تصاعدت المجازر الإسرائيلية وبشكل خطير خلال الساعات الماضية، حيث أعدمت قوات الاحتلال طبيب العظام الوحيد شمال قطاع غزة المحاصر، كما قصفت العديد من المنازل، وعناصر تأمين المساعدات، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 30 شهيدًا و99 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 44,835 شهيدًا و106,356 إصابة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
إعدام طبيب
وميدانيا شنت قوات الاحتلال سلسلة هجمات عنيفة على مناطق التوغل البري شمال قطاع غزة، وفي إطار التضييق على تلك المناطق التي يهدف الاحتلال إلى إخلائها تماما من السكان، وحرمانهم من العلاج، استهدفت قوات الاحتلال بطلق ناري في الرأس الدكتور سعيد جودة، أثناء ذهابه إلى عمله في مستشفى العودة بمخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاده، وأعلن مستشفى العودة أن هذا الطبيب هو طبيب العظام الوحيد في شمالي القطاع.
وكان الطبيب جودة لحظة استهدافه من قبل مسيرة من نوع “كواد كابتر”، متوجه من مستشفى كمال عدوان، إلى مستشفى العودة، في إطار مهمة طبية، حيث حرض على التنقل بين المشافي لعلاج الجرحى، في ظل نقص الطواقم الطبية، ما يدلل على أن استهدافه كان متعمدا.
كذلك قامت طائرة مسيرة، بإلقاء قنابل تجاه المواطنين في محيط مستشفى كمال عدوان، في بلدة بيت لاهيا، واستهدفت قوات الاحتلال عدة أحياء في مخيم جباليا بالقصف الجوي، كما سمعت دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن قيام تلك القوات بنسف مباني جديدة في المخيم والمناطق المحيطة به، واندلعت حرائق جراء قصف الاحتلال لمحيط الإدارة المدنية شرقي جباليا.
وتخلل الهجمات استهدافات أخرى مماثلة طالت منطقة بيت لاهيا والمشروع، حيث قام الطيران المروحي بإطلاق النار أكثر من مرة على تلك المناطق، حيث يهدف الاحتلال إلى ترحيل من تبقوا من سكانها قسرا.
وجاء ذلك على وقع استمرار الحصار المشدد على تلك المناطق، حيث تمنع قوات الاحتلال التي تنفذ توغلا بريا هناك منذ السادس من أكتوبر الماضي، دخول أي قوافل مساعدات غذائية أو طبية، كما أدت هجمات الاحتلال العنيفة على منع طواقم الإنقاذ والإسعاف من العمل في تلك المناطق، وهو ما يرفع من أعداد الضحايا الذين يسقطون جراء عدم القدرة على انتشالهم من تحت ركام المنازل المدمرة.
مجازر العائلات
إلى ذلك، هاجمت قوات الاحتلال مدينة غزة بعدة غارات جوية وبالقصف المدفعي، وسقط جراء مجزرة استهدفت حي الشيخ رضوان عشرة شهداء، جراء قصف الاحتلال شقة سكنية بالقرب من مفترق عبد العال في شارع الجلاء.
وأدت المجزرة إلى تدمير الشقة المستهدفة وإلى وقوع العديد من الإصابات في صفوف السكان الذين يقطنون البناية، كما وسقط عدد من المصابين جراء قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، كما تعرضت أطراف الحي لعمليات قصف مدفعي عنيف، من القوات الإسرائيلية التي تتوغل في تلك المناطق، وطال القصف مربعات تقع خلف شارع 8 ومفترق الكويتي.
كذلك قامت طائرات الاحتلال بشن سلسلة غارات جوية على منطقة الصفطاوي شمال غربي مدينة غزة، واستهدفت أيضا بالرشاشات الثقيلة منطقة السوادنية القريبة، واستهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية أيضا ساحل مدينة غزة بإطلاق زخات من الرصاص الثقيل، أطلق الطيران المروحي النار بكثافة باتجاه المناطق الجنوبية لمدينة غزة.
أما في وسط قطاع غزة، فارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة، حيث قصفت منزلا لعائلة “اللوح” في مخيم النصيرات، يقطنه نازحون من عائلة الهباش، وذكرت مصادر طبية أن 15 شهيدا والعديد من المصابين بينهم أطفال، سقطوا في هذه المجزرة، والتي أدت إلى تدمير المكان المستهدف، باستخدام صواريخ ذات قوة تفجيرية كبيرة.
وجاء ذلك على وقع استمرار الهجمات العنيفة التي تنفذها قوات الاحتلال ضد المناطق الشمالية للمخيم، والقريبة من محور التوغل في “محور نتساريم” من الجهة الجنوبية، حيث قصفت أحياء المفتي والدعوة، كما قام الطيران المسير من نوع “كواد كابتر”، بإطلاق النار على تلك المناطق.
وتعرضت المناطق الشمالية الغربية للمخيم لإطلاق نار من الزوارق الحربية، ومن الآليات المتوغلة في محيط المحور، وسجل أيضا تعرض الحدود الشمالية والشرقية لمخيم البريج المجاور لقصف مدفعي مشابه، إضافة إلى استهداف آليات الاحتلال المناطق الحدودية الشرقية لمخيم المغازي.
استهداف فرق التأمين
وفي مدينة خان يونس، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أخرى، استهدفت فيها عناصر تأمين المساعدات الغذائية التي تمر للسكان المحاصرين، فأوقعت 15 شهيدا، وعدد من الإصابات، وقام الأهالي ومن بينهم عائلات نازحة، بدفن الجثامين صبيحة الخميس وسط أجواء حزن شديدة.
وذكرت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر عناصر التأمين، خلال سير القافلة على شارع الرشيد الساحلي غربي خان يونس، ما أدى إلى وقوع هذا العدد الكبير من الضحايا.
وسبق وأن وجهت منظمات أممية انتقادات لجيش الاحتلال، بسبب تعمده في استهداف عناصر تأمين المساعدات، والتي تتعرض لعمليات نهب، رغم قلة عددها والتي تمر لسكان غزة الذين يعانون في هذه الأوقات من ارتفاع مستويات الجوع.
وفي السياق، تعرضت البلدات الشرقية لمدينة خان يونس لقصف مدفعي عنيف، طال أطراف بلدات القرارة وعبسان وبني سهيلا.
ومع استمرار التوغل البري على مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، والذي دخل شهره السابع، نفذت قوات الاحتلال عدة هجمات على أحياء المدينة، واستشهد مواطن جراء إصابته بطلق ناري في مواصي المدينة الغربية، فيما سقطت عدة إصابات في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شمال المدينة، كما أصيب عدد من المواطنين بينهم أطفال وامرأة جراء استهداف منزلا لعائلة “اللولحي” في حي النصر شمال المدينة، وقد جرى نقلهم إلى المستشفى الأوروبي.
وتعرضت كذلك المناطق الشمالية والشرقية لقصف مدفعي ولعدة غارات جوية عنيفة، في وقت واصلت فيه القوات المتوغلة عمليات الهدم في حي الجنينة، وسجل أيضا استهداف الطيران المروحي لأحياء تقع وسط وغرب المدينة، على وقع عمليات قصف مدفعي طالت أحياء السعودي وتل السلطان.
تدمير رفح
وفي السياق، قال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي، إن قوات الاحتلال نفذت منذ مايو الماضي عمليات هدم وتجريف ونسف للمباني السكنية وشبكات البنية التحتية في كافة أحياء المدينة، لافتا إلى أن قوات الاحتلال تستعين بشركات لهدم المباني، خلال “حرب الإبادة الجماعية”.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يتعمد تحويل المدينة إلى منطقة غير صالحة للحياة، داعيا المؤسسات الدولية والحقوقية إلى التدخل العاجل لوقف “المخطط الإسرائيلي الإجرامي، لهدم المدينة”، وطالبها بحماية ما تبقى من مبانٍ ومرافق.
هذا وأكدت الجبهة الشعبية، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر جديدة استهدفت المزيد من المدنيين والنازحين في مدينة غزة والنصيرات، وقصف فرق تأمين المساعدات الإنسانية في رفح وخان يونس، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات جلهم من الأطفال والنساء.
وأوضحت أن “المشاهد المتكررة لحرب الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق شعبنا في ظل دعم أمريكي وصمت عربي وتواطؤ غربي واضح”.
وأشارت إلى أن الاحتلال يستغل التطورات المتسارعة في المنطقة وانشغال العالم بها “لتصعيد عدوانه، وتوسيع سياسة التطهير العرقي وحرب التجويع الممنهج ضد شعبنا”، مؤكدة أن استهداف الاحتلال المتكرر لفرق تأمين المساعدات وتدميره للأحياء السكنية فوق رؤوس قاطنيها “يأتي ضمن مخطط واضح لتكريس الإبادة الجماعية والتجويع، وفرض واقع جديد يعمق معاناة شعبنا”.
المصدر: القدس العربي