اليونسكو تدعو لمساعدة العراق بعد تدمير 80 % من آثاره
المدى
اعلنت منظمة اليونسكو، أمس السبت، وضع خطة عمل طارئة من اجل الحفاظ على المواقع الأثرية العراقية، وفيما أشارت الى قرب انطلاق العمل بترميم التراث والتي من المحتمل أن يستغرق عقوداً من العمل، أكدت وزارة السياحة والآثار تعرّض ما يعادل 80 % من الآثار في مدينتي نينوى والنمرود على التوالي للتدمير على يد داعش.
وقال بيان صادر عن منظمة اليونسكو تلقت "المدى" نسخة منه، "اتفق مسؤولون من الحكومة العراقيّة ونحو 80 عالم آثار جاءوا من جميع أنحاء العالم للمشاركة بالاجتماع، على إنشاء لجنة توجيهيّة مشتركة بين اليونسكو والعراق تتمثّل مهامها في تنسيق ودعم المبادرات العديدة على الصعيدين الوطني والدولي لإعادة ترميم التراث الثقافي في العراق".
ونسب البيان عن المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، قولها إنّ "مدى الدمار كان أعظم من المخاوف"، ووصفت الاجتماع بأنّه نقطة الانطلاق في عمليّة ترميم طويلة للتراث والتي من المحتمل أن تستغرق عقوداً من العمل.
وتابعت بوكوفا "إنها نقطة تحول بالنسبة إلى الشعب العراقي، كما أنّها نقطة تحوّل في فهم العالم لدور التراث في المجتمعات الواقعة تحت الصراع"، وبعد أقل من ثلاثة أشهر على إرسال بعثات طارئة إلى مدينتي نينوى والنمرود، وبعثة تقييم الدمار الحاصل التي أرسلت مؤخراً إلى موقع التراث العالمي في آشور، قالت بوكوفا: "بدأت اليونسكو بالفعل جهودها العمليّة على أرض الواقع من أجل دعم العراق في جهوده لحماية التراث والممتلكات الأكثر عرضة للخطر، بالإضافة إلى تسوير وحراسة المواقع".
من جهته أكد وكيل وزير الثقافة والسياحة والآثار، قيس رشيد، أنّ "المتطرفين العنيفين تسبّبوا بأضرار جسيمة في المواقع الأثريّة المهمة على الصعيد العالمي، حيث دمّروا ما يعادل 70% و80% من الآثار في مدينتي نينوى والنمرود على التوالي".
وبحسب البيان أضاف رشيد أن "المتطرفين قاموا بحفر الأنفاق بطرق ممنهجة في مدينة الموصل وغيرها من المواقع بحثاً عن الآثار بغية بيعها على الانترنت والسوق السوداء".
من جانبه ركّز وزير التربية العراقي، محمد إقبال عمر، على الحاجة الملحّة إلى وضع حدّ للإتجار بالآثار العراقيّة، مستشهداً بالقرار رقم 2199 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي ينصُّ على حظر جميع أشكال الإتجار الثقافي في العراق وسوريا، كما أكّد اقبال على ضرورة إيقاف تمويل حركة داعش.
بدوره قال وزير الثقافة العراقي، فرياد راوندوزي "في إطار جهودنا الرامية إلى استرجاع وتحرير بلادنا، فإننا بحاجة لمساعدة الجميع لا سيما اليونسكو والأمم المتحدة من أجل إعادة ترميم المتاحف والمدن والمواقع وإرجاع القطع المسروقة، كما أنّنا بحاجة إلى خطة سريعة وطارئة بالإضافة إلى الدعم التقني والمالي".
هذا وقد تخلّل الاجتماع جلسة لممثلي الدول الأعضاء لدى اليونسكو والبالغ عددهم 195 دولة عضواً، لاطلاعهم على أعمال المؤتمر بهدف حشد دعمهم وجمع التمويل اللازم من أجل تنفيذ أولويّات الحماية الستراتيجيّة والتي جرى تحديدها خلال الاجتماع، وهذه الأولويات هي: المواقع الأثريّة والمتاحف والقطع الأثريّة فيها، ومواقع التراث العالمي، والمواقع المدرجة على القائمة الإرشاديّة المؤقتة (والمتوقع ترشيحها في ما بعد لإدراجها على قائمة التراث العالمي)، والمخطوطات التاريخيّة، والمباني التاريخيّة، والتراث المدني العمراني والتراث الديني.
|