You are currently viewing موقعٌ أمريكيٌّ: (حزب الله) لم يتخلَّ عن مواقعه والكيان منبوذ.. “نبيّ الغضب” الصهيوني: الحزب ما زال بعيدًا جدًا عن الهزيمة واستعاد قوته بأيّامٍ ويُواصِل التدمير بالكيان… (حماس) تُكبّدنا خسائر كبيرةً وتقويضها كذب

موقعٌ أمريكيٌّ: (حزب الله) لم يتخلَّ عن مواقعه والكيان منبوذ.. “نبيّ الغضب” الصهيوني: الحزب ما زال بعيدًا جدًا عن الهزيمة واستعاد قوته بأيّامٍ ويُواصِل التدمير بالكيان… (حماس) تُكبّدنا خسائر كبيرةً وتقويضها كذب

التعتيم الإسرائيليّ على مجريات الحرب في الجنوب والشمال بات محكمًا للغاية، وفقط ليلة أمس الثلاثاء سمحت الرقابة العسكريّة بنشر صورٍ للأضرار التي لحقت بمنزل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وبحسب الإعلام العبريّ فإنّ المُسيّرة التي أطلقها (حزب الله) السبت الفائت، أصابت غرفة نومه وزوجته، في مدينة قيساريا، شمال الكيان.
ويُشار إلى أنّ موقع (ذا انترسبت) الأمريكيّ فنّد الاستعراض الإسرائيليّ حول انتصاراته في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أنّ: “الجيش الإسرائيليّ يستمرّ في عمليته البريّة، فيما المسافة الفعلية نادرًا ما تجاوزت البلدات الواقعة عند الخط الأماميّ من الحدود”، مُضيفًا: “على النقيض من الادعاءات التي أطلقت تحت الإكراه أمام الكاميرات، مقاتلو حزب الله لم يتخلوا عن الحدود، وما تزال المناوشات مع القوات الإسرائيليّة محاولات مميتة، إذ قُتل 5 جنود إسرائيليين في القتال الأسبوع الماضي”، طبقًا لتقريره.
وعلى الرغم من تطوّع الإعلام العبريّ لصالح السرديّة الصهيونيّة، إلّا أنّ هناك القلائل من الإسرائيليين الذي يملكون الجرأة للتغريد خارج السرب، ومعاكسة بيانات الناطق العسكريّ ودحض تصريحاته، وفي مقدّمتهم الجنرال الإسرائيليّ بالاحتياط، إسحاق بريك، الذي بات يُسّمى في الكيان بـ “نبي الغضب”.
بريك قال في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة: “صحيح أنّ حزب الله تلقى ضربة قوية، لكنّه بعيد كلّ البعد عن الهزيمة. لقد استعاد الحزب قوته في غضون أيام قليلة فقط، وما زال يواصل نشر الدمار في مستوطنات الشمال. بل وسّع نطاق هجماته ليشمل عكا، والكريوت، وبلدات الجليل الأسفل، وصفد، وحيفا، وطبريا، ومستوطنات شمال الضفّة، وحتّى قيسارية، والخضيرة، وكفار سابا، وتل أبيب”.
وأردف قائلاً: “إنه يحرق لنا مئات الآلاف من الدونمات الزراعية، والأحراش الطبيعية، والغابات. وحتّى بعد دخول الجيش الإسرائيليّ إلى القرى اللبنانية على طول الحدود، لا يوجد أيّ مؤشر إلى أننا نقترب من إعادة عشرات الآلاف من النازحين إلى منازلهم وأعمالهم بسبب القصف الصاروخي اليومي الذي ينهال على مستوطناتهم.”
وشدّدّ بريك على أنّه “بعد فترة وجيزة من ذلك، تمكّن الجيش الإسرائيلي من تصفية يحيى السنوار. من المؤكد أنّ الاغتيال كان إنجازًا مهمًا للغاية، لكنّه لن يُسقط (حماس) بالكامل، حسبما يكرّر نتنياهو القول، مرارًا وتكرارًا. إن (حماس) كامنة في مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض، ومزودة بكمية كبيرة من الغذاء، والوقود، والمعدات التي استولت عليها من المساعدات الإنسانية التي تسيطر عليها في قطاع غزّة. وهذا يكفيها فترة طويلة جدًا، فضلًا عن الأسلحة التي لا تزال تحصل عليها من سيناء، عبر الأنفاق تحت محور فيلادلفيا الذي لم ينجح الجيش الإسرائيلي في إغلاقه بالكامل”.
وأوضح بريك: “تخرج (حماس) من الأنفاق، وتُطلق الصواريخ على دباباتنا وناقلات الجند المدرعة، وتزرع العبوات الناسفة على الطرقات، وتفخخ المنازل التي يقوم الجيش الإسرائيلي بتمشيطها. حتّى الآن، وبعد أكثر من عامٍ من الحرب، لا تزال (حماس) تكبّدنا خسائر كبيرة”.
ورأى الجنرال أنّه “على الرغم من الاحتفالات في إسرائيل، والتي تغذيها تقارير غير موثوق بها، من المستويَين السياسي والعسكري، فإنّنا لا نقترب من إسقاط (حماس) وحزب الله. حرب الاستنزاف مستمرة بكلّ قوتها، وتتسبب بانهيار الدولة في جميع مجالات الحياة، وقبل أنْ نفهم إلى أين نحن ذاهبون، علينا أنْ نفهم بعض الحقائق عن وضعنا في هذه اللحظة.”
ولفت إلى أنّه “اليوم، إسرائيل في حالة انهيار اقتصادي. إذا استمر هذا الوضع، فقد تصل الدولة إلى حالة من الإفلاس قريبًا، أي إلى وضع يشبه الإفلاس الكامل، بتنا نخسر دعم دول العالم بسبب حرب (السيوف الحديدية) التي استمرت مدة عام، ولا نرى نهاية لها في الأفق. إذ يرى كثيرون من هذه الدول أنّ إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء، وترتكب جرائم حرب”.
وأشار أيضًا إلى أنّ “هذه النظرة تؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية، وحظر تصدير الأسلحة، حتّى من دول صديقة، وتشويه سمعتنا في محكمة العدل الدولية في لاهاي. وشيئًا فشيئًا، أصبحت إسرائيل دولة منبوذة لا تستحق أنْ تكون ضمن الدول المتحضرة. هذه المواقف تجذب مزيدًا من الدول التي كانت صديقة لنا في السابق.”
وأوضح الجنرال: “عمّقت حرب الاستنزاف، المسماة (السيوف الحديدية)، الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي إلى درجة خطِرة، حيث تسود القطاعات المختلفة في المجتمع كراهية شديدة، وانعدام ثقة تام، وأحاديث عن عصيان مدني وخيانة للوطن، وتقسيم الشعب إلى دولتين، دولة إسرائيل ودولة يهودا. وتنتشر آليات الدعاية المزيّفة والتحريض ضدّ الخصوم، وهو ما يُعرف بـ “آلة السم”. هذه الانقسامات تتسع يومًا بعد يوم، وقد نصل إلى نقطة اللا عودة”.
علاوة على ذلك، قال إنّ “الجيش الإسرائيلي الذي لا يمكننا البقاء من دونه، حقًا، في هذه المنطقة المعادية، ينهار تحت الضغط. وهو يُلقي بأعبائه على عاتق الأشخاص أنفسهم الذين شاركوا في أربع جولات من الخدمة الاحتياطية منذ بداية الحرب. لقد فقد كثيرون من هؤلاء وظائفهم، وأحيانًا عائلاتهم، وهم يقتربون من حدود نهاياتهم الجسدية والنفسية”.
وأضاف: “مع استمرار حرب الاستنزاف، يزداد عدد جنود الاحتياط الذين يرفضون الامتثال للاستدعاء. بل إنّ الجنود النظاميين صاروا مُستنزفين، يفقدون مهاراتهم المهنية بسبب تعطيل التدريبات والدورات، وهم ينهارون في حرب لا نهاية لها. وإذا استمرت هذه الحرب، فقد نفقد سلاح البرّ تمامًا”، طبقًا لأقواله.
واختتم الجنرال بريك بالتساؤل: هل هي ضربة قاضية ضدّهم أمْ ضربة مميتة لنا؟ المعضلة الحاسمة لإسرائيل.

رأي اليوم

شارك المقالة