داعش يعاود نشاطه في الموصل بسلسلة اغتيالات لعناصر امنية ومخاتير
أفادت صحيفة “القدس العربي”، في تقرير لها نشرته اليوم الجمعة، بأن تنظيم داعش عاود نشاطه في المحافظة، خلال سلسلة اغتيالات بدأ بتنفيذها ضد “مخاتير” الموصل، فيما كشفت عن دعوات لتدخل القوات الاميركية لحماية المدنية.
وذكرت الصحيفة ان “محافظة نينوى، ومدينة الموصل، شهدت عودة لنشاط تنظيم داعش، منذ بداية العام، بلغت ذروتها في عمليات استهداف طالت مختارين اثنين في الساحل الأيسر”، مبينة ان “المحافظة شهدت ايضاً استعراضا عسكريا لرتل من العجلات يقلّ عناصر تابعين للتنظيم في مناطق جنوب غرب الموصل، لكن خلية الإعلام الحربي، نفت مثل تلك الانباء، وأكدت أن تنظيم داعش اندحر إلى غير رجعة، مشددة على ان القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها تسيطر بشكل كامل على قواطع العمليات وحدود مسؤولياتها”.
ونقلت الصحيفة عن ناشطين إعلاميين من داخل مدينة الموصل، لم تسمهم، قولهم ان “تنظيم داعش، عاد إلى تنفيذ عمليات أمنية على نطاق ضيق في الجانب الأيسر من الموصل”.
وبين الناشطون ان “مختار حي الانتصار قتل يوم 7 يناير/كانون الثاني على يد مسلحي التنظيم، إضافة إلى جنديين اثنين في الحي نفسه، كذلك سقط عنصران اثنان من القوات الأمنية في حي سومر”، موضحين ان “مختار حي الرشيدية قتل هو الآخر في اليوم التالي لمقتل مختار حي الانتصار بإطلاق النار عليه من مسلحين ينتمون إلى تنظيم داعش، أثناء تواجده في حي العربي المجاور لحي الرشيدية”.
واردفت الصحيفة ان “تكرار حوادث الاغتيالات، التي تستهدف الجنود والمخاتير دفعت بالمتحدث باسم عشائر نينوى، مزاحم الحويت، إلى المطالبة بنشر قوات أمريكية للحفاظ على الأمن والاستقرار داخل الموصل”.
وأكد الحويت أن “الأوضاع الأمنية لا تزال غير مستقرة حتى بعد تحرير المدينة وإعلان النصر”، مشيراً إلى “عراقيل تضعها قيادات الحشد الشعبي بالتنسيق مع شخصيات متعاونة معه من أبناء الموصل للحيلولة دون عودة عناصر الشرطة المحلية إلى وظائفهم، وهؤلاء هم من أبناء المدينة والأكثر خبرة من غيرهم في الحفاظ على الأمن الداخلي وتقصي عناصر التنظيم وجمع المعلومات عنهم بالتعاون مع الأهالي الذين يرفضون التعاون مع الحشد الشعبي”.
وتتولى الملف الأمني في الموصل عدد من الجهات، بينها، الفرقة الذهبية ووحدات من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، وعناصر من الأمن الوطني والاستخبارات العسكرية والشرطة المحلية، إضافة إلى عناصر من حرس نينوى والحشد العشائري.
وأرجع الناشطون، أسباب اغتيال المخاتير إلى “رغبة داعش، في الانتقام منهم خصوصاً وأنه يتهمونهم بلعب دور في تهجير عوائل مقاتليه من المدينة من خلال تقديم المعلومات إلى الجهات المسؤولة”.
واشاروا الى ان “تنظيم داعش، سبق أن وزع منشورات هدد فيه مخاتير المناطق من التعاون مع الأجهزة الأمنية، كما هدد منتسبي الأجهزة الأمنية والقوات العراقية والمتعاونين معهم من سكان المدينة”.
وتابعت الصحيفة انه “في الموازاة، عثر سكان محليون، أمس الخميس، على عدد من بقايا جثث الضحايا تحت الأنقاض في المدينة القديمة في مدينة الموصل، حسب ناشط عراقي”.
ونقلت في السياق ذاته عن الناشط الحقوقي والمدني لقمان عمر الطائي، إن “سكاناً محليين من أصحاب المحال التجارية في منطقة (السرج خانة) قرب جامع القطينيين في الموصل القديمة عثروا على بقايا عدد من الجثث تحت الأنقاض أثناء رفعهم لها للعودة لممارسة أعمالهم”.
وأضاف، “لا يمكن معرفة عدد الجثث، لكن الروائح الكريهة ترجح وجود نحو 5 جثث وفق رواية السكان المحليين”، داعياً “الأجهزة الأمنية والصحية إلى الإسراع لرفع الجثث قبل انتشار أمراض معدية”.
ولم يستبعد الناشط أن “يكون من بين الضحايا مدنيون قضوا أثناء تحرير مناطقهم”.
وفي ذات الشأن، قال المقدم بسام سبهان الحداد مسؤول أحد مديرية فرق الدفاع المدني في نينوى إن “فرق الدفاع المدني أكملت أعمالها بأغلب ضواحي الجانب الغربي، وبقيت هناك مساحات صغيرة ضمن المدينة القديمة التي يوجد فيها عدد من الجثث تحت الأنقاض بشهادات سكان محليين”.
ودعا إلى “ضرورة إتمام تلك المساحات المتبقية من أجل تهيئة الأجواء وتقديم الخدمات بعودة الأهالي لديارهم”.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر وصفتهم بـ”إلاغاثية”، إن “عدد القتلى من المدنيين من سكان الموصل، قبل وأثناء عمليات تحرير المدينة، بلغ نحو 13 ألف قتيل، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، في حين بلغ عدد الجرحى نحو 25 ألف جريح أيضًا”.
والموصل مدينة ذات كثافة سكانية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، سيطر عليها داعش صيف 2014، وفي 31 أغسطس/آب الماضي، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، تحرير كامل المحافظة، بعد قتال استمر 9 أشهر لطرد التنظيم الذي كان يسيطر على المدينة منذ 10 يونيو/حزيران 2014.
بغداد اليوم
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words