You are currently viewing العالم لن يكون أكثر أمانًا بعد اغتِيال السيّد نصر الله شهيد غزة.. يا بلينكن العبقري وستندمون وستبكون دمًا.. والأيّام بيننا

العالم لن يكون أكثر أمانًا بعد اغتِيال السيّد نصر الله شهيد غزة.. يا بلينكن العبقري وستندمون وستبكون دمًا.. والأيّام بيننا

عبد الباري عطوان
أُتابع عن كثبٍ تطوّرات السّياسة الأمريكيّة وحُروبها في مِنطقتنا والعالم الإسلامي بحُكم الهُويّة والدّراسة والمِهنة، ولم أعرف مسؤولًا أكثر وقاحةً وصُهيونيّةً وغباءً وعُنصريّة من وزير خارجيّتها الحالي أنتوني بلينكن، فهذا الرّجل الذي يتزعّم المُؤسّسة الدبلوماسيّة لـ”بلاده” ليس له علاقة، ولو بالحدّ الأدنى من أهمّ وظائفها، وهو العمل السياسي والدبلوماسي، وأوّل كلمة في قاموسه انتقاء الكلمات والتّصريحات بعنايةٍ فائقة.
أقول هذا الكلام بعد الخطاب الذي ألقاه بلينكن أمس خلال اجتماع ما يُسمّى بالتّحالف الدولي لمُكافحة تنظيم “داعش” انعقد في العاصمة الأمريكيّة، وقال فيه “إنّ مِنطقة الشّرق الأوسط، والعالم باتَا أكثر أمانًا، بعد اغتِيال “السيّد” حسن نصر الله، وسنُواصل دعم إسرائيل في جميع القضايا المُتعلّقة بأمنها، فالسيّد نصر الله قتل أمريكيين وإسرائيليين ولبنانيين مدنيين في سورية”.
***
هذا الدّبلوماسي الأمريكي “العبقري” زارَ مِنطقتنا أكثر من عشر مرّات في غُضونِ عشرة أشهر تحت أُكذوبة وقف حرب الإبادة الإسرائيليّة على قطاع غزة التي راحَ ضحيّتها حتّى الآن أكثر من 41 ألف فِلسطينيًّا وإصابة 150 ألفًا آخَرين، وتدمير 95 في المئة من المباني والمنازل في القطاع، ولم يُحقّق أي من أهدافه، بل وفّرت دبلوماسيّته هذه الغِطاء لمُواصلة نتنياهو هذه المجازر وإعطائها المزيد من الوقت لإنجاز مهمّتها الدمويّة، وتزويدها بما قيمته 20 مِليار دولار من أحدث الأسلحة، وأخطر القنابل والصّواريخ، وطائرات “إف 35”.
بلينكن التي أشعلت بلاده فتيل العديد من الحُروب في المِنطقة والعالم، في فيتنام، وفي العِراق (مِليونان)، وفي أفغانستان (أكثر من نِصف مِليون)، وفي سورية (نِصف مِليون على الأقل)، يتّهم السيّد نصر الله الذي تأسّس “حزب الله” من أجل الدّفاع عن غزو بلاده وتحريرها من عُدوان إسرائيلي مدعوم بقوّات المارينز الأمريكيّة، وبعد مجازر صبرا وشاتيلا، وقتل الآلاف من المدنيين اللبنانيين.
ما لا يُدركه بلينكن الذي ينضح عُنصريّةً وغباءً وإرهابًا، أنّ العالم لم يكن آمنًا قبل اغتيال الشّهيد نصر الله، بسبب سياسات بلاده وحُروبها وتبنّيها حرب الإبادة في غزة، وجعل أوكرانيا وشعبها المُسالم مِصيَدة لتوريط روسيا في حربٍ دمويّة لخدمة مصالح بلاده الاستعماريّة، ومُحاولة ترميم خسائرها المُتفاقمة كدولة عُظمى حتّى لو جاءَ ذلك بإشعال فتيل حرب عالميّة نوويّة ثالثة، ولكنّه وهو من أبرز مُنظّري هذه الحرب نُصرةً وتوظيفًا لصديقه الصّهيوني الآخر “الدّمية” زيلينسكي، لم يُحقّق أي من أهدافه (حتّى الآن على الأقل)، وأبرزها تركيع روسيا وتدميرها، واقتصادها، وتفجير حرب أهليّة فيها تُؤدّي إلى تفكيكها في نهاية المطاف.
***
السيّد الشّهيد حسن نصر الله كانَ رَجُلًا عاقلًا ومَرِنًا وليس مُندفعًا، وبعيد النّظر، والأكثر حِرصًا على أمن العالم واستِقراره، وتجنيب بلاده لبنان الحُروب رُغم الضّغوط الضّخمة التي مُورست عليه، وعندما شنّ حرب الاستِنزاف في جبهة شِمال فِلسطين المُحتلّة تضامنًا مع غزة وسعيًا بوقف المجازر فيها، كانَ حريصًا، وانطلاقًا من تمسّكه بقيم العقيدة الإسلاميّة، على عدم قتل إسرائيلي مدني واحد، وتجنّب قصف التجمّعات المدنيّة بقدر الإمكان، رُغم أنّه يملك الصّواريخ الباليستيّة القادرة على تدمير مُعظم، إن لم يكن كُل، المُدُن الإسرائيليّة (الفِلسطينيّة المُحتلّة).
أقول لبلينكن الذي تباهى مِثل رئيسه بايدن بصُهيونيّته، إنّه وهو الذي أيّدت حُكومته الغزو الإسرائيلي للبنان، وتستّر على قتل أكثر من ألف مدني لبناني حتّى الآن، وجرح أكثر من خمسة آلاف، سيندمون وسيذرفون دُموعًا دمويّة لتأييدهم ومُشاركتهم في اغتيال سيّد المُقاومة، وشهيد غزة والأُمّتين العربيّة والإسلاميّة، لأنّ من سيخلفه سيُلحق الهزائم المُهينة بدولة الاحتِلال وداعمتها الأمريكيّة، ويُلقّنهما درسًا في الصّمود والكرامة والانتِقام، ستتواضع أمامه دروس هزائمهم وتحرير الأرض اللبنانيّة من الاحتِلال عام 2000، وهزيمة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُهزَم في حرب تمّوز عام 2006.. والأيّام بيننا يا بلينكن.

 

رأي اليوم

شارك المقالة