You are currently viewing إعلام عبري: يجب ترك خطاب العجرفة.. حزب الله لم ينهَر ودائرة نيرانه تتوسع نوعاً وكماً

إعلام عبري: يجب ترك خطاب العجرفة.. حزب الله لم ينهَر ودائرة نيرانه تتوسع نوعاً وكماً

صورة النصر التي يحاول المسؤولون الإسرائيليون من المستويين السياسي والعسكري بثّها، مقابل حزب الله، بعد موجة الضربات الجوية الكثيفة التي تعرّض لها لبنان، عاكسها خبراء ومعلّقون إسرائيليون حاولوا تقديم قراءة “موضوعية” لميزان القوى حالياً، ومدى اقتراب هذه الحرب من تحقيق أهدافها، بإعادة سكان “الشمال” إلى منازلهم، فرأوا أن حزب الله يحطّم الأرقام القياسية في عدد عملياته اليومية ضد “إسرائيل”، والتي تضمّنت أمس عملية نوعية، طالت قاعدة لـ “الجيش” الإسرائيلي في منطقة “نتنانيا”، وأدت إلى مقتل 4 جنود وإصابة نحو 58 آخرين؛ كما أعادت نوعية السلاح المستخدم في هذه العملية، أي المسيّرات، تسليط الضوء بقوة على عدم استعداد “الجيش” الإسرائيلي لهذا النوع من التهديد.

وحذّر الخبراء والمعلّقون أيضاً من أن تغرق “إسرائيل” في مستنقع الاستنزاف أمام حزب الله لأنها من جهة لا تمتلك الأدوات أو القدرات لتدمير حزب الله؛ ومن جهة ثانية لا تستطيع الصمود في حرب طويلة، فـ “جيشها” مبني على قوات احتياط، واقتصادها يعتمد أيضاً على القوة البشرية (التي أساسها قوات الاحتياط)، وبالتالي، الحروب الطويلة قد تؤدي إلى انهيار الاقتصاد والمنعة الداخلية في “إسرائيل”.

“حزب الله يحطّم الأرقام القياسية”
آخر الضربات القاسية التي تعرّض لها “الجيش” الإسرائيلي، تمثّلت بإعلانه، مساء أمس الأحد، أن مسيّرة تابعة لحزب الله أصابت قاعدة عسكرية (قاعدة التدريب اللوائي للواء غولاني)، قرب “بنيامينا”. الأمر الذي أدى، وفقاً لبيانات “الجيش” الإسرائيلي إلى مقتل 4 جنود وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة، و51 جريحاً إصابتهم تتراوح بين متوسطة وخفيفة.

وتأتي هذه العملية من ضمن 38 عملية ضد “الجيش” الإسرائيلي أعلن عنها حزب الله أمس، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، التي قالت إن حزب الله حطّم رقماً قياسياً بتخطّي عدد عملياته الـ 38 في يوم واحد، للمرة الأولى منذ بداية الحرب.

تراجع مخزون الذخيرة
وفي مقابل ذلك، كشف مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس، يانيف كوبوفيتش، أن “الجيش” الإسرائيلي اضطر مؤخّراً لرفع المستوى القيادي المخوّل بالموافقة على استخدام أسلحة ثقيلة، مثل القذائف. وذلك على خلفية تراجع مخزون الذخيرة لديه. كوبوفيتش نقل عن مصادر إسرائيلية تأكيدها أن “الجيش” الإسرائيلي يعتمد الآن سياسة “اقتصاد ذخيرة متشدّد”، لدرجة أنه في بعض الحالات، تمّ رفع مستوى التصريح للسماح باستخدام وسائل قتالية محددة إلى مستوى قائد لواء. ونقل كوبوفيتش عن جهات في “الجيش” الإسرائيلي قولها إنه على الرغم من أن “اقتصاد الذخيرة” فيما يتعلّق بصواريخ القبة الحديدية بدأ في وقت مبكر من الأسبوع الثاني من الحرب، إلا أن الوضع الحالي لمخزونات الذخيرة أجبر “الجيش” الإسرائيلي على تشديد القيود أكثر.

“إسرائيل” ومعضلة المسيّرات
أعادت عملية المسيّرة في “نتانيا”، تسليط الضوء في “إسرائيل” بشكل واسع على خطر المسيّرات التي يمتلكها حزب الله على “إسرائيل”، فرأى محلل الشؤون العسكرية في موقع واينت، رون بن يشاي، أنه من الواضح تماماً أن الطائرة المسيّرة التي أصابت هدفاً حسّاساً وتسبّبت في سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا لم تكن من نوع خاص فحسب، بل إن حزب الله نجح أيضاً في إشباع أو تشويش أجهزة كشف “الجيش” الإسرائيلي من خلال صلية مختلطة من القذائف الصاروخية وطائرتين مسيّرتين، تمّ إطلاقهما في اتجاه الجليل الغربي. بن يشاي لفت إلى أن حزب الله اكتسب خبرة كبيرة في تشغيل الطائرات المسيّرة في العام الأخير، وتمكّن من التسبّب في عدد لا بأس به من الإصابات في “إسرائيل” في حين أن “الجيش” الإسرائيلي والصناعات الأمنية يحاولون إيجاد حل للمشكلة، إلا أنه حتى الآن، لا تزال “إسرائيل” لا تمتلك حلاً لكشف المسيّرات واعتراضها.

كلام مشابه قاله لصحيفة معاريف، القائد السابق لقاعدة التدريب اللوائية للواء غولاني، التي تعرّضت للهجوم أمس، العقيد كوبي ماروم، حيث رأى أنه يوجد في “إسرائيل” ضعف كبير أمام المسيّرات، فسلاح الجو دخل إلى الحرب، وليس لديه جواب مناسب على الطائرات المسيّرة، لذلك على الإسرائيليين أن يكونوا “متواضعين أمام حزب الله”.

وبدوره، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في “الجيش” الإسرائيلي سابقاً، اللواء احتياط عاموس ملكا، إنه في كل حرب يوجد عنق زجاجة عملاني يتم اكتشافه فجأة، وفي هذا الرحب،، هذا العنق هو الطائرات المسيّرة، التي كان على “إسرائيل” أن تعرف كيفية التعامل معها مسبقاً، لأنها تهديد معروف، لكن تبيّن أن معالجة التهديد لم تتناسق مع سرعته.

معاريف نقلت أيضاً شهادة للمدير العام لشركة Asgard Systems التي تطوّر تكنولوجيا عسكرية للصناعات الأمنية، روتِم مي تال، شرح فيها أسباب الضعف الإسرائيلي في مواجهة مسيّرات حزب الله، وقال إن “الطائرات المسيّرة بطبيعتها لديها بصمة رادارية متحدية بوجهٍ خاص، سيما إذا كانت تحلّق على ارتفاع منخفض بحيث يتمّ تحدّي الرادار. بالإضافة إلى ذلك، فإن أنظمة الكشف والإنذار تواجه تحدياً من الوسائل القتالية الجديدة”.

وبرز في التعليقات التي وردت في الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية، حول هجوم “نتانيا”، قول الكاتب في موقع واللا، نير كيبنيس، إن حزب الله أثبت الليلة الماضية أنه “قادر على أن يكون فتّاكاً، على الرغم من أنهم في “إسرائيل” قالوا إنه مهزوم، مضروب ومنكسر، فهو استطاع أن يتعافى، بحيث أن الشيء الرئيسي الذي تغيّر على الأرض، منذ بدء الحرب، هو أن دائرة النار التي شملت روتينياً المستوطنات الشمالية، توسّعت إلى منطقة حيفا الكبرى وحتى جنوبها، وتوسّع روتين الطوارئ الذي كان يسري على بضعة عشرات الآلاف وصولاً إلى مئات آلالاف من مواطني “إسرائيل” فقط، أصبح الآن يسري على الملايين منهم”.

حرب استنزاف في لبنان.. أكثر ما تخشاه “إسرائيل”
في إطار التحذير من عدم إمكانية إلحاق الهزيمة بحزب الله، نبّه عضو الكنيست عن حزب “يوجد مستقبل”، موشيه طور باز، في مقابلة مع قناة i24news الإسرائيلية، من أن آخر أمر تريده “إسرائيل” هو استمرار الحرب إلى الأبد، فحزب الله لن يُدمّر، لأن “إسرائيل” لا تمتلك الأدوات أو القدرات لتدميره.

وفي سياق ذي صلة، دعا مراسل منطقة الشمال والشؤون العسكرية في صحيفة معاريف، آفي أشكينازي، المستوى السياسي في “إسرائيل” لأن يُجري محاسبة نفس حقيقية، ويدرس مجريات الحرب في الجبهات كافة، ويفحص ما إذا كانت “إسرائيل” تنجح في تغيير الواقع الاستراتيجي في المنطقة، أو أنها تبدأ في مسيرة غرق في مستنقع كل جبهة من الجبهات. أشكينازي لفت إلى أن “إسرائيل” ليست مبنية لحروب طويلة، أو لحروب استنزاف، فـ”جيشها” مبنيّ على قوات احتياط، واقتصادها يعتمد على رأس المال البشري (الذي أساسه أيضاً قوات الاحتياط)، وبالتالي، الحروب الطويلة قد تؤدي إلى انهيار الاقتصاد والمنعة الوطنية في “إسرائيل”.

وفي معرض شرحه لطريقة عمل حزب الله، أشار قائد الدفاع الجوي في “الجيش” الإسرائيلي سابقاً، العميد ران كوخاف، لموقع غلوبس الإسرائيلي، إنه “من ناحية حزب الله، هم مستمرون بالعمل وفق الخطة التي قدّمها لهم مسبقاً (السيد الشهيد حسن) نصر الله، وقيادته، وهذه الخطة تعمل على هذا النحو: يواصلون ويطلقون نحو خط المواجهة، لمنع عودة السكان، ولجرّ “الجيش” الإسرائيلي إلى الداخل… وهذا يمكن أن يرهقنا لفترة طويلة”. كوخاف حذر أيضاً من أنه على الرغم من نجاحها الجوي، إلا أن “إسرائيل” لا تزال غير قادرة على الوصول إلى الهدف الذي وضعته لنفسها في هذه الحرب، وهو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.

“يجب عدم الاستخفاف بحزب الله وترك خطاب العجرفة”
بدوره دعا عضو الكنيست من “معسكر الدولة” متان كاهانا إلى “عدم الاستخفاف بحزب الله”، قائلاً إنّ الحزب “لديه مسيّرات ذات قدرات عالية تعرف كيف تصل إلى الإحداثيات بشكل دقيق”.

كما انتقد مراسل قناة كان إليور ليفي، خطاب القيادة الإسرائيلية الذي وصفه بأنه متعجرف، قائلاً إنه “في الأيام القليلة الماضية، أسس المسؤولون في إسرائيل خطاباً متعجرفاً ومتبجّحاً بعنوان (حزب الله ينهار.. لقد دمّرنا معظم منظومة صواريخه) وكل أنواع الأسلحة الأخرى”.

“لم نتعلّم شيئاً من الماضي.. وحزب الله لم ينهَرْ”
وأضاف أنه “من المدهش حقاً أننا لا نتعلّم شيئاً هنا.. فحزب الله لم ينهَرْ.. حزب الله لديه قدرات لا حصر لها في الترسانة المجنونة التي تراكمت لديه”.

وتابع انتقاده مشيراً إلى أنّ “من يعتقد أنه من الممكن تدمير كل هذا في شهر واحد يعيش في لا لا لاند أو يريد تقديم عرض لا لا لاند للجمهور”.

وأوضح أنّ “إدخال الطائرة من دون طيار الليلة الماضية إلى قلب (إسرائيل) والقصف على المركز وحيفا مجرد مثال على ذلك.. وسيكون هناك المزيد في المستقبل ومن المهم عدم الوقوع في هندسة واقع زائف”.

“حزب الله يعمل بحسب قواعد اللعبة وقوانين الحرب”
القناة 12 الإسرائيلية استضافت الدكتورة دفناه ريتشموند واصفة إياها بأنها “خبيرة في شؤون القتال تحت الأرض”، والتي أكدت أنّ “لبنان ليس غزة، وهناك صعوبات لمقاتلينا هناك”.

وأشارت ريتشموند إلى اعتقادها بأنّ “حادثة الأمس (المسيّرة) تدل على أن حزب الله يميّز نفسه عن حماس، فنحن نرى أنه يستخدم ذخائر مع نظام جي بي أس مدمجة لكيلا تؤثر كل تقنيات التشويش من قبلنا على الهدف الذي يريد إصابته”.

“تستهدفون مقاتلينا ونستهدف مقاتليكم”
وأضافت: “نرى هنا لاعباً يريد أن يشتري لنفسه شرعية دولية، فهو يعمل بحسب قواعد اللعبة وبحسب قوانين الحرب ويضرب أهدافاً مشروعة للاستهداف، ومؤلمة، مثل الجنود، وهكذا هي الحرب”.

وأكّدت ريتشموند للقناة الإسرائيلية بأنّ حزب الله يقول للإسرائيليين “تستهدفون مقاتلينا ونستهدف مقاتليكم، وهذا قانوني”، معتبرةً أنّ “التحديات مقابل حزب الله من هذه الناحية مختلفة عن حماس، إذ إنّه من الناحية القانونية الأمر على ما يرام تماماً، أي أنّ الهدف مشروع وليس هناك مسّ بأبرياء، والهجمة كانت شرعية”.

الميادين

شارك المقالة