويمتلك خبرة ممتدة بين الولايات المتحدة ولبنان. بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الفقه القانوني من جامعة هيوستن، انضم إلى أعمال عائلته في نيجيريا وأصبح رئيسها التنفيذي. بولس ليس مجرد رجل أعمال، بل يمتلك شبكة واسعة من العلاقات السياسية في لبنان والولايات المتحدة، مما يمنحه قدرة على التوسط بين الأطراف المختلفة في المنطقة.
برز بولس خلال الحملة الانتخابية لترمب بدوره في حشد دعم المجتمع العربي الأميركي، خاصة في مناطق مثل ديربورن بميشيغان، حيث ساعد في تحويلها من ولاية زرقاء إلى حمراء. كما التقى بشخصيات بارزة مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في محاولة لبناء جسور تواصل مع القيادة الفلسطينية.
تحديات وآفاق
بولس، الذي يحمل علاقات متشابكة في لبنان تشمل حزب الله وحزب القوات اللبنانية المتناحرين، يمثل نموذجاً نادراً لشخصية قادرة على العمل مع أطراف متعارضة. في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، قد يساهم وجوده في تسهيل قنوات الحوار، خاصة أن ترامب وصفه بـ”صانع صفقات”.
لكن هذه المهمة ليست سهلة، إذ يواجه بولس تحديات تعقيد المشهد السياسي اللبناني والعربي. ويشير الخبراء إلى أن دوره في الإدارة المقبلة قد يكون محدوداً بغياب رؤية استراتيجية واضحة، إلا أن طموحه السياسي وعلاقاته المتنوعة قد يمنحانه القدرة على التأثير في الملفات الشائكة.
المصدر: المسلة
Publisher: Almasalah