You are currently viewing جدل عن خليفة ” أبو الغيط” في الجامعة العربية: مصري أم سعودي؟ من يحسم الأمر؟ “القاهرة” تواجه ساعة الحقيقة

جدل عن خليفة ” أبو الغيط” في الجامعة العربية: مصري أم سعودي؟ من يحسم الأمر؟ “القاهرة” تواجه ساعة الحقيقة

فجأة تأجج الحديث عن خليفة أحمد أبو الغيط في الجامعة العربية، وهو الأمر الذي اعتبره البعض سابقا لأوانه، في حين يؤكد آخرون أنه لم يتبق له سوى شهور قليلة، وحان اختيار بديله بموضوعية.
السؤال الذي فرض نفسه: مع من باتت الكرة؟ ومن يحسم القرار؟
مصادر تؤكد أن السعودية تجري اتصالات مع الدول العربية لترشيح عادل الجبير، مرجحة أنها سوف تنجح في ذلك لاسيما مع تراجع الدور المصري، وهو التراجع الذي لا تخطئه العين (قمة بغداد مثال).

الكاتب المصري جمال زايدة يتساءل: لماذا يستغرب الناس من موضوع الجامعة العربية؟
ويضيف أن مرحلة ما بعد التحرر الوطنى انتهت ، وكفى 70سنة!
وبحسب زايدة فإننا دخلنا فى مرحلة جديدة تحاول فيها إسرائيل التمدد، بعد أن تركت مصر نفوذها الثقافى والاعلامى من ٤٠ سنة بدعوى أن من يعمل فى هذا المجال بعض المشاغبين الذين ينبغى تنحيتهم جانبا وبالتالي تم الدفع بمن يرفعون شعار ” سمعنا وأطعنا”.

وينتقد زايدة إهمال مصر إحدى ركائز قوتها فى الاقليم: السينما، الصحافة، قنوات التليفزيون المحلية ثم المحطات ال panarab وتركنا أكبر شعب فى المنطقة يستهلك التفاهة بسبب إفساد بعض من النخبة بأموال النفط.
ويقول إن الأهم أننا أهملنا الصحافة الرقمية ولم نرصد لها دعما كبيرا لتطويرها والأخطر أننا خفضنا سقف الحرية خوفا من ردود الفعل، و ارتضينا لأنفسنا مكانا فى المقاعد الخلفية فى المؤسسات والمنظمات الدولية.
ويقول إنه زاد لدينا الخوف من أصحاب الموهبة فتم تهميشهم.
ويخلص إلى أن الصورة الكاملة باتت:
أكبر بلد فى المنطقة يختار الاسلم للابتعاد عن المخاطر، لافتا إلى أن هذه سياسة جنبت مصر الحروب لكن عملت على تحييدها .
ويختتم متسائلا: كيف يمكن استعادة دور مصر الاقليمى والدولى؟
من جهته يقول السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن مصر تحرص علي جامعة الدول العربية مقراً وعملاً فقط للحفاظ علي بقايا دور ونفوذ وتأثير وبقايا أمجاد تحولت إلي رمز ضعيف مريض حزين باهت يقبع بلا حراك في ميدان التحرير وعلي نيل قاهرة المعز .
ويضيف أن الرمز أصبح تاريخاً يحكي قصة أمة فرطت فضعفت ففشلت فأصبحت نهباً مستباحاً لكل قادر علي نهش قطعة من هذه الفريسة الدسمة.
وبحسب السفير مرسي فإنه رغم مرثية النَّوح الحزين هذه ، فإنه يشعر بحنق وغضب ممن سرب عمداً خبراً عن استعدادنا لترشيح د. مصطفي مدبولي رئيس الوزراء للمنصب والتكهن بتولي المهندس كامل الوزيري لرئاسة الوزراء.
ويتابع قائلا: “تلقف الكثيرون الخبر وسارعوا كعادتنا عندما يقترب موعد اختيار أمين عام جديد للجامعة العربية لإعادة الحديث عن رغبة بعض الدول العربية في تدوير المنصب وكسر قاعدة العرف المستقر علي أن تكون جنسية الأمين العام من دولة المقر، واستطرد البعض مشيراً إلي أن السعودية ترغب في نقل المقر للرياض وترشيح وزير خارجيتها عادل الجبير لمنصب الأمين العام. وكذا رغبة الجزائر وربما قطر في التقدم بمرشح للمنصب”.
ويقول إنه بحكم عمله السابق في مطلع القرن الجاري كنائب للمندوب الدائم لمصر بالجامعة العربية ، فإن عمليات جس النبض والتشاور بين الدول العربية للتوافق علي مرشح للمنصب تبدأ قبل موعد استكمال الأمين العام لولايته بحوالي عام أو أكثر، ولكنها تتم بهدوء وسرية وحذر نظراً للسوابق وللحساسيات التي تحيط بهذا الموضوع تحديداً.
ويخلص إلى أن التناول الإعلامي وعلي منصات التواصل الإجتماعي لهذا الموضوع وعلي هذا النحو العاطفي والمتسرع وغير الناضج الذي يراه الآن يزيد من حساسية الأمر برمته، ويضر كثيراً سواء بعملية اختيار الأمين العام الجديد ذاتها أو بجهودنا لتأمين استمرار تولي مرشح مصري للمنصب.
ويختتم مؤكدا: “إذا كان ثمة ضرورة لجهد إعلامي فيجب أن يكون ذلك في وقت مناسب تختاره القيادة السياسية (ووزارة الخارجية) وتحدد إطاره ومقاصده ولغة خطابه.
أما ما يتم الآن فهو العيب والعبث والأسف علي ما وصل إليه حال بعض مثقفينا وخبرائنا وإعلاميينا ورموزهم”.
على الجانب الآخر يرى د. عماد جاد الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن تولي المملكة العربية السعودية رئاسة جامعة الدول العربية ونقل مقرها الى الرياض أو أي مدينة سعودية أخرى هو قرار موضوعي ومفيد لكافة الدول العربية ، مشيرا إلى أن العرب جاءوا من السعودية واليمن.
ويضيف جاد أنه وفق التوازنات القائمة حاليا فإن من الأفضل للجميع القبول بنقل مقر الجامعة العربية الى السعودية وان يكون اول أمين عام جديد سعودي الجنسية.
ويردف جاد: “فكروا بتأمل وهدوء وسوف تصلون الى سلامة هذا الرأي”.
كلام جاد أثار بدوره جدلا، حيث وافقه البعض، واعترض آخرون.
الكاتب هاني سليمان ساءل جاد بسخرية وغضب: “ما هذا الكلام الغريب؟ طيب ما ننقل “جمهورية مصر العربية” إلى الرياض هي الأخرى لأنها عربية. أو ربما يكون من الأفضل نقلها إلى صنعاء، على أساس أن اليمن هو الأصل القديم جدا للعرب”.
في ذات السياق يرى أحمد عبد العزيز عضو الفريق الرئاسي للرئيس الراحل د. محمد مرسي أنه إذا كان الهدف من نقل المقر إلى مكان آخر غير القاهرة، بهدف تفعيل دور الجامعة العربية في الدفاع عن مصالح العرب، ونصرة القضية الفلسطينية، فليكن مقرها في غزة، لافتا إلى أن أي شاب غَزِّي جامعي حديث التخرج سيكون أهلا لهذه المهمة، ولا وجه للمقارنة بينه وبين أي وزير خارجية أو رئيس وزراء عربي، هذا إذا قبل الشاب أن يكون في هذا الموقع.
الكاتب أنور الهواري قالها صراحة ودون مواربة: “إذا استمرت الدولةُ في تهميش أصحاب الكفايات العالية، فسوف يأتي يوم لن تجد فيه مصر من أبنائها من ترشحه لمنصب دولي أو عربي”.
في سياق الجدل المحتدم عبر الكاتب عمرو ناصف عن خشيته أن يوظف البعض نقل المقر إلى السعودية، في خدمة تنصلهم من العروبة، معتبرا وجود المقر في مصر، يمكن أن يعطي زخما، وقوة، بشرطين أساسيين: الاول أن يتم تفعيل دور الجامعة، وهو أمر سهل جدا إذا اقتنع العرب أنهم أقوياء، وأن لهم من أوراق الضغط ما يمكن أن يوقف مسلسل الاجتراء علينا.. الشرط الثاني – بحسب ناصف- أن يقر العرب بأن مصر هي الدولة الوحيدة المؤهلة للقيادة، وأن مزاحمتها على هذه المكانة عبث، لكن ذلك يتطلب أولا أن تسترد مصر دورها.
من جانبه تهكم رشح السياسي المصري أيمن نور على أنباء عزم مصر على ترشيح رئيس وزرائها مدبولي.
ورشح نور عددا من الشخصيات المصرية لخلافة أبو الغيط منها: نبيل فهمي، مصطفى الفقي، محمد العرابي، محمد إدريس، هشام بدر.
اللافت كان في مشاركة أصوات خليجية في الجدل الدائر، قال قائل منهم: ” أعتقد هذا وقت مهم لمصر أن تغلق الباب على نفسها وتصلح بيتها الداخلي، وتترك شؤون العرب لدول أكثر استقرار وراحة ، فلن تستفيد الأمة من مصر حتى تعود لتقف مجددًا”.

 

المصدر: رأي اليوم

جدل عن خليفة ” أبو الغيط” في الجامعة العربية: مصري أم سعودي؟ من يحسم الأمر؟ “القاهرة” تواجه ساعة الحقيقة | رأي اليوم

شارك المقالة