العمود الثامن أرجوكم اعتذروا للاحزاب الدينية علي حسين
عاد الوزير " التكنوقراط " كاظم الحمّامي إلى هواية إطلاق النكات ، ففي المرّة الأولى حقق حلم العراقيين بالهجرة إلى الفضاء ، بعد أن ضاقت بهم قوارب الموت في بحار الغربة ، وفي المرّة الثانية أيقظ فينا روح " التعالي " بأننا علّمنا البشرية القانون والكتابة وسنُعلّمهم كيف يحفرون نفقاً " عملاقاً " بـ 16 طريقاً يربط بين خور الزبير وأُوروبا ، وهو المشروع الذي سيقضي على منظمة أوبك ، ويجعلنا نضع رِجلاً على رجل ، نضحك على العالم الذي يتصارع من أجل النفط ، فنحن سنكون أسياداً على أحشاء الكرة الأرضية .
فعلاً، يدفعنا حديث السيد الوزير إلى الأسى ، ليس لأن ما ورد فيه من معلومات وتحليلات يؤشر على الأزمة التي وصل إليها عقل المسؤول العراقي ، وإنما ،لأن ظهور مثل هكذا " خزعبلات " في هذا الوقت بالذات ، يجعلنا نؤمن بأننا نعيش عصر الخراب في كل شيء، من السياسة إلى الاقتصاد إلى التعليم إلى الصحة .
صحيح أننا، نعيش منذ سنوات عصر الترفيه ، الذي ابتدأ بإطلالة محمود الحسن ، إلا أن " قفشات " الوزير الحمامي تفرق كثيراً ،لأن السيد الوزير مصرّ على أن يتسلّى على نفسه ، إلاّ إذا كان العراقيون جميعاً قد أُصيبوا بعمى البصيرة، فصاروا لا يشعرون بحجم الإنجازات الكبيرة التي يحقّقها الوزير كلّ يوم في مجال تحديث وسائل المواصلات ، ولا يستطيعون رؤية القاطرات التي تسير بسرعة الضوء ، ولا الطائرات التي لايدخلها أحد قبل أن يتلو دعاء السفر .
ولأن حديث الوزير جاء مضحكاً وخفيفا ، فقد أتى الحوار الذي أجراه السيد رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم مع وكالة تنسيم الإيرانية أكثر دراميّة ، بما يجعلك تضرب كفّاً بكفّ ، وأنت تقرأ قول السيد الحكيم إن :" هناك هجمة شعواء واسعة النطاق ومدعومة من قبل قوى داخلية وخارجية ترمي إلى تشويه صورة الساسة الإسلاميين في بلدنا " ، للأسف لايريد الكثير من مسؤولينا أن يعترف بأنّ الخراب والقتل على الهويّة وسرقة أموال الدولة ونشر الطائفية وتشجيع المحاصصة، قاعدة معمول بها منذ أكثر من ثلاث عشر سنة في ظلّ حكومات قادتها أحزاب دينية شيعية وسنّية ، كم قُتل وشُرّد من العراقيين خلال السنوات الماضية؟ لا توجد إحصاءات دقيقة، والمهجّرون أصبحوا على رأس قوائم منظمات الإغاثة ، لعلّ ذلك يُعطي للسيد عمار الحكيم ، فكرة عن القيمة التي وصل لها الإنسان العراقي خلال حكم الساسة "المتّقين" ، كيف يعيش فقراء العراق وخصوصا الشيعة .
من أين لساستنا ومسؤولينا كلّ هذه الطاقة الجبّارة والقدرة على إطلاق النكات في وقت أخبرتنا إحصائيّات الأُمم المتحدة أنّ عدد القتلى في العراق خلال الشهر الماضي تجاوز الألف قتيل ..هذه المنظمة الملعونة ، تريد ايضاً تشويه صورة المسؤول العراقي!!
المدى |