You are currently viewing في ظل التطورات المتلاحقة… هدنة غزة في مهب الريح

في ظل التطورات المتلاحقة… هدنة غزة في مهب الريح

توارى الحديث عمّا تبقى من مراحل صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة “حماس”، وأصبح التركيز منصبًا على طرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم والاستيلاء على قطاع غزة، وما قد يترتب على هذا الطرح من تداعيات، وكأن ترامب أطلق رصاصة الرحمة على أي آمال في صمود الاتفاق.

على استحياء، تتواتر تقارير عن الدفعة الخامسة من تبادل الأسرى والرهائن المقررة يوم السبت، في ظل حالة من الشكوك حول إمكانية إتمامها والتزام حركة “حماس” بتفاصيلها بعد تصريحات ترامب، التي كشف فيها عن رغبة في خروج الحركة من المشهد، بل وإخلاء القطاع بالكامل من الفلسطينيين، ما أثار ردود فعل دولية معارضة على نطاق واسع.

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أنه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى، من المتوقع أن يتم الإفراج عن 3 رهائن إسرائيليين يوم السبت، وهو اليوم الحادي والعشرون منذ بدء المرحلة الأولى، أي منتصفها، في حين لا يزال 79 رهينة في أسر “حماس”.

وأشارت الصحيفة إلى مخاوف المسؤولين الإسرائيليين من أن تصريحات ترامب الأخيرة قد توفر لـ “حماس” ذريعة لتأخير أو تعطيل العملية.

وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني: “تصريحات ترامب لها تأثير على وقف إطلاق النار الحالي وصفقة الرهائن”، ونقلت عن مسؤول لم تسمه قوله: “أعتقد أن المرحلة الأولى ستمتص الضجيج الحاصل”.

ضغوط لتمديد المرحلة الأولى
في ظل رغبة إسرائيلية وأمريكية مستميتة في تحرير جميع الرهائن، يضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتمديد المرحلة الأولى، بهدف إجراء جولات إضافية من إطلاق سراح الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين.

وأوضحت الصحيفة أن هناك مخاوف إسرائيلية من إمكانية التوصل إلى جولة إضافية واحدة فقط من عمليات الإفراج بعد الموعد النهائي الأصلي (اليوم 42)، في حال تم تمديد المرحلة الأولى، لا سيّما أن الجانب الفلسطيني ليس لديه ما يخسره، في ظل إصرار ترامب على تسلّم غزة من إسرائيل “بعد انتهاء القتال”، وفقًا لتغريدته على منصة “تروث سوشيال”، يوم الخميس، في إشارة إلى استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة.

ترافقت تصريحات ترامب مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن عرض خطط أولية على وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بشأن تهجير سكان قطاع غزة “بشكل طوعي”.

كما كشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن أن تل أبيب تفكر، منذ أشهر، في تهجير الفلسطينيين، قائلًا: “منذ أشهر ونحن منشغلون بالإعداد لخطط تهجير سكان قطاع غزة، لكننا أبقيناها سرية بسبب الخشية من رد فعل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن”.

توقعات بانهيار وقف إطلاق النار
ما يزيد من احتمالات انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، هو ما أعلنه سموتريتش عن عودة إسرائيل للقتال “المكثف” في غزة بعد إتمام المرحلة الأولى للصفقة، حيث أشار إلى وجود جهود لتمديد تلك المرحلة، ما سيوفر الوقت الكافي لإعادة تجهيز الجيش الإسرائيلي للقتال مجددًا.

وقال: “بهذا سيكون لدينا الوقت الكافي للاستعداد، وتدريب الجنود الذين تم استيعابهم حديثًا، وتعبئة الذخيرة، وبهذه الطريقة سنعود للقتال ونحن أقوياء جدًا”.

نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصادر مقربة من نتنياهو أن رئيس الموساد لن يشارك في مباحثات الدوحة، التي كان من المفترض أن تناقش تفاصيل المرحلة الثانية من الصفقة، وأن الوفد الإسرائيلي سيقتصر على طواقم عمل مهنية ليست من المستوى الرفيع.

بينما يبدو الهدف الإسرائيلي واضحًا، وهو تحرير أكبر عدد ممكن من الرهائن في المرحلة الأولى، نقل موقع “واللا” العبري عن مسؤول إسرائيلي قوله: “ستكون هناك مرحلة ثانية من الصفقة إذا وافقت “حماس” على التنازل عن حكم قطاع غزة”.

كما نقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين استبعادهم إمكانية تنازل “حماس” عن ذراعها العسكري وسلاحها، قائلين: “تقديراتنا تشير إلى أن احتمال موافقة “حماس” على إجلاء قياداتها إلى خارج القطاع ضئيل للغاية، وعدم موافقتها على ذلك قد يؤدي إلى انهيار الصفقة وتجدد القتال”.

رغم الحديث عن رغبة نتنياهو في تعديل بنود الصفقة، إلا أن مسألة انسحاب إسرائيل من “ممر فيلادلفيا” (الحدود بين غزة ومصر) بحلول اليوم الخمسين، وفقًا للاتفاق، تبقى محل رفض من نتنياهو بشدة.

ومع ذلك، أشار نتنياهو ومسؤولون آخرون إلى أنه إذا وافقت قيادة “حماس” على مغادرة قطاع غزة والذهاب إلى المنفى، “فإن ذلك سيغير الأمور”.

وسط التطورات المتلاحقة وحالة عدم اليقين، نقلت القناة “13” الإسرائيلية عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تحذيراته إلى المستوى السياسي من تصاعد الأوضاع الأمنية خلال الفترة المقبلة، إثر تصريحات ترامب بشأن خطته لتهجير سكان قطاع غزة.

 

صدمة عائلات الرهائن
سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على الصدمة التي تعيشها عائلات الرهائن، والتي بات مصير أقاربها معلقًا بمصير صفقة تبدو مهددة بالانهيار.

وقالت الصحيفة: “قبل أسبوع تقريبًا، احتشد الإسرائيليون في ساحة الرهائن في تل أبيب، ملوحين بلافتات تشكر الرئيس ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط على دورهما في المساعدة على تأمين اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير بعض الرهائن”.

وأضافت: “كان العديد منهم يأملون أن يقوم ترامب بالضغط على نتنياهو، الذي طالما كان مترددًا في الموافقة على التفاوض لإنهاء الحرب مع “حماس” وإطلاق سراح بقية الرهائن، خلال لقائهما في واشنطن يوم الثلاثاء. لكنهم استيقظوا على أخبار عن فكرة ترامب الخيالية بإخراج سكان غزة، البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة، من القطاع المدمر لإفساح المجال أمام ريفييرا شرق أوسطية مملوكة لأمريكا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن رؤية ترامب قد تكون بعيدة المنال، وقد رفضها العالم العربي بشكل قاطع، محذرة من أن أي إجلاء قسري للسكان ينتهك القانون الدولي، وأن هذه الرؤية حوّلت الأنظار فجأة عن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار.

مع هذه المعطيات، يتساءل كثيرون عن الدافع الذي قد يدفع “حماس” للمضي قدمًا في صفقة يريد الطرف الآخر تعديل بنودها، لا سيّما بعد أن أصبح واضحًا أن هذه الصفقة لن تنهي الحرب، ولن تترك للفلسطينيين وطنًا يعيشون فيه.

في ظل هذه الأوضاع، يبقى المشهد مفتوحًا على جميع السيناريوهات، فيما يترقب الجميع ما ستحمله الأيام القادمة من تطورات.

(د ب أ)

المصدر: القدس العربي

https://www.alquds.co.uk/%d9%81%d9%8a-%d8%b8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%84%d8%a7%d8%ad%d9%82%d8%a9-%d9%87%d8%af%d9%86%d8%a9-%d8%ba%d8%b2%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85/

شارك المقالة