نحنُ وكوابيس اوباما والإعلام .! رائد عمر العيدروسي
كافة انواع ورسوم وتصاميم ' علامات الإستفهام والتعجّب ' في جميع اللغات العالمية , الحيّةُ او المنقرضة , قد إنتصبَتْ واصطفّتْ في حالةِ استنفارٍ قصوى , جرّاء المكالمة الهاتفية التي اجراها رئيس الولايات المتحدة مع رئيسِ حكومةِ اضعف دولةٍ متهرّئةٍ وينخرُ في جسدها الإرهاب والفساد والإغتيالات , وهو السيد حيدر العبادي .! , أمّا لماذا جرى اعلان حالة النفير العام المفاجئ لتلك ' العلامات .! ' فهذا هو بيتُ القصيدِ , إذا ما كانَ للقصيدِ او القصدِ منْ بيت .! , لا بأسَ هنا أنْ نتحدّث بلغةِ الحدّ الأدنى من المنطق , فالمنطق لمْ يعُد له منطقْ .!
لا اتوقّعُ أنَّ أيَّ إمرءٍ ' بمنْ فيهم السادة المصابين بمرض السذاجة المفرطة ' , بأنْ يتقبّل او يقنع نفسه أن يقوم الرئيس الأمريكي برفع سمّاعة الهاتف ليفصح ويكشف عن الأحلام والكوابيس التي تراوده الى السيد حيدر العبادي حول سدّ الموصل , إلاّ اذا هنالكَ أمرٌ ما مخفٍ وراءَ ذلك ! وهذه المكالمة التي جرت منذ ايامٍ قلائل , قد ارغمت وسائل الإعلام ' المتعددة الجنسية ' لتُشَمّر عن سواعدها وسيقانها , في البحث والتحليل والإستقراء عن الأبعاد الشبه المرئية واللامرئية لمغزى أنْ ' يُخابر اوباما للعبادي .! ' ويحادثهُ عن كابوس او ناموس و ' رؤوس ' ربما حان قطافها ! وذات علاقة بالموصل وسدّ الموصل ومَنْ الجهة التي ستتسيّد الموصل وسدّها قريباً .! .. أنه اكثر من الطبيعي أنّ العبادي ' سواءً بمفرده ' او ما محاطاً بهِ منْ اسماك القرش السياسية , أنْ لاحول ولا قوّة لهذا السيد او الرئيس لأنْ يُصدِر أمراً ديوانياً يمنع ويُحرّم على السد الموصلي من الإنهيار , وإنّ التكنولوجيا والسياسة والعسكر الأمريكي هم وحدهم مَن يتحكّمون بتقرير المصير وليس ' حق تقرير المصير ! ' .
من المؤكّد وبشكلٍ مشدد , أنّ الرئيس الأمريكي لمْ يتحدث بهذه الطريقة ' الميلودرامية المفتعلة ' عبثاً , وإنّ ما كان يعنيه ضمنياً ومن خلفِ ومن بين السطور , هو التمهيد السيكولوجي – الجمعي لأحداثٍ سياسية جديدةٍ ومرتقبة وفائقة التراجيديا , قد تقلب الأوضاع الجيوبوليتيكية القائمة في شمال العراق , وشمال شرق سوريا المحاذية للحدود الجنوبية التركية , بغية إحداث وإنجاب ' غير شرعي ' لحالة دولية او دولة جديدة ولربما منطقة أممية حديثة , ولا شكّ أنّ الأدوات والعناصر التنفيذية لهذه ' الحالة ' هي قوات البيشمركه المسلحة , وقَطعات الجيش التركي المتمركزة في شمال القطر والتي تتسع وتزداد دون أن تدري بغداد , وسوف يجري ' تحلية ' تلكم القوات بتنظيماتٍ مسلحة بالأسلحة الخفيفة من هنا وهناك .!
من الواضح للكثيرين او القليلين أنّ هنالك ' حملة سياسية ' يجري تنفيذها عبر الإعلام ' تتذرّعُ تارةً ’ وتتحججُّ بأخرى , وتُذرفُ دموعاً إستباقية , عمّا ستؤول اليه الأوضاع عند الإنهيار المفترض لسدّ الموصل , والتي يرادُ إيصالها ' إعلامياً ' الى غرق او إغراق العراق وصولاً الى محافظاته الجنوبية ! , وبطريقةٍ او بصياغةٍ إعلاميةٍ رخيصه وكأنَّ كافة محيطات وبحار العالم ستتحالف فيما بينها لإغراق الشعب العراقي .! وهذا هو الإعلام الدولي المبتذل الذي يستهدف بعض العقول , للأسف, .
وبهذا الصدد , ودونما تقليلٍ من خطورة الوضع الحالي للسدّ والذي تسبّبتْ بأهماله الحكومات التي اعقبت الإحتلال وتجاهلت تحذيرات الأمريكان لإحتمالات تصدّعه وانهياره , فلا بدّ من ايضاح ما أدناه لأجل تعرية التضليل الذي يمارسه الإعلام الأمريكي وثمّ تكرره وتنقله وسائل الإعلام الأخرى بطريقةٍ ببغاوية وَ غبيّة : -
O – سدُّ الموصل قد جرى ' مؤخراً ' توظيفه وتجييره لإهدافٍ سياسية وإعلامية ' ضمن نطاق الحرب النفسية ' لغاياتٍ واهدافٍ ليست جميعها مكشوفة لغاية الآن .! وينبغي للجمهور الإنتباه لذلك !
O – في حالة إنهيار السدّ , فلن تغرق بغداد والمحافظات القريبة منها , وإنَّ تدفّق المياه المفترض سوف لن يغدو عمودياً وبشكلٍ مستقيم , وستنتشر وتتناثر المياه بأتجاهات مختلفة وبطريقةٍ غير هندسية وفق طبوغرافيا الأرض والأنواء , ولا يعني كلّ ذلك عدم الإكتراث لما سيُسبّبهُ الإنهيار المفترض في إنهاء الحياة في مدينة الموصل والمدن والمناطق القريبة منها , ولابدّ من اقصى درجات الإستنفار العملي واتخاذ كلّ السبُل الممكنة وغير الممكنة للحؤول ضد اية احتمالاتٍ مفترضة وغير مفترضة , وخصوصاً في تجاوز ما تتناقله بعض الأخبار من وجود منافساتٍ ما بين اطرافٍ سياسيةٍ ما حول إحالة الصيانة العاجلة للسد الى تلك الشركة او غيرها .!
O – في إدارة الأزمات الكارثية المحتملة الوقوع , فيتوجب جداً الذهاب بعيداً والى ابعد منْ حدود المنطق البشري التقليدي , ومنْ خلالِ ذلك , ومن زاويةٍ ضيّقة ! فأخشى ما أخشاهُ أن < سيناريو ما قابل للتنفيذ > بأن تجري عملية تفجير السد بطريقةٍ مخابراتيةٍ – دولية مفتعلة , سواءً بتفجيرٍ جزئي او مرحلي وما الى ذلك , وهذا ما يترتّب على الحكومة العراقية من تكثيف المراقبة على مدار الساعة .!!
كتابات. |