تتراوح التحركات السياسية خلال الساعات الماضية بين حدي الرد الإيراني ورد المقاومة في لبنان والتي تقول التقديرات مجتمعة انه بات وشيكا وبين موعد الخامس عشر من اب لانجاز صفقة تبادل الاسرى ووقف النار. وبين هذين الحدين تعمل ديناميكيات السياسية والامن والتحركات العسكرية في المنطقة، ويتكرر السؤال الصعب أي الموعدين يسبق الاخر ؟ وايهما سيكون له وقع التأثير بالآخر. هل ينجح اجتماع الخميس وبالتالي يبطل لحظة التصعيد المتمثلة بالرد العسكري الإيراني، او يتقدم الرد العسكري على موعد الاجتماع وبالتالي يغير في مساره ومصيره. وشهد يوم امس حتى فجر اليوم سيلا من التصريحات المواقف بين عواصم الفعل وكان ابرزها ما نقلته “صحيفة وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن قد تدعو إلى تأجيل المفاوضات إذا حدث هجوم إيراني.
وكان الرئيس الأميركي قد رجح أن تتراجع إيران عن توجيه ضربة انتقامية لإسرائيل في حال التوصل لهدنة في غزة.
بينما قالت ثلاثة مصادر إيرانية لوكالة الأنباء “رويترز”، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو وحده الذي سيمنع إيران من الرد بشكل مباشر على إسرائيل. وقال مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى إن إيران، إلى جانب حلفائها مثل حزب الله، سوف يشنون هجوماً مباشراً إذا فشلت المحادثات في غزة – أو إذا رأوا أن إسرائيل تماطل في المفاوضات. لكن مصادر إيرانية تعاود نفي ما ورد في وكالة رويتر وتقول ان الرد سيكون منفصلا عن أي محادثات تتعلق بوقف النار.
وترسل الولايات المتحدة فريقًا من كبار المسؤولين إلى الشرق الأوسط غدا، بهدف تسهيل نجاح الاتفاق وخفض التصعيد على الجبهات حيث سيحط المبعوث الأمريكي ” هوكشتاين ” في بيروت وتل ابيب، بينما يجول ماكغورك ” على الدوحة والقاهرة وتل ابيب، والمتوقع ان يمثل مدير المخابرات المركزية ويليام برنز بلاده في محادثات الخميس. ولا يبدو حزب الله في لبنان مستعدا للتعامل مع زيارة ” هكوشتاين ” وقد بعث الحزب بأكثر من إشارة تفيد بذلك، خاصة ان هوكشتاين في زيارته السابقة متهم بانه نقل تطمينات كاذبة لحزب الله بان إسرائيل لن تستهدف الضاحية الجنوبية، لكن إسرائيل اغتالت القيادي البارز في حزب الله ” فؤاد شكر” بالضاحية الجنوبية، وهو ما جعل المبعوث الأمريكي فاقد للمصداقية وشريكا في عملية تمويه امنية عسكرية إسرائيلية. وقد تحدثت وسائل اعلام عن الغاء وزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن زيارته للمنطقة والسبب حسب المصادر الإعلامية التصعيد المحتمل في الساعات المقبلة.
من ناحيتها اعلنت ممثلية إيران في الأمم المتحدة، أن إيران لم ولن تشارك في المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحركة حماس، والتي تتم بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
جاء ذلك في بيان للبعثة الايرانية لدى المنظمة الأممية قالت فيه “اننا لم نكن حاضرين في محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين حماس والكيان الصهيوني بوساطة مصرية وقطرية وامريكية، ولن نشارك فیها الان ” وتحدثت مصادر عن دعوة الولايات المتحدة ايران للمشاركة في محادثات الدوحة حول وقف اطلاق النار في غزة. الا ان ايران وعبر اكثر من مسؤول رفضت هذه المشاركة.
وتحدثت وسائل اعلام إسرائيلية عن رسالة أرسلها رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار تم تسليمها للوسطاء العرب ليلاً، قال فيها إنه “إذا كانت إسرائيل جادة بشأن المفاوضات وتريد مشاركة حماس، فعليها وقف العمليات العسكرية في غزة”. لكن لم يؤكد اية مصادر عربية او داخل حماس صحة هذه الرواية.
من جانب أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة تعارض بقوة زيارة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وقال إن زيارة بن غفير أظهرت تجاهلا صارخا للوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في القدس، مشيرا إلى أن واشنطن تتطلع إلى منع حكومة إسرائيل وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. وقد تنصل مكتب نتنياهو من اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، بينما دانت الأردن ودول عربية وإسلامية هذا الاقتحام. ووجد بن غفير اقتحامه للمسجد الأقصى فرصة للتأكيد على رفض التفاوض لوقف الحرب. مجددا التهديد بالانسحاب من الحكومة في حال استجاب نتنياهو لذلك. بالمقابل اعتبر خبراء ان لهجة بلينكن تجاه بن غفير كانت حازمة وجديدة من الإدارة الامريكية التي تسترت وروجت كل الكذب والجرائم الإسرائيلية.
لا يوجد حتى الان أي مؤشرات على نجاح الجهود لوقف النار في موعد الخميس رغم الزخم الدولي الذي رافق هذا الموعد وبيانات التأييد له ولوقف الحرب من قبل دول أوروبية وعربية، اذ مازال نتنياهو يضع شروطا جديدة لعرقلة الصفقة، أضافة الى تقييده صلاحيات فريق التفاوض، وتصعيد سياسية المجازر في غزة، بمقابل ارسال الإدارة الامريكية المزيد من شحنات السلاح، وتحشيد قواتها العسكرية في المنطقة لحماية إسرائيل.
رأي اليوم
