محمد حسن الساعدي
يواجه الكيان «الإسرائيلي» ضغوطاً كبيرة وغير مسبوقة والمتمثلة بالقصف المكثف والمركز الذي تمارسه حماس للمدن سواء في تل أبيب أو مدن أخرى إذ وصلت الصواريخ (الحماسيّة) إلى نقاط استراتيجية في العمق «الإسرائيلي»، في المقابل يواصل مقاتلو حزب الله ردّهم وصدهم لعمليات الاجتياح التي يحاول فيها العدو الصهيوني أن يسجل نقاطاً على حساب خسارته أمام الجبهة الفلسطينية، والضربات النوعية والمركزة التي يقوم بها أبطال حزب الله من خلال قصفهم للمدن الاستراتيجية والحيوية وترحيل عشرات الآلاف من المستوطنين إلى داخل الكيان.
وفي الوقت ذاته يلعب أنصار الله الدور الأبرز في عمليات الدعم والإسناد من خلال عمليات القصف المركز بصورة تصاعدية ما يعكس حالة التصعيد المتزامنة والتنسيق العالي بين جميع الأطراف ما يضع «إسرائيل» في مواجهة مع جبهات عدة في آن واحد ويصعب السيطرة عليها.
التصريحات «الإسرائيلية» تعكس حالة تناقض فهي تحاول إطلاق رسائل طمأنة لمواطنيها عبر نشرها وترويج الأكاذيب لإنجازات وهمية وغير ملموسة على الميدان وفي ساحة المعركة مثل إحباط محاولات تسلل إلى الخليل أو صدّ الصواريخ إلى المدن المحتلة بهدف الحفاظ على معنويات جيشها ومستوطنيها، ولكنها في الوقت ذاته تعكس ضعفاً واضحاً في التعامل السياسي والعسكري مع التهديدات المتصاعدة من قبل محور المقاومة والذي عكس وحدة الساحات والتخطيط والتكتيك العالي الذي يتميّز به هذا المحور على الرغم من فقده أبرز قياداته.
الجيش «الإسرائيلي» يجد صعوبة في تصاعد العمليات العسكرية والهجمات المركزة على مختلف الجبهات، ومن المؤكد أنّ حركة حماس وحزب الله يبقيان «إسرائيل» في حالة استنفار ودفاع دائم. وإلى الآن لم يستطع جيش العدو أن يدخل ولو لكيلومتر واحد باتجاه جنوب لبنان، وأما محاولات الدخول فهي بإرادة المقاومة اللبنانية والتي تضع له الكمائن وتوقع به الخسائر الكبيرة في الأرواح والأسلحة والعتاد والمعدات، ما يعقد إدارة المعركة ويزيد من حالة الخوف والرعب في العمق «الإسرائيلي»، في نفس الوقت تظهر المقاومة بأحسن إدارة للمعركة من خلال الهدوء والتنسيق العالي والإدارة الناجحة للمعركة في كافة الجبهات وأنّ إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها.
التنسيق العالي بين حركة حماس وحزب الله والحوثيين والعراقيين وبدعم من الجمهورية الإسلامية يعزز الضغط على «إسرائيل» في جبهات متعدّدة والذي يؤكد وحدة الساحات والعمليات، ويشير بصورة واضحة إلى عملية التكاتف التي تتصل بها المقاومة عامة ما يؤكد أنّ أيّ تصعيد آتٍ سيواجَه بكلّ حزم وحسم وتنسيق عالٍ مما يزيد من تعقيد المعركة ويضع «الإسرائيليين» في مأزق حقيقي كما أنّ استمرار الجبهات المنسّقة يشير إلى أنّ المعركة لم تنتهِ بعد بالرغم من اعتماد «إسرائيل» على الدعاية النفسية والإعلامية، إلا أنّ الفعالية المستمرة للمقاومة تثبت أنّ قواعد الاشتباك قد تغيّرت وأنّ «إسرائيل» باتت في موقف أصعب بكثير مما كانت عليه ومما كانت تتوقع وعليها إعادة النظر في حساباتها المستقبلية أمام أيّ تهوّر باتجاه جبهات المحور…
المصدر: البناء
publisher: al binaa
https://www.al-binaa.com/archives/417432