You are currently viewing حزب الله يشيد بنجاح الرد وإلزامه الكيان بالعودة إلى قواعد الاشتباك

حزب الله يشيد بنجاح الرد وإلزامه الكيان بالعودة إلى قواعد الاشتباك

بقي رد حزب الله على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية محور متابعة وتعليقات، وعلى الرغم من تناقض السرديات حول نتائج الضربة الاستباقية التي نفّذها الطيران الحربي الإسرائيلي لإحباط هجوم حزب الله وتكذيب هذه الرواية من قبل حزب الله وتأكيد أمينه العام السيد حسن نصرالله عن تمكن المسيّرات من الوصول إلى قاعدة “غليلوت” التابعة للاستخبارات التي تضم الوحدة 8200، شكّل هذا التطور الميداني غير المسبوق اختباراً جدياً لرغبة الطرفين في تجنب الذهاب إلى حرب واسعة بدليل مبادرة كل منهما إلى الإعلان عن انتهاء الرد وإنجاز المهمة.

وحرص إعلام حزب الله على الإشادة بنجاح عملية “يوم الأربعين”. وقالت قناة “المنار”: “هو يوم من أيام الله…ومهمة أنجزَها المقاومون على أكملِ وجهٍ كما اشار الأمين العام لحزب الله كاشفاً بسرديةٍ محكمةٍ مسار العمليةِ وأهدافها، بما يُكذّب السردية الصهيونية الواهية..”. ودعا الإعلام المقرّب من الحزب إلى “مشاهدة الفيديوهات التي نشرها العدو لـ “بيبي” وفريقه العسكري والأمني في غرفة العمليات”، سائلاً “هل يمكن العثور على لمحة زهو، او مشهد تباهٍ، او لحظة نشوة”.

استهداف قيادي من “حماس”

وبعد 24 ساعة على رد حزب الله، تواصلت العمليات على الجبهة الجنوبية، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا CR-V للقيادي في حركة “حماس” نضال حليحل عند اوتوستراد الشمّاع بين حارة صيدا وعبرا ما أدى إلى اشتعالها. إلا أن محاولة الاغتيال فشلت ونجا حليحل بأعجوبة بعد تعرضه لاصابة في قدميه وهو يقفز من باب السيارة.

وعلى الحدود، استهدفت غارات إسرائيلية بلدتي علما الشعب وطيرحرفا والمنطقة الواقعة بين الطيبة والعديسة إضافة إلى كفركلا وحانين. واستهدفت مسيرة إسرائيلية بصاروخ موجه مجرى نهر الليطاني بين بلدتي زوطر الشرقية ودير سريان. وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت فوق عدد من المناطق اللبنانية.

في المقابل، استهدف “حزب الله ” ‌التجهيزات التجسسية في ‏موقع راميا بمحلقة انقضاضية. ونقل الحزب عن مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي “أن هجمات القوات الجوية لم تكن قادرة على إحباط رد حزب الله حقًا لأن الحزب أطلق الصواريخ والمسيّرات، وأن “إسرائيل” تعترف بأنها لم تكن تعرف بالضبط ما هي خطة حزب الله الهجومية وما هي الأهداف التي خطط لضربها بالضبط ولا توقيت الهجوم، إضافة إلى اعتقاد الجيش “الإسرائيلي” أن حزب الله لم يحاول إطلاق صواريخ دقيقة في الهجوم هذه المرة ولا يزال يحتفظ بهذه القدرة دون استخدامها”.

وكانت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية رجّحت “أن يشن الجيش الإسرائيلي “هجوماً استباقياً” آخر ضد حزب الله هذا الأسبوع”، وتوقعت “أن تستمر ردود إسرائيل الوقائية الإضافية”، زاعمة “أن حزب الله بدأ عملية إجلاء للمدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل 48 ساعة، بهدف حمايتهم من رد محتمل من جانب إسرائيل”.

المقاومة مستعدة

في المواقف، أكد وزير حزب الله السابق محمد فنيش “أن رد المقاومة أتى في إطار معاقبة العدو وإلزامه بالعودة إلى قواعد الاشتباك”، مشيراً إلى “أن المقاومة تمتلك من القدرات ما يجعلها مستعدة لكل الاحتمالات، وهي لا تريد خوض حرب شاملة لأن أهدافها ليست كذلك، لكن إذا ما حاول العدو بحسب بيان المقاومة أن يتجاوز الحدود أو يتمادى أو يستهدف المدنيين، فالمقاومة مستعدة للرد وهي وحاضرة وجاهزة لكل احتمال”. وقال: “أما أولئك الذين روّجوا لإمكانية الوصول إلى حرب شاملة، وأن الأيام الآتية قد تشهد مثل هذه الحرب، فنقول لهم لو يكفّوا عن مثل هذه التحليلات، سواء بغرض تثبيط العزائم أو التهويل أو التخويف، لأننا تجاوزنا كل هذه المراحل، وحواجز الخوف قد سقطت، والخشية من العدو قد أصبحت من الماضي”. واعتبر فنيش “أن المقاومة أحدثت تحوّلاً في معادلة الصراع في لبنان وفلسطين أو حتى على مستوى المنطقة، فلم يعد العدو الإسرائيلي ذاك الذي يقوم بأي عدوان دون أن يلقى الرد المناسب، والذي يجتاح ويستبيح ويستهدف أي قرية أو أي هدف، ويستضعف لبنان، وأن هذه المرحلة قد مضت ولا يمكن لأحد أن يعيد لبنان إلى مقولة قوتنا في ضعفنا، ورهاننا على صداقاتنا وعلاقاتنا الدولية، فهذا المنهج وهذه المدرسة لم تجر إلى لبنان سوى الخيبات والضرر، وهي التي مهدت الطريق ليجتاح العدو الإسرائيلي لبنان في عام 1982، وهذه المقاومة جاءت كبديل لهذا المنطق، وأثبتت نجاحها وحققت إنجازاتها”. وختم “إذا أراد الأمريكي نفاقاً كما يدّعي بأنه لا يريد التصعيد، فليوقف الحرب الإجرامية في غزة، وما لم يحصل ذلك، لا إيقاف للجبهة في لبنان”.

أكاذيب العدو

بدوره، لفت عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين إلى “أن ما كنا نقوله ونصرّح به من ان الرد آت وأن لا ربط بينه وبين مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة حصل بالفعل، في حين أن ادعاءات العدو بتنفيذه عملاً استباقياً ما هو إلا وهم وتضليل وأكاذيب، فالهدف الذي ضُرب كان عظيما ومهماً، لأنه في عمق الكيان والإجراءات المتخذة وردة فعل العدو تدل على ذلك”. ورأى أن “ما حصل يؤكد أيضاً أن العدو ما زال مردوعاً ولم يستطع طوال هذه الفترة من تغيير المعادلات التي رسمتها المقاومة مع بداية طوفان الأقصى، وأن المقاومة كانت تعيده إلى الميدان وضوابطه في أغلب الأحيان التي كان يتفلت فيها”، مضيفاً “نتنياهو الذي ضحك قليلاً عند اغتيال شكر، عاد اليوم إلى ما كان عليه قبل تجاوزه الخطوط الحمراء ليواجه مجدداً وضعاً سياسياً معقداً داخلياً وخارجياً مليئاً بالأزمات الإستراتيجية والتهديدات الوجودية لهذا الكيان”.

وعلى خط حركة “أمل”، اعتبر النائب علي خريس “أن المقاومة أجبرت العدو على الانكفاء والانسحاب وهذا الكلام موجه لكل مكونات المجتمع اللبناني”، داعياً إلى “التمسك بالوحدة الوطنية لنؤسس لوطن شجاع يستطيع أن يصمد ويواجه في وجه العدو”. واستذكر كلام الإمام موسى الصدر أن “اسرائيل لها اطماع في أرضنا وثرواتنا وانه علينا انشاء مقاومة لتكون جاهزة لمواجهة هذا الخطر على بلادنا وحدودنا”، مؤكداً أنه “لولا المقاومة لكان العدو في بيروت العاصمة”. ورأى “أن كل التهديدات لا تخفينا والمطلوب أن نصبر ونواجه ونتكل على وحدتنا ومقاومتنا وشعبنا عندها يمكن دحر العدو من الحدود، وهذا ما نقوله لأهلنا في فلسطين وغزة أن دحر العدو يتم بالوحدة والمقاومة”.

معادلة الحزب سقطت

في المقابل، انتقد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك خطاب السيد حسن نصرالله الأخير، واصفاً إياه “بالسطحي والكارثي”. واعتبر “أن الأوضاع ستستمر على حالها حتى ما بعد الانتخابات الأمريكية، حيث لن تتمكن إسرائيل من إنهاء هذه المعركة بتسوية مشابهة لتلك التي انتهت بها حرب تموز/يوليو 2006”. وأشار إلى “أن الحكومة اللبنانية الحالية بأكملها مسؤولة عما يحدث في البلاد”، متهماً “كل من تواطأ وصمت وتحالف مع هذه السياسات بتحمل المسؤولية”. ولفت إلى “ان حزب الله غير قادر على الرد بما يتناسب مع الهجمات التي تعرض لها، وأن إيران لا تريد الرد خوفاً من انتقام يستهدفها داخل أراضيها، بل تدفع بحزب الله للرد نيابة عنها لأن لبنان، أبناء الجارية”، معتبراً انه “إذا انتهت عملية غزة، ستنتهي معها إيران”.

ودعا يزبك “السيد نصرالله إلى رفع يده عن لبنان”، ورأى “ان هذه الخطابات النارية لا تؤدي إلا إلى تدمير البلاد من دون تحقيق أي هدف في مواجهة إسرائيل”، منتقداً “حزب الله لعدم خوض المعركة حتى النهاية”، لافتاً إلى “أن معادلة حزب الله القتالية ساقطة منذ 11 شهراً حتى يومنا، وأن إسرائيل تمكنت من كسر هذه المعادلة عبر الطائرات المسيّرة التي تتصيد عناصر حزب الله، مما يمثل فشلاً استراتيجياً يجعل إسرائيل في موقع المنتصر”.

التمديد لـ “اليونيفيل”

على خط الاتصالات السياسية والدبلوماسية، تلقى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب اتصالاً هاتفياً من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عرضا خلاله التطورات الميدانية في جنوب لبنان والمنطقة. وأكد بوريل تأييده “موقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن الرقم 1701″، وأسف الوزير بوحبيب وبوريل “لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة التي عقدت في القاهرة بعد الجولة الأولى في الدوحة”، وأكدا “أهمية استمرار الجهود والمساعي لإيقاف إطلاق النار في غزة باعتباره المدخل الأساس لوضع حد للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حرباً شاملة”. وشدد بوحبيب على “ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على إسرائيل لتوقف عدوانها المستمر على لبنان وتلتزم تنفيذ القرار 1701”.

إلى ذلك، اجتمع الوزير بو حبيب بسفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وإيطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة في إطار متابعته الحثيثة لمسار التمديد لقوات “اليونيفيل”، التي تنتهي ولايتها نهاية شهر آب/أغسطس الحالي، واستعرض معهم المفاوضات الجارية حالياً في مجلس الأمن بشأن التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان لسنة أخرى. وكان ناقش في اتصال هاتفي مع السفيرة الأمريكية لدى مستجدات التمديد، معيداً “تأكيد موقف لبنان الثابت للتمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على القرار”.

القدس العربي

شارك المقالة