You are currently viewing هل ستضع قمة ترامب ونتنياهو حدود الكيان الكبرى والتاريخية والشرق الأوسط الصهيوني الجديد؟ وكيف سيكون رد العاهل الأردني والرئيس المصري زائري البيت الأبيض الأسبوع المقبل؟ وما هو السلاح السري الأردني الذي قد يكون قمة المفاجآت؟ وماذا عن التطبيع السعودي الصهيوني؟

هل ستضع قمة ترامب ونتنياهو حدود الكيان الكبرى والتاريخية والشرق الأوسط الصهيوني الجديد؟ وكيف سيكون رد العاهل الأردني والرئيس المصري زائري البيت الأبيض الأسبوع المقبل؟ وما هو السلاح السري الأردني الذي قد يكون قمة المفاجآت؟ وماذا عن التطبيع السعودي الصهيوني؟

عبد الباري عطوان
لم يكن من قبيل الصدفة ان يحرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ان يكون بنيامين نتنياهو هو الزائر الأول للبيت الأبيض في ولايته الجديدة، لانه يريد ان يؤكد التزامه المطلق بدعم دولة الاحتلال، وتوسيع مساحتها، والقضاء الكامل على جميع التهديدات لأمنها واستقرارها المتمثلة في أربع جهات، أولها، المقاومة في قطاع غزة بقيادة حركة “حماس”، وثانيها، “حزب الله” في لبنان، وثالثها، حركة “انصار الله” في اليمن وصواريخها الفرط صوت، ورابعها، البرنامج النووي الإيراني.
كان لافتا ان الرئيس ترامب وجه دعوتين لكل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل ربما لفرض “التفاهمات” التي يمكن ان يكون قد توصل اليها مع نتنياهو، والمتعلقة بتهجير جميع أبناء القطاع، ووضع حركة “حماس” امام خيارين لا ثالث لهما، اما الخروج كليا من القطاع، او مواجهة استئناف الحرب وبطريقة أكثر شراسة ودموية من قبل الجيش الإسرائيلي، وبدعم علني من ترامب وحكومته، يتم فيها استخدام قنابل التدمير العملاقة التي يزيد وزنها التدميري عن الفي رطل، وجرى رفع الحظر عن تسلميها لدولة الاحتلال الذي فرضه الرئيس السابق جو بايدن، وبدء تسليم 1800 منها.
***
اما النقطة الأخرى التي ستتصدر جدول اعمال الزعيمين العربيين الى جانب نتنياهو مع سيد البيت الأبيض، فتتعلق بمسألة التطبيع الإسرائيلي السعودي وكيفية إخراجه من النوايا والادراج الى التطبيق العملي، وهناك تسريبات جرى نشرها في وسائل الاعلام الإسرائيلية تقول ان ستيف ويتكوف مبعوث ترامب الى الشرق الأوسط، وصديقه الشخصي (صهيوني متشدد) الذي زار الرياض قبل بضعة أيام توصل مع المسؤولين السعوديين الكبار الذين التقاهم الى “صيغة اعلان” عن اتفاق التطبيع بين البلدين (السعودية وإسرائيل)، وقد حمل ويتكوف هذه الصيغة الى نتنياهو وحكومته اثناء طيرانه من الرياض الى تل ابيب.
هذه التسريبات الإسرائيلية عن اقتراب التطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال ليست جديدة، وكانت السلطات السعودية ترد عليها دائما بالتأكيد على ان أي تطبيع مشروط بحل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية فعليا على الأرض وليست على الورق، فما الدي تغير الآن، ولماذا يضع الرئيس ترامب مسألة التطبيع هذه على قمة أولوياته في الشرق الأوسط.
من الصعب علينا الإجابة على هذه التساؤلات او مدى صلابة الرفض الثلاثي المصري السعودي الأردني في رفض التهجير والتطبيع و”تسمين” دولة الاحتلال “النحيلة” ترابيا بضم أراض عربية اليها حسب تعهدات الرئيس ترامب في تصريحات ادلى بها اثناء حملته الانتخابية الرئاسية، ولكن ما يمكن ان نقوله ان ترامب يتصرف مثل الثور الهائج، ويمارس كل أنواع البلطجة والابتزاز ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، وانما في كندا التي يريد ضمها (وغرينلاند التي يتطلع لشرائها، وقناة بنما التي يهدد بالاستيلاء عليها).
الرئيس ترامب مهد لبلطجيته هذه بوقف جميع المساعدات الامريكية لمدة ثلاثة أشهر، ولم يستثن الا مصر و”إسرائيل”، في رسالة ضغط واضحة للاردن الذي يعتمد اعتمادا كليا على هذه المساعدات (2 مليار دولار سنويا)، ويعاني من عجز مزمن في الميزانية يصل الى ملياري دولار سنويا، وأقساط وفوائد ديون تصل الى ما يقرب من الخمسين مليار دولار، ولا نستبعد ان يستخدم ترامب هذا الوضع الاقتصادي المالي الصعب كورقة ضغط، ليس لإجبار الأردن على استيعاب حصته من المهجرين من غزة (500 الف مهجر) وانما مواطني الضفة الغربية الذين يزيد تعدادهم عن ثلاثة ملايين ونصف المليون.
عقيدة الجيش المصري العسكرية تعارض اي خطوة تتعارض مع الأمن القومي والتراب الوطني المصري، ولهذا جاء رفض افراغ قطاع غزة من سكانه وتوطينهم سواء مؤقتا او بشكل دائم في سيناء، وعلينا ان نتذكر ان هذا الجيش رفض التنازل عن منطقة طابا التي لا تزيد مساحتها عن كيلومتر مربع وهدد بإلغاء اتفاقات كامب ديفيد اذا لم تنسحب القوات الإسرائيلية منها، وتجريف مستوطنة “ياميت” اليهودية في شمال سيناء قرب قطاع غزة، السؤال هو: هل سيتمسك الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذه “العقيدة” التي يؤمن بها ويدعمها الشعب المصري بقوة أيضا، ويقول “لا” كبيرة ومتحدية للرئيس ترامب اثناء زيارته الوشيكة للبيت الأبيض؟
يعتقد الكثيرون، ونحن من بينهم، ان ترامب يعتقد ان الموقف الرسمي الأردني تجاه التهجير القصري هو الأضعف، بسبب اعتماد البلاد على المساعدات الامريكية، وموافقتها على معظم الاملاءات الامريكية السابقة، ابتداء من عدم معارضة، بل ودعم، الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والمشاركة بفاعلية على المشروع الأمريكي لتغيير النظام في سورية (غرفة الموك وتسليح المتمردين وتدريبهم) عام 2011، ولكن مقربين من العاهل الأردني اكدوا لنا انه سيعارض بقوة التهجير سواء من غزة او الضفة، لان الموافقة تشكل تهديدا وجوديا للاردن والعرش الهاشمي بسبب صلابة الرفض الشعبي الأردني لهذه الخطوة، واكد هؤلاء ان الأردن الذي يعتبر التهجير “اعلان حرب” على البلاد، سيتم التصدي له بكل الوسائل المعروفة، وغير المعروفة، ولوّح هؤلاء تلميحا مقصودا الى أوراق القوة التي يملكها، وهي ورقة التهجير المعاكس، أي للاجئين الفلسطينيين في الأردن بالعودة الى بلادهم ليس في الضفة وانما في كل المدن والقرى الفلسطينية التي أُجبروا على مغادرتها بالقوة عام 1948.
***
نطالب من هذا المنبر جميع الشعوب والحكومات العربية بالوقوف في خندق كل من الأردن ومصر وتقديم الدعم الكامل لهما في مواجهة مؤامرة التهجير هذه، وكل الضغوط الامريكية التي تحاول فرضها بالقوة والابتزاز اذا ما تحلت بالشجاعة وقررت المواجهة، والشيء نفسه يقال عن المملكة العربية السعودية اذا قررت قيادتها رفض التطبيع والتمسك بشروطها في قيام الدولة الفلسطينية أولا، وتنفيذ كل القرارات الدولية الداعمة للحق الفلسطيني المشروع في العودة وتقرير المصير.
الرئيس ترامب يريد شرق أوسط جديد وفق المعايير الإسرائيلية، وأبرزها قيام إسرائيل الكبرى التاريخية وبزعامة نتنياهو تحديدا وبما يؤهل ترامب ختام حياته السياسية بالحصول على جائزة نوبل للسلام أسوة بالرؤساء الامريكان الذين سبقوه مثل كارتر واوباما.
مقاومة كل هذه المشاريع الامريكية والإسلامية المذلة والمهينة واجب ديني وعروبي وأخلاقي، وعلينا ان نتذكر ان إسرائيل انهزمت ولم تنتصر وهي الأقوى في قطاع غزة الصامد المقاوم، كما ان أمريكا العظمى انهزمت في أفغانستان والعراق، وهربت تقليصا لخسائرها على أيدي رجال المقاومة، ولهذا فان هذه المؤامرة الامريكية الإسرائيلية يجب ان لا تمر، وليس ما بعد الوصول الى قاع القاع الا الصعود.. والحياة وقفة عز.

المصدر: رأي اليوم

هل ستضع قمة ترامب ونتنياهو حدود إسرائيل الكبرى والتاريخية والشرق الأوسط الإسرائيلي الجديد؟ وكيف سيكون رد العاهل الأردني والرئيس المصري زائري البيت الأبيض الأسبوع المقبل؟ وما هو السلاح السري الأردني الذي قد يكون قمة المفاجآت؟ وماذا عن التطبيع السعودي الإسرائيلي؟ | رأي اليوم

شارك المقالة