قال اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، صاحب لقب “نبي الغضب”، إن الجيش لم يحقق أي إنجاز عسكري يذكر في حربه ضد حماس في قطاع غزة وتعرض لهزيمة مؤلمة وموجعة في حربه ضد الحركة.
وأفاد إسحاق بريك في مقال نشره على صحيفة “معاريف” العربية يوم الاثنين، بأن بيني غانتس زعم مؤخرا أن الجيش حقق إنجازات عسكرية كبيرة في قطاع غزة لكن المستوى السياسي منع الجيش من تحقيق النصر النهائي، مضيفا: “مثل هذا الادعاء لا يعكس الواقع المعقد.. ففي حين أن الانتقادات الموجهة للقيادة السياسية مبررة فإن تصوير الجيش وكأنه حقق إنجازا عسكريا هائلا هو أمر غير صحيح.. وعلى أرض الواقع لم يحقق الجيش أهداف الحرب، وهي هزيمة حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن”.
وأضاف “لم يحقق الجيش إنجازا عسكريا كبيرا فحسب، بل تعرض لهزيمة مؤلمة وموجعة في حربه ضد حماس، ولم يحقق أيا من أهداف الحرب التي وضعها لنفسه “هزيمة حماس” و”إطلاق سراح جميع الرهائن”.
وذكر في مقاله أن الجيش الإسرائيلي لم يهزم حماس لأنه جيش صغير تم استنزافه وتقليصه حتى العظم خلال العشرين عاما الماضية، وكان لبيني غانتس أيضا يد في مسألة استنزافه وتقليصه.
وذكر اللواء المتقاعد أن حجم الجيش البري لا يسمح له بالبقاء في الأماكن التي سيطر عليها، حيث لا توجد وحدات تستطيع أن تحل محل الوحدات المقاتلة، ولذلك اضطر الجيش إلى اللجوء إلى الغارات، مبينا أنه بعد أن تخرج القوات من الأراضي التي فتحتها تعود مرارا وتكرارا إلى الأماكن نفسها لفتحها مرة أخرى.
وتابع قائلا: “الجيش يقاتل في كل الأراضي التي غزاها عدة مرات وفي كل مرة يخسر جنودا.. كما أن هذا القتال لا يسمح للجيش بتدمير مئات الكيلومترات من مدينة الأنفاق التي تعيش فيها حماس بهدوء وأمان.. ونتيجة لذلك لا يستطيع الجيش تشكيل حكومة عسكرية تحل في البداية محل حكم حماس”.
وأردف بالقول: “بعد عام ونصف العام من الحرب عادت حماس إلى حجمها الطبيعي قبل الحرب، أكثر من 30 ألف مقاتل معظمهم يختبئون في الأنفاق، وينطلقون منها لمهاجمة قواتنا، ثم يعودون إلى الأنفاق بأسرع وقت ممكن”.
وأشار إلى أن حماس تغرَق بالمساعدات الإنسانية ووضعت كل ما تستطيع في مستودعات تحت الأرض من إمدادات ومعدات عسكرية تسمح لها بالبقاء على قيد الحياة لعدة أشهر.
وأوضح أنه من المعروف أن حماس لا تزال تتلقى الأسلحة من الأنفاق الممتدة من سيناء تحت محور فيلادلفيا إلى قطاع غزة، واليوم يعترف الجيش بأن معظم الأنفاق المذكورة غير مغلقة على عكس ما ادعاه العام الماضي.
ويعترف الجيش أيضا بأنه تم ضرب نسبة صغيرة من أنفاق حماس (أقل من الربع)، ومرة أخرى يقدم الجيش اعترافا يتناقض مع ما ادعاه في الماضي، وفق ما جاء في المقال.
ووفق المصدر ذاته، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من هزيمة حماس وهو غير قادر على هزيمتها في حالتها الراهنة المتهالكة، ولن يتحقق النصر فيها إلا إذا أعيد بناء الجيش الإسرائيلي الصغير والمتهالك وتوسيع جيش البر، مستطردا بالقول: “لكن لا أحد يشارك بشكل جدي في الوقت الحالي في إعادة بناء الجيش أو توسيعه، في حين يواصل الجيش خوض حرب فقدت هدفها والأمل”.
ولفت اللواء المتقاعد إلى أنه “وفي الآونة الأخيرة سمعنا من مجموعات عديدة من جيش الاحتياط ومجموعات عديدة من الإسرائيليين ينادون بضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن حتى لو أدى ذلك إلى إنهاء الحرب، مؤكدين أنه في الوضع الحالي لن يتمكنوا من هزيمة حماس، وسيزداد الوضع سوءا لذلك لا فائدة من تجديد القتال.
ويشير إسحاق بريك إلى أنه مع استمرار القتال فإن تل أبيب تدفع ثمنا باهظا للغاية، وأهمها مقتل الرهائن في الأنفاق إضافة للخسائر في صفوف القوات واستمرار الاستنزاف الشديد لجيش البر في كل من القوة البشرية والأسلحة.
وصرح بأن دول العالم تتخلى عن إسرائيل وتحولها إلى دولة بائسة مع تدهور الاقتصاد والفوضى الاجتماعية، مشيرا إلى أن “إسرائيل على شفا حرب أهلية”.
وفي الختام، أكد بريك أن استمرار الحرب في ظل الظروف الحالية لا يخدم مصلحة إسرائيل، ولذلك فإن التغيير المطلوب: إعادة بناء الجيش وتوسيع القوات البرية وإعداد الجيش والدولة للتهديدات المستقبلية.
المصدر: رأي اليوم