You are currently viewing ليلة” الأجسام الطائرة ” في الأذهان ..صاروخ “غراد” سقط في “الموقر”..هل بدأ الأردن  “سهرته الليلية ” ؟ : “إحترازات أمنية ” على الحدود وفي كل الإتجاهات ..مجددا “عزل الجغرافيا عن الصراع ” وتواصل لأسباب سيادية مع طهران

ليلة” الأجسام الطائرة ” في الأذهان ..صاروخ “غراد” سقط في “الموقر”..هل بدأ الأردن “سهرته الليلية ” ؟ : “إحترازات أمنية ” على الحدود وفي كل الإتجاهات ..مجددا “عزل الجغرافيا عن الصراع ” وتواصل لأسباب سيادية مع طهران

يثبت مسار إنشغال الأردنيين طوال مساء ليلة السبت بسقوط صاروخ من طراز غراد في الاراضي الاردنية قيل انه أطلق من لبنان بان الاردن في المسالة الإقليمية سيسهر ليله الطويل مجددا وبان الاردن يحاول الدفاع عن نفسه و مصالحه وسط إقليم يبدو ملتهبا الى حد بعيد .

الإجراءات الأمنية الأردنية وخصوصا الحدودية ولاحقا الجوية في نطاق حالة الطوارئ والقوات المسلحة اعلنت مساء السبت عن سقوط صاروخ من طراز جراد في الأراضي الاردنية و في منطقة خالية تدعى منطقة الموقر وهي منطقة صحراوية شرقي العاصمه عمان و قريبة من مدينة الزرقاء المكتظة بالسكان

. الصاروخ الذي سقط او أسقط دون معرفة التفاصيل بعد لم يؤدي حسب البيانات الرسميه العسكرية الى خسائر مادية او خسائر في الأرواح والمؤشرات قوية على ان الدفاع الجوي الاردني اسقط ذلك الصاروخ لكن البيان الرسمي لم يشر الي ذلك.

وسقوط هذا الصاروخ يعيد إنتاج كل الجدل السياسي حول إجراءات الاردن الاستثنائية في الدفاع عن نفسه ومصالحه وأرضه وترابه في الوقت الذي تحصل فيه إشتعالات الإقليم و بالصيغة التي حذرت منها القيادة الاردنية وهي توجه اللوم علنا في المجتمع الغربي و للإدارة الأمريكية تحت عنوان تحميل مسؤولية تدهور الاوضاع إقليمياللتواطؤ والصمت على تصرفات حكومة اليمين الاسرائيلي التي تتلاعب بالمنطقة ومصالحها وامنها واستقرارها .

بكل حال أثار سقوط الصاروخ بعض مخاوف المواطنين.

لكن التعامل الفني المهني عسكريا مع حالة السقوط وإصدار بيان شفاف بدد الإنطباعات السلبية وساهم في إنتاج بيئة إيجابية تؤشر على ما قاله البيان الرسمي العسكري وهو يشير الى ان القوات المسلحة الاردنية تقوم بواجبها وستدافع عن التراب الوطني تجاه اي مقذوفات جوية او طائرات مسيرة تفكر باختراق الاجواء او الاراضي الاردنية.

ذلك بيان يتفق طبعا مع رغبة الشارع الاردني لكن الحسابات السياسية في بعدها الأمني تبدو أعقد كثيرا لان الاردن على المستوى الرسمي ومنذ أسابيع طويلة يحذر كل دول العالم من نتائج وتداعيات تصرفات الإحتلال الاسرائيلي.

ولان الاردن ندد بالبيان الرسمي بعمليات القصف العنيفة التي تسببت بسقوط ضحايا مدنيين للعاصمة اللبنانية بيروت واعتبرها مؤشرا على انفلات عقل اليمين الاسرائيلي وتصرفاته بطريقة تفقد الامن والاستقرار على المستوى الاقليمي.

بكل حال تكرست مجددا مقولة ان الأردن سيسهر ليله الطويل لان مسار الأحداث يتجه تماما بها نحو التصعيد و السلطات الاردنية الحكومية والسيادية مضطرة لإجراءات تحافظ على البلاد والعباد تحت عناوين هذا التصعيد خصوصا وان الجغرافيا الاردنية الى حد ملموس في المسالة الجيوسياسية عالقة تماما بين أطراف الصراع والنزاع .

وقد فتح الاردن مبكرا قنوات الحوار مع العاصمة الإيرانية طهران في اطار سعيه لتطبيق قواعد إشتباك تضمن السيادة الاردنية لا بل بل تضمن تحقيق الهدف الأعمق والأبعد المتمثل في ان لا تصبح الجغرافيا الاردنية طرف في اي صراع بين الجانبين .

ومن هنا تحديدا كان وزير الخارجية أيمن الصفدي قد صرح سابقا بان اي جسم طائر يحاول إختراق سماء المملكة وبصرف النظر عن هويته والجهة التي صدر منها سيتم اسقاطه وهذا يعني ان قواعد الاشتباك الاردنية رغم صعوبة الظرف الاقليمي تطال الايرائيليين والجماعات المسلحة التي تطلق الطائرات سواء من سوريا او من العراق .

وأغلب التقدير ان المهمة معقدة وصعبة لكن لا خيار امام الدولة الاردنية الا التعاطي معها وفقا للاعتبارات السيادية المعلنة وأساسها وجذرها وهو عزل الاردن عن تداعيات تدحرج هذا الصراع قدر الامكان مع التصدي كما حصل في نيسان الماضي إلى أي محاولة أو سيناريو يكرر ليلة الأجسام الطائرة.

 

رأي اليوم

شارك المقالة