حذّرت الرئاسة الفلسطينية، الاثنين، من خطورة إنذارات الإخلاء القسري التي أصدرتها إسرائيل لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، داعية دول العالم لتحمل مسؤولياتها حفاظا على القانون الدولي والمواثيق الإنسانية.
وقالت في بيان، إنها “تحذر من خطورة أوامر الإخلاء القسري لمدينة رفح بالكامل، مترافقاً ذلك مع استشهاد أكثر من 80 مواطنا منذ بدء عيد الفطر المبارك”، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وأكدت “أن عملية التهجير الداخلي مدانة ومرفوضة، وهي مخالفة للقانون الدولي تماما كدعوات التهجير للخارج”.
وحملت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد “الذي لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد”.
وفي وقت سابق الاثنين، أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بمناطق واسعة في جنوبي القطاع بينها كامل مدينة رفح بإخلاء منازلهم قبل مهاجمتها.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، إن الجيش ينذر الفلسطينيين في مدينة رفح ومنطقتي المنارة وقيزان النجار شرقي مدينة خان يونس، بإخلاء منازلهم فورا.
وأضاف في منشور على منصة إكس: “عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي”، غربي خان يونس.
في سياق آخر، حذرت الرئاسة الفلسطينية “من الاستهداف المتعمد للطواقم الطبية من قبل جيش الاحتلال، والذي يشكل خرقاً كبيراً للقوانين والمواثيق الدولية التي تحرم استهداف القطاع الطبي”، وفق “وفا”.
والأحد، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني انتشال 14 جثمانا بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح قبل نحو أسبوع، هم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف أممي.
جاء هذا بعد أيام من إعلان الدفاع المدني الفلسطيني انتشال أحد عناصره في الفريق ذاته الذي استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي ما يرفع عدد شهداء المجزرة إلى 15.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، في 18 مارس/ آذار الجاري، قتلت إسرائيل حتى ظهر الاثنين 1001 فلسطيني وأصابت 2359 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وقالت وزارة الصحة بغزة، إن 80 شهيدا فلسطينيا و305 إصابات وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة، “بينهم 53 شهيدا و189 إصابة، في اليوم الأول لعيد الفطر”.
وأشارت الرئاسة الفلسطينية إلى أن “استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة، خاصة في المخيمات شمالًا، بما يشمل القتل والاعتقالات وهدم المنازل والبنية التحتية، واعتداءات المستوطنين على المقدسات، ستدفع نحو التصعيد وعدم الاستقرار، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية ستدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار”.
وأكدت أنه “على الجميع أن يفهم أنه دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، فإن المنطقة ستبقى في دوامة حروب، وعلى دول العالم كافة أن تتحمل مسؤولياتها حفاظا على القانون الدولي والمواثيق الإنسانية”.
ومن جهة اخرى قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الاثنين، إن إسرائيل توسع حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بغطاء أمريكي، عبر إصدار أوامر إخلاء جديدة وإعدام طواقم طبية ودفاع مدني برفح.
واعتبرت الجبهة الشعبية في بيان، “الجريمة الإسرائيلية بإعدام طواقم طبية والدفاع المدني وإصدار أوامر إخلاء جديدة توسعت لتشمل كامل مدينة رفح وأجزاء من خان يونس، جريمة حرب كبرى تأتي في سياق فرض مخطط التهجير القسري والجماعي”.
وأكدت أن تلك الجرائم تأتي “استكمالا” لمخطط الإبادة الجماعية الشاملة في قطاع غزة، والتي “تجاوزت كل الحدود والأوصاف إذ تُرتكب بغطاءٍ أمريكي مباشر ودعم عسكري وسياسي غير محدود من واشنطن”، وفق ما جاء في البيان.
وحمّلت الجبهة الإدارة الأمريكية “المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم فلسطينية تُزهق بصواريخها وقنابلها”.
وعدت الجبهة الشعبية الدعم الأمريكي إلى جانب حالة الصمت الدولي إزاء الإبادة المتواصلة بغزة “شراكة كاملة في هذه الجرائم وضوء أخضر للاحتلال للاستمرار دون رادع أو مساءلة”.
ودعت الدول العربية إلى “التحرك العاجل من أجل وقف المذبحة التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة”، محذرة من إراقة المزيد من الدماء.
والأحد، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتصعيد حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير المواطنين الفلسطينيين من القطاع.
ومنذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 940 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
المصدر: رأي اليوم