جددت الرئاسة والفصائل الفلسطينية، موقفها الرافض لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرامية لتهجير سكان قطاع غزة، وسط إشادة بموقف الملك الأردني عبد الله الثاني ومصر، الرافض لهذه الخطة، في وقت انطلقت فيه تحركات داخل المجتمع الأمريكي ترفض هذه الخطة، بوصفها “عمليات تطهير عرقي”.
فلسطين ليست للبيع
ومن جديد أكد الرئيس محمود عباس على تمسك الشعب الفلسطيني بالبقاء على أرضه في كل من غزة والضفة والقدس، وقال “إن فلسطين ليست للبيع”، وأثنى الرئيس الفلسطيني كذلك على “المواقف الأخوية الشجاعة” للملك عبد الله الثاني، واعتبره “امتداداً لمواقف القيادة الأردنية الصلبة الداعمة لحقوق شعبنا الوطنية العادلة والمشروعة، والمتمسكة بالسلام القائم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين، وتجسيد دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في إطار الوصاية الهاشمية”.
وكان الملك الأردني جدد عقب لقاء الرئيس الأمريكي موقف بلاده الرافض لخطة التهجير، التي يريد ترامب تنفيذها ضد سكان قطاع غزة.
وأشاد الرئيس عباس بإعلان ملك الأردن استضافة أطفال مرضى وجرحى من قطاع غزة لعلاجهم، وقال “هذا يضاف إلى ما تقوم به المملكة من تقديم المساعدات الإنسانية وتشغيل مستشفيات ميدانية أردنية في غزة والضفة”.
كما أشاد من جديد بـ”المواقف الأخوية الشجاعة” لمصر والسعودية والأردن، والدول الشقيقة والصديقة كافة، التي رفضت مشاريع تهجير الشعب الفلسطيني وضم أراضيه، وأكدت أنه لا سلام ولا استقرار إلا بتجسيد الدولة الفلسطينية، والإصرار على الوقف التام للحرب، والبدء الفوري بإغاثة الشعب الفلسطيني، وتولي دولة فلسطين مسؤوليتها في قطاع غزة، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وفقا لخطة فلسطينية مصرية عربية بدعم دولي، تهدف إلى إعادة الإعمار، مؤكدا على أهمية تنسيق الجهود والمواقف العربية، لاعتماد رؤية السلام العربية في القمة العربية الطارئة القادمة، وثمن كذلك الجهود المبذولة في التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين والحصول على المزيد من الاعترافات الدولية لدولة فلسطين، وعقد المؤتمر الدولي للسلام منتصف هذا العام، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا.
وكانت الخارجية الفلسطينية، دعت مجلس الأمن الدولي إلى “تجاوز حالة العجز”، والتحرك العاجل والتحرك العاجل لإجبار إسرائيل كقوة احتلال، على وقف عدوانها واستعمارها، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية النافذة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، التي تضمن إنهاء الاحتلال.
رفض فصائلي
وفي سياق مواجهة خطة ترامب، عقدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لقاء وطني طارئ، بمشاركة قادة الفصائل، وممثلين عن العشائر، تخلله بحث خطة التهجير القسري، ومناقشة آثارها المدمرة على القضية الفلسطينية، وانتهى بتلاوة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش بيانا باسم المشاركين أكد فيه رفض الخطة، وأكد أن تصريحات ترامب تمثل “إعلان حرب تستهدف اقتلاع أهلنا من القطاع”.
وأكد أن صمود الشعب الفلسطيني يتطلب دعما، داعيا الدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها، وطالب كذلك القمة العربية المقبلة لـ”اتخاذ خطوات عملية لمواجهة مخططات التهجير الإجرامية”، وقال “نحن أمام خطر وجودي يتطلب استنفارًا وتوحيد كل جهود أبناء شعبنا”.
وفي ذات الوقت شدد على أن الشعب الفلسطيني سيفشل الخطة وقال “ما عجز العدو عن تحقيقه بالقتل والإبادة لن ينجح في تحقيقه بالسياسة والإغراءات”، وقال “إن شعبنا الذي قدم التضحيات عبر عقود لن يترك وطنه وسيبقى متجذراً في أرضه”.
وأكد كذلك أن “مخططات التهجير تمثل تطهيرًا عرقيًا وسنقاومها بكل ما نستطيع”، ودعا في ذات الوقت إلى تصعيد المواجهة في الضفة الغربية عبر العمل المقاوم ضد جيش الاحتلال.
وخلال الاجتماع قال أبو بلال العكلوك رئيس لجنة العشائر في قطاع غزة، خلال كلمة ألقاها “نقول لترامب إذا كان وطنك قابل للبيع أو التغيير، فأن غزة وفلسطين لن تكون وطن بديل”، أما محمد البريم الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية فقال متحديا القرار وتباعته بعد تهديدات ترامب “جاهزون لتقديم التضحيات حتى لا يمر المخطط”، وطالب الدول العربية والإسلامية لأن “تهب وتنتصر لفلسطين”، كون المخطط يهدد الأمن العربي والإسلامي.
وهذا هو الاجتماع العلني الأول لقيادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، منذ أن بدأت الحرب على قطاع غزة، وقد جرى عقده داخل أحد الخيام التي أقامها سكان غزة، بدلا من منازلهم ومكاتبهم التي دمرت خلال الحرب.
وأصدرت حركة حماس بيانا جديدا ثمنت فيه مواقف كل من الأردن ومصر الرافضة للتهجير، والوطن البديل، والتأكيد على أن هناك خطة عربية لإعمار غزة دون تهجير أهلها.
وقالت الحركة في بيانها “نعتبر الموقف الأردني امتدادًا لموقفه في رفض مشاريع التهجير والتوطين والوطن البديل، والتي تسعى إلى طمس هوية شعبنا الفلسطيني وإنهاء قضيته العادلة”.
وأكدت أن خطط ترامب “تسعى إلى طمس هوية شعبنا الفلسطيني وإنهاء قضيته العادلة”، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني “سيظل متمسكًا بأرضه ووطنه، ولن يقبل بأي حلول تنتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال”.
حملات رفض أمريكية
ورفضا لخطة ترامب، أطلق نشطاء ومؤسسات حقوقية في الولايات المتحدة، حملة إلكترونية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملت عنوان “غزة ليست للبيع”، رفضاً لخطة تهجير المواطنين المقترحة من القطاع إلى دول الجوار.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أن النشطاء عبروا عن غضبهم من خطط التهجير المقترحة المرفوضة من الفلسطينيين والشعوب الحرة التي تساند حقوقه المشروعة.
وأشارت إلى أنهم شددوا في حملتهم، على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ورفض الحلول المجزأة التي تساهم في تعميق الصراع في المنطقة.
وجاء ذلك في الوقت الذي وقعت فيه أكثر من 90 منظمة أمريكية ودولية، على بيان يدين تصريحات ترامب، الخاصة بتهجير سكان قطاع غزة، والاستيلاء على أراضيهم.
وشددت هذه المنظمات على أن هذه التصريحات تمثل “دعوة صريحة للتطهير العرقي”، وأنها مخالفة للقانون الدولي، وتشكل انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة، وأكدت أيضا أن تنفيذها يعتبر “تطهيراً عرقياً”، ودعتً المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد أي محاولات لإعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة بالقوة.
وأكدت على أن “فلسطين هي أرض الشعب الفلسطيني، والمشاركة في تهجيرهم أو تسهيله أو تأييده يمثل انتهاكاً لكل مبدأ من مبادئ القانون الدولي، ويقوض النظام الدولي القائم على القوانين، ويدمر سمعة الولايات المتحدة عالمياً، ويعد فعلاً غير أخلاقياً”.
المصدر: الفدس العربي
عباس يجدد رفض خطة ترامب: فلسطين ليست للبيع.. والفصائل تطالب القمة الطارئة بخطوات عملية