قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، فصل جنود احتياط بسلاح الجو وقّعوا على رسالة تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن “رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير وقائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار، أعلنا قرارهما بتسريح جنود الاحتياط العاملين في الخدمة الفعلية من الجيش”.
وأضافت أن الجيش أفاد بأن “معظم الموقّعين ليسوا في الخدمة الفعلية، لكنه لم يكشف عن عددهم بدقة”.
وفي وقت سابق، الخميس، هدد قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار بفصل نحو ألف جندي احتياط من الخدمة، لتوقيعهم رسالة تدعو لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وفق إعلام عبري، الخميس.
جاء ذلك عقب نشر 970 من جنود الاحتياط الحاليين والسابقين في سلاح الجو رسالة تدعو إلى إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين من غزة، حتى لو على حساب إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
وقالت القناة “14” العبرية (خاصة)، المؤيدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن “سلاح الجو حدد اليوم الخميس نحو 90 من جنود الاحتياط العاملين، الذين وقعوا رسالة احتجاج سياسية تدعو لإنهاء القتال في غزة”.
ولا يستبعد سلاح الجو الإسرائيلي انضمام عشرات من جنود الاحتياط العاملين إلى الموقعين على الرسالة التي تدعو إلى إنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة.
جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يستبعد انضمام مزيد من العسكريين لرسالة إنهاء الحرب المستمرة في غزة
ويؤكد الموقعون على الرسالة، وبينهم قادة كبار متقاعدون، أنه “في الوقت الحالي، تخدم الحرب بشكل أساسي المصالح السياسية والشخصية (لرئيس الوزراء بنيامين نتيناهو)، وليس المصالح الأمنية”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الخميس، إن “الرسالة أثارت قلق كبار مسؤولي الجيش والدولة حتى قبل نشرها (الخميس)، نظرا لطبيعتها السياسية”.
وأضافت: “التقى قائد سلاح الجو اللواء تومر بار بعدد من كبار ضباط الاحتياط في السلاح، وبينهم قادة القوات الجوية السابقون إليعازر شقيدي ودان حالوتس وعيدو نحوشتان، بحضور رئيس الأركان إيال زمير، في محاولة لإقناعهم بعدم نشر الرسالة”.
غير أن الرسالة نُشرت صباح الخميس، وتناولتها كافة وسائل الإعلام، بما فيها هيئة البث (رسمية).
و”وفق فحوصات أولية أجراها الجيش، فإن 10 من الموقعين على الرسالة هم من جنود الاحتياط العاملين- معظمهم من المتطوعين- والبقية سابقون أو متقاعدون”، حسب الصحيفة.
وتابعت أن “العشرات من أفراد الخدمة العاملين سحبوا توقيعاتهم في اليومين الماضيين، بعد محادثات مع قادة الأفرع”.
واستدركت: “لكن سلاح الجو لا يستبعد انضمام العشرات من أفراد الخدمة العاملين الآخرين إلى الرسالة، وسيرى كيف تتطور الأمور”.
ومن بين الموقعين على الرسالة القائد الأسبق لأركان الجيش الفريق (احتياط) دان حلوتس، والقائد الأسبق لسلاح الجو اللواء (احتياط) نمرود شيفر، والرئيس الأسبق لسلطة الطيران المدني العقيد (المتقاعد) نيري يركوني.
وكذلك الرئيس السابق لقسم الموارد البشرية بالجيش اللواء (متقاعد) غيل ريغيف، والعميد (متقاعد) في سلاح الجو ريليك شافير، والعميد (متقاعد) في السلاح نفسه أمير هاسكل، والعميد (متقاعد) عساف أغمون.
وتصدرت الرسالة جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، شن حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكتب العسكريون في رسالتهم: “نحن، مقاتلو الطاقم الجوي في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بعودة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) إلى ديارهم دون تأخير، حتى على حساب الوقف الفوري للأعمال العدائية” أي الحرب.
وأسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكد الموقعون أن “استمرار الحرب لا يسهم في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، وسيؤدي إلى قتل المختطفين وجنود الجيش والمدنيين الأبرياء، فضلا عن استنزاف قوات الاحتياط”.
وتابعوا: “كما ثبت في الماضي، فإن التوصل إلى اتفاق وحده كفيلٌ بإعادة الرهائن سالمين، بينما يؤدي الضغط العسكري بالأساس إلى قتلهم وتعريض حياة جنودنا للخطر”.
وفي 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية في غزة في 18 مارس/ آذار الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
ودعا الموقعون على الرسالة “جميع مواطني إسرائيل إلى المطالبة، في كل مكان وبكل الطرق، بإيقاف القتال وإعادة جميع المختطفين الآن”.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
(الأناضول)
المصدر: القدس العربي
الجيش الإسرائيلي يفصل ألف جندي في سلاح الجو طالبوا بوقف الحرب على غزة