لا للدخول الشامل.. لماذا ؟

الإتكاليةأحد الخصائص الاساسية للشخصية العراقية وقد لازمتها واصبحت أكبر الظواهر السلبية التي تميزها وتعرف الشخصية الاتكالية بانها حالة طلب الفرد مساعدة الاخرين او طلب الدعم المادي منهم دون مقابل وهي من حالات ضعف الثقة بالنفس.

وقد اعتدنا ان نأخذ اغلب الامور في العراق باتكالية من خلال ربط معظم العقبات التي تواجهنا بالوضع الامني، وكان من الواجب علينا ان نرفض الاتكالية لأنها عنصر سلبي لهدم المجتمع.

ولإنهاء هذه الظاهرة كان لابد من رسم خطط مستقبلية للقضاء عليها بعيدا عن المجاملات.

وهنا اود الاشارة الى الجدل الواسع الحاصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام بخصوص موضوع الدخول الشامل للامتحانات الوزارية للمراحل المنتهية والتي ركزت اغلبها على ضرورة اعطاء فرصة للطلبة واقرار قرار الدخول الشامل.

ووزارة التربية بدورها وعبر المتحدثة باسمها حسمت الشائعات التي تحدثت عن الدخول الشامل وقالت المتحدثة ان قضية الدخول الشامل قد حسمت فهذه السنة لا يوجد دخول شامل فيها.

ولمعرفة الاسباب التي تقف وراء هذا القرار، وبعد البحث والتمحيص تبين التالي:

• قلة التخصيصات المالية لوزارة التربية وسوء الوضع الاقتصادي حال دون ذلك، وهذا ما اكده المكتب الاعلامي لوزارة التربية على ان المبالغ التي تحتاجها الوزارة لتامين الامتحانات غير متوفرة لذا كان قرار الدخول الشامل غير متاح خاصة بعد تخصيص مبلغ مليارين فقط لدخول الامتحانات النهائية فاذا ما تم اقرار الدخول الشامل فان ذلك يحتاج الى ستة مليارات تقريبا.

والكل يعرف ان ميزانية الوزارة لهذه السنة محدودة ومخصصة للضروريات فقط.

• كذلك ان الوقت أصبح متأخرا للبت بهذه المسالة والكل يعرف ان طلبة الصفوف المنتهية يحتاجون لوقت طويل للاستعداد للامتحانات والوقت المتبقي غير كافي، اضافة الى ضيق الوقت لتامين المدارس وفرز الاسماء وتهيئة الامور الفنية الاخرى والتي كان من المفترض توفرها في وقت سابق.
• كذلك الدخول الشامل ولجميع الطلبة فيه ظلم واجحاف لشريحة واسعة من الطلبة المتفوقين وإذا ما تم اقرار الدخول الشامل فان ذلك سيؤثر على نفسياتهم لكون القرار ساوا بينهم وبين المتسربين والكسالى.
• اضافة الى وجود اعداد كبيرة من الطلبة في المراحل المنتهية والنزوح الكبير الذي حصل نتيجة العمليات العسكرية ادى الى احداث حالة ارباك في العملية الامتحانية مما اضطر الوزارة الى اعتماد نظام الدخول ب 3 دورس وعشر درجات.

هذه الاسباب كلها جعلت من قرار الوزارة في عدم الدخول الشامل قرار صائب لكونه يصب في المصلحة العامة ولا يمكن ان تجعل وزارة التربية قراراتها تخضع لآراء شخصية اتكالية همها النفع الشصي فقط.

ابتسام المظفر 

المستقلة