أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الثلاثاء، مسؤولية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن إعلان حركة “حماس” تجميد عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل في قطاع غزة.
ومساء الاثنين، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لـ”حماس” تأجيل تسليم الأسرى لحين وقف إسرائيل انتهاكاتها والالتزام بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقال لابيد لإذاعة “إف إم 103” العبرية، إن موقف “حماس” جاء ردا على نتنياهو الذي يقول باستمرار إنه لا يريد الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق.
وأرجأ نتنياهو قراره بشأن مفاوضات المرحلة الثانية، التي كان يُفترض أن تنطلق الأسبوع الماضي، لحين لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في واشنطن قبل أيام.
وتوصل نتنياهو مع إدارة ترامب إلى اتفاقات على مبادئ المرحلة الثانية، وبينها طرد قيادة “حماس” من غزة، وتفكيك كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الاثنين.
ودعا لابيد إلى تنفيذ صفقة تبادل الأسرى ضمن مرحلة واحدة لا على “جرعات صغيرة”، محذرا من أن الطريقة الراهنة “تعني قتل الرهائن” في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين بغزة.
وتقدر تل أبيب وجود 76 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينما تحتجز في سجونها آلاف الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وتمارس بحقهم التعذيب والإهمال الطبي والتجويع، ما أودى بحياة العديد منهم.
ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء المرحلة الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وشدد لابيد على أن “نتنياهو وحكومته يعملان على تعطيل الصفقة لكسب الوقت”.
وقال متحدث كتائب القسام أبو عبيدة، مساء الاثنين، إن الكتائب “راقبت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو (إسرائيل) وعدم التزامه ببنود الاتفاق”.
وخص بالذكر “تأخير عودة النازحين إلى شمال القطاع، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار، وعدم إدخال المواد الإغاثية، في حين نفذت المقاومة كل ما عليها من التزامات”.
وأضاف أن الحركة قررت تأجيل تسليم الأسرى “لحين التزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق، وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية بأثر رجعي”، مؤكدا “الالتزام ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال”.
وبوتيرة شبه يومية، ينتهك الجيش الإسرائيلي الاتفاق بإطلاق طائراته المسيرة النار صوب فلسطينيين بغزة، ما أسقط قتلى وجرحى، بينهم أطفال ومسنون.
إنسانيا، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف، الجمعة، أنه رغم مرور 20 يوما على سريان الاتفاق، فإن الأوضاع الكارثية ما زالت تتدهور بشكل خطير بسبب المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ الاتفاق.
وأوضح معروف، خلال مؤتمر صحفي، أن “الاتفاق ينص على إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا، بينها 50 شاحنة وقود، وتوفير 60 ألف وحدة (سكنية) متنقلة وإدخال 200 ألف خيمة، والمولدات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات، ومعدات إزالة الأنقاض وإعادة تأهيل المرافق الصحية والمخابز والبنية التحتية”.
وأضاف أن “حجم المساعدات التي دخلت القطاع لم تتجاوز 8 آلاف و500 شاحنة من أصل 12 ألف شاحنة كان يفترض دخولها، وأغلبها تحمل طرودا غذائية وخضارا وفواكه وسلعا ثانوية على حساب الاحتياجات الأخرى، ما يعني تلاعبا واضحا بالاحتياجات وأولويات الإغاثة والإيواء”.
ويؤكد هذا الوضع تقارير إسرائيلية تتحدث عن أن حكومة نتنياهو تمنع سبل عودة الحياة إلى غزة، لإجبار الفلسطينيين على التهجير، وهو ما ينسجم مع مخطط ترامب للاستيلاء على غزة وإبعاد الفلسطينيين عنها.
ومساء الاثنين، هدد ترامب بإلغاء اتفاق وقف النار في حال لم تطلق “حماس” كل الأسرى الإسرائيليين بحلول ظهر السبت المقبل.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
المصدر: رأي اليوم