You are currently viewing لماذا لا ينتظر “حزب الله” التدخّل الإيراني العسكري لصالحه؟ ولماذا دمج الرئيس الإيراني الجديد بين تقديم نفسه “مُعتدلاً ومُنفتحًا” ومُناصِرًا للمُقاومين من أجل الحريّة وأين الخامنئي من كل هذا؟.. قُدرات الحزب ونشوة الإحتلال وإعادتها للعلّيّة!.. نصر الله يُحقّق أهدافه “استنزافيًّا” كيف؟ وهل الاجتياح البرّي يُقنعه بالاستسلام؟

لماذا لا ينتظر “حزب الله” التدخّل الإيراني العسكري لصالحه؟ ولماذا دمج الرئيس الإيراني الجديد بين تقديم نفسه “مُعتدلاً ومُنفتحًا” ومُناصِرًا للمُقاومين من أجل الحريّة وأين الخامنئي من كل هذا؟.. قُدرات الحزب ونشوة الإحتلال وإعادتها للعلّيّة!.. نصر الله يُحقّق أهدافه “استنزافيًّا” كيف؟ وهل الاجتياح البرّي يُقنعه بالاستسلام؟

تتكرّر التساؤلات وتتصدّر الواجهة، حول عدم تدخّل إيران لصالح حزب الله، خاصَّةً أنّ الأخير تعرّض للعديد من الهجمات الدامية، طالت اتصالاته “البيجر”، وقياداته “الرضوان”، وأخيرًا ضاحيته، فلماذا تتمهّل طهران بالتدخّل لصالح حليفها، ولماذا تُظهر لهجة تصالحية تجلّت على لسان الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزكشيان، فبحسب موقع “بلومبيرغ” أشار بزكشيان إلى أن بلاده تفكر في التخلّي عن أسلحتها، إذا تخلّت إسرائيل عن أسحلتها، وهي لهجة غير اغتيادية، بالنسبة لإيران التي ترفع شعار الموت لإسرائيل.
وفي خطابٍ قصير ألقاه، الثلاثاء، أمام الأمم المتحدة، اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل بالهمجية ووصف الحركات المقاومة بالمقاتلين من أجل الحرية، لكنه تحدث أيضًا عن “عصر جديد” وتعهّد بالقيام “بدور بنّاء”، وقال إن إيران مستعدة لإعادة التواصل مع الغرب بشأن القضية النووية.
لن تتخلّى إسرائيل عن سلاحها، وبالتالي لن تتخلّى طهران عن أسلحتها، ويُدرك الرئيس الإيراني ذلك جيّدًا، ولكن تصريحاته هذه، وبهذا التوقيت الذي تُصعّد فيه إسرائيل ضد لبنان، وضعت موقف إيران موضع التساؤل، وعلامات الاستفهام، ما دفع بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى نفي التقارير التي بدأت تتحدّث عن استعداد طهران لخفض التصعيد.
ووفقا لنيويورك تايمز، يُحاول بزيشكيان تقديم حكومته على أنها معتدلة وعملية ومنفتحة على الدبلوماسية، “لكن التوقيت يشهد العديد من التعقيدات، مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وربما تكون هذه هي الفرصة الأخيرة للتواصل مع إدارة بايدن قبل الانتخابات”.
يضع المرشد الإيراني علي خامنئي النقاط على الحروف، موضحًا موقف بلاده ممّا يجري في لبنان، حيث أكد أن حزب الله حتى اليوم هو منتصر، والنصر النهائي سيكون حليف حزب الله والمقاومة في فلسطين”.
وشدّد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد خامنئي، على أنّ “حزب الله في لبنان يجاهد في سبيل الله، في انتفاضه دعماً لغزة، ولذلك يتعرّض لما يتعرّض إليه”.
ويقول تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” إن إيران تسعى إلى رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من خلال تجديد المفاوضات النووية مع الغرب، مع الحفاظ على علاقاتها العسكرية والتجارية الوثيقة مع خصوم واشنطن الرئيسيين، روسيا والصين.
السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، قد يكون أجاب سابقًا على تساؤل عدم رد طهران، وعدم تدخّلها في المعركة لأجله، حين اعتبر نصر الله في خطاب ردّه على اغتيال القائد بالحزب فؤاد شكر، أن إيران ليست مضطرة للانخراط في قتال مباشر وطويل، وهي فقط مُلزمة بالرد بعد استهداف طهران، الأمر الذي يوحي بأن حزب الله لم ولن ينتظر التدخّل الإيراني لصالحه.
لا يحتاج حزب الله إلى التدخّل الإيراني لصالحه، هذا ما يقوله الإعلام العبري، حيث أكّدت يديعوت أحرنوت: الضربات التي وجّهها الجيش في لبنان لا تعني أن الحزب قد فقد قُدرته على إيلام “إسرائيل” بشدّة، فيما تقول التقديرات الإسرائيلية بأن الحزب لم يُفعّل 10% من قوّته حتى الآن لاعتبارات خاصّة به.
كما اعتبر ماثيو سافيل مدير العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (روسي) أن إسرائيل تدرك أن الضربات الجوية وحدها غير كافية لاستهداف بنية حزب الله التحتية والمتوقع أن يكون مُعظمها تحت الأرض.
وفيما كانت تتباهى إسرائيل بالقضاء على قدرات حزب الله بعدوانها الحالي، وتتناسل الأسئلة حول تراجع قدرات حزب الله، جراء استهداف قادته المسؤولين عن ترسانته العسكرية، أطلق حزب الله صاروخًا باليستيًّا من جنوب لبنان، واستهدف مقر الموساد الرئيسي، ولا يزال حزب الله يتبع نمطًا تصعيديًّا بالحزب الحالية، أو كما يصفها الخبراء العسكريون بحرب استنزاف، ويتعامل بحذر مع جلب سيناريو الاجتياح البري، لكنه يتمنّاه، ومستعد له إذا وقع كما نوّه أمين عام حزب الله في كلمته الأخيرة، حيث أكد نصر الله بأن الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان ليس تهديدًا، وإنّما “فرصة تاريخية”.
وقال المراسل العسكري في صحيفة يديعوت أحرنوت، يوسي يهوشع إن “النشوة التي يُمكن رؤيتها بين صنّاع القرار الإسرائيلي وجزء من الجمهور جراء استهداف قدرات حزب الله، يجب إعادتها إلى العليّة”، مشدّداً على أن “الوضع لا يزال معقداً وقابلاً للاشتعال، وبعض الإنجازات العظيمة لا تمحو سنة من الإخفاقات والفشل وأزمة الثقة”.
ويُحقّق حزب الله حتى الآن أو يُواصل تحقيق أهدافه بالرغم من العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، فسكان الشمال لم يعودوا إلى “مُستوطناتهم”، وجبهة الإسناذ لغزة لم تتوقّف، ويقول مسؤول إسرائيلي في هذا لموقع «i24NEWS» إن استراتيجية إسرائيل هي تغيير ميزان القوى في الشمال، بما يشمل تدمير الصواريخ وغيرها من الوسائل، لإلحاق ضرر كبير بقدرات (حزب الله)، مضيفاً: هناك هدفان: الأول هو تعزيز الردع أمام (حزب الله) بطريقة تسمح بإعادة السكان إلى منازلهم، والهدف الآخر من خلال ذلك هو ردع المحور الإيراني برمته، وإذا لم يفهم (حزب الله) حتى الآن، فهناك أمور أخرى سيفهمها لاحقاً.
ماذا عن قوّة حزب الله الفعلية؟، أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية في تقرير لها فإن الحزب اللبناني يمتلك جيشا مكونا من آلاف الجنود فضلا عن امتلاكه 150 ألف صاروخ وقذيفة من مختلف الأنواع.
وإذا شنّت إسرائيل حربا برية، فمن المرجح وفق تقارير عسكرية، أن تواجه وابلا ضخمًا من الصواريخ التقليدية، ويعتقد أن نحو 10 آلاف من صواريخ الحزب هي صواريخ بعيدة المدى موجهة بدقة ما قد يخلف دمارا في المدن والبلدات الإسرائيلية.
التساؤل التالي والمطروح الآن، هل تذهب إسرائيل لخيار الحرب البرية، فهي تعلم أن الضربات الجوية لن تقضي على قدرات حزب الله، ولن تدفعه للتفاوض، والتخلّي عن إسناذ جبهة غزة، يصف هُنا المتحدّث السابق باسم الجيش الإسرائيلي رونين مانيليس فكرة إسرائيل بالتصعيد التدريجي ضد حزب الله لقطع الترابط بين غزة ولبنان بالفارغة، وهُنا إذًا يحقق حزب الله كل أهدافه، وإن كان ثمّة نازحين لبنانيين، وخسائر بشرية واقتصادية كما تداعيات كل حرب.
إسرائيل فرضت الحرب، ولم يفرضها حزب الله، ثمّة قناعة إسرائيلية تبدو مُفرطة في التفاؤل تقول بأن القوة البرية ستدفع نصر الله للموافقة على شروط إسرائيل، لكن يشكك رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي سابقا نمرود شيفير بذلك، ويقول بأنه غير واثق من أن القوة البرية ستدفع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للموافقة على شروط إسرائيل لوقف الحرب، وأضاف شيفر “على إسرائيل تفعيل كل قوتها وليس قوتها الجوية فقط”، قبل أن يتساءل “أي قوة يجب استخدامها حتى يقبل نصر الله شروط إسرائيل لإنهاء القتال؟”.

رأي اليوم

شارك المقالة