You are currently viewing الشيخ قاسم: لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله.. ولبنان لن يسير بالوصاية الأميركية

الشيخ قاسم: لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله.. ولبنان لن يسير بالوصاية الأميركية

تدرّج الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمةٍ له، اليوم الجمعة، حول الاستراتيجية الدفاعية في لبنان، من الهدوء التحليلي إلى الحزم الاستراتيجي. وتحدّث في خطاب يستبطن القوة، ولا يتنازل عن العقلانية، عن أهمية سلاح حزب الله، وعدم وجود أيّ قدرة على نزعه من أيادي المقاومين.

وجاء الخطاب في ظلّ تعقيدات المرحلة، ووسط كثرة الأصوات الشاذة ضد المقاومة، مثبتاً الثقة داخلياً، ومؤكداً للخارج بأن حزب الله لا يزال متماسكاً ومترابطاً.

وفي كلمته، أكد الشيخ قاسم، أنّ لبنان، بشعبه ومقاومته ودولته، “التزم بالكامل بالاتفاقات المبرمة لوقف إطلاق النار في لبنان”، في حين أنّ “إسرائيل” لم تلتزم بها، مشدداً على أنّ “الفرصة التي نمنحها للدبلوماسية ليست مفتوحة”.

وأشار إلى أنّ حديث “إسرائيل” عن نزع سلاح المقاومة “يهدف إلى إضعاف لبنان واحتلاله”، ضمن إطار مشروع “إسرائيل” التوسّعي، لافتاً إلى أنّه “واهمٌ من يفكّر بأنّ المقاومة ضعيفة”.

وأضاف أنّ المقاومة في لبنان، حقّقت إنجازات عظيمة ومؤثّرة على مدى 40 سنة، وأنها كانت ردة فعل على الاحتلال، خاصة في ظل عدم قدرة الدولة اللبنانية على حماية الأراضي والمواطنين.

كما أشار إلى أنّ “إسرائيل” لا تكتفي بفلسطين المحتلة، “بل تسعى لأخذ لبنان أيضاً”، مؤكداً أنّ المقاومة استطاعت منع “إسرائيل” من تحقيق أهدافها.

كذلك، أوضح أنّ اتفاق وقف إطلاق النار، هو نتيجة “صمود المقاومة، ولولا هذا الصمود لاستمرت إسرائيل في عدوانها”، مشدّداً على أنّ المقاومة لن تُهزم، لأنها صاحبة الأرض، ولأنّ مقاوميها “استشهاديون”.

سلاح المقاومة مكرّس حصرياً لمواجهة “إسرائيل”
وشدّد الشيخ قاسم، على أنّ المقاومة اللبنانية، بدعمٍ من الجيش اللبناني والشعب، تُشكّل سدّاً منيعاً أمام تحقيق “إسرائيل” أهدافها. وأكّد أنّ سلاح المقاومة مكرّس حصرياً لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ المشكلة الأساسية في لبنان “تكمن في استمرار الاحتلال، لا في سلاح المقاومة”.

وأشار إلى أنّ هناك جهات داخلية وأصواتاً نشازاً، “تحاول تصوير سلاح المقاومة كمشكلة”، في حين أنّه يُمثّل ركيزةً أساسية في الدفاع عن لبنان.

وأَضاف: “على مدى 40 عاماً، حقّقت المقاومة إنجازات عظيمة، ومنعت العدو من تحقيق أهدافه، وأنّها ستستمر في التصدّي لأيّ عدوان، مستندةً إلى قوة الموقف والوحدة الوطنية”.

كما أكّد أنّ المقاومة ليست في موقع الضعف، بل هي رمزٌ للعزة والكرامة، وأنّها ستبقى حاضرةً في الميدان، ولن تسمح للعدو بفرض شروطه على لبنان.

نزع سلاح المقاومة خدمة مجانية للعدو
وبلهجة حاسمة، شدّد الشيخ قاسم على أنّ أيّ محاولة لنزع سلاح المقاومة تُعدّ “خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي” وتهدف إلى إثارة الفتنة بين المقاومة والجيش اللبناني.

وتابع أنّ المقاومة لن تسمح لأحد بنزع سلاحها، وأنّ هذا السلاح هو الذي “حرّر البلاد وحمى سيادتها، وسيبقى باقياً ومتقدّماً لصنع مستقبل لبنان”.

وأكد أنّ المقاومة، إلى جانب الجيش والشعب اللبناني، تشكّل دعامة أساسية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ “إسرائيل” لا يمكنها تحقيق أهدافها في ظل هذا التلاحم الوطني.

وأشار إلى أنّ المقاومة ستبقى مستمرة ما دامت هناك أراضٍ محتلة، وأنّ سلاحها موجّه حصراً نحو العدو الصهيوني، ولا علاقة له بالداخل اللبناني.

كما دعا إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتصدّي لأيّ محاولات لإضعاف المقاومة، مؤكداً أنّ “من لديه أشرف الناس لا يهاب العالم كلّه، ومن لديه أشرف الناس يقف بينما الجبناء يهربون”.

اتفاق وقف النار محصور في جنوب الليطاني
وفي السياق نفسه، أكّد الأمين العام لحزب الله، أنّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه الحزب يقتصر حصراً على منطقة جنوب نهر الليطاني وهذا وارد فيه 5 مرات، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق يُعدّ آلية تنفيذية للقرار الدولي 1701 وليس اتفاقاً جديداً.

 

وأوضح أنّ الاتفاق ينص على التزام “إسرائيل” بالانسحاب من الأراضي اللبنانية، وأن أي نقاش حول بنود أخرى في القرار 1701 يجب أن يأتي بعد تنفيذ “إسرائيل” لالتزاماتها.

وشدد على 3 قواعد أساسية يجب أن تحكم أي حوار: حماية سيادة لبنان وتحرير أرضه، استثمار قوة المقاومة وسلاحها في أي استراتيجية دفاعية، ووقف جميع أشكال العدوان على لبنان.

وأشار إلى أنّ هناك تبادل رسائل إيجابية مع رئيس الجمهورية، جوزاف عون، بشأن تطبيق الاتفاق في جنوب الليطاني وكانت “رسائل إيجابية وستبقى”، مؤكداً استعداد الحزب للمشاركة في الحوار عندما يُدعى إليه، ولكن ليس تحت ضغط الاحتلال.

لن نقبل بابتزاز المقاومة تحت عنوان إعادة الإعمار
وأكّد الشيخ قاسم، أنّ الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، يتطلب أولاً تنفيذ المرحلة الأولى، التي تشمل انسحاب “إسرائيل” من جنوب نهر الليطاني ووقف اعتداءاتها، بما في ذلك الخروقات الجوية، وبداية الإعمار الفعلي.

 

وعن الاستراتيجية الدفاعية، قال الشيخ قاسم: “الاستراتيجية الدفاعية يجب أن تناقش المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية في سياسة دفاعية متكاملة”، مردفاً أنّه “لن نناقش الاستراتيجية الدفاعية في وسائل الإعلام ولدينا حديث في التفاصيل عندما تنعقد الطاولة”.

وشدد على أنّ حزب الله أنجز ما عليه في الاتفاق، “فلتنجز إسرائيل ما عليها والدولة كذلك”، متابعاً: “إذا ما قرّرت الدولة محاربة إسرائيل، فنحن معها، وسنقاتل إلى جانب الجيش مهما كلّف الأمر”.

وشدّد الشيخ قاسم، على أنّ إعادة الإعمار “ليست منّة من أحد، ولن يُقبل بابتزاز المقاومة تحت هذا العنوان”، مضيفاً: “يقولون إنهم يربطون إعادة الإعمار بالسلاح، ونقول نحن من نربط السلاح بإعادة الإعمار”.

وبشأن تدخّلات الولايات المتحدة الأميركية، قال الشيخ قاسم إنّه لا يمكن أن يسير لبنان بالوصاية الأميركية، “فهي الشيطان الأكبر وهي ترعى الغدة السرطانية إسرائيل”.

سنخوض الانتخابات البلدية بالتفاهم
واستنكر الشيخ قاسم التطاول على المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، ونائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، واصفاً كل من يهاجمهما “بالأصوات النشاز”، وداعياً إلى محاكمتها.

وقال: “الشيخ الخطيب له مواقف وطنية عظيمة، وله دور كبير في الوحدة الوطنية وهو من الداعمين للمقاومة”، مردفاً بقوله: “كلنا معك ونحن واحد”.

وعن مشاركة حزب الله في الانتخابات البلدية، قال الشيخ قاسم “سنخوض الانتخابات البلدية بالتفاهم والتنسيق الكامل مع حركة أمل”.

وبشأن المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة، تمنّى الشيخ قاسم أن تنجح، معتبراً أنها “مصلحة للجميع”.

وفي ختام خطابه، وجّه الأمين العام لحزب الله، التحية إلى الشعب اليمني العظيم، قائلاً: “أنتم إضاءة من إضاءات المقاومة والشرف”، مشدّداً على أنّ “فلسطين ستبقى البوصلة، وجرائم القتل والتجويع في غزّة إدانة للعالمين العربي والإسلامي”.

 

المصدر: الميادين

الشيخ قاسم: لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله.. ولبنان لن يسير بالوصاية الأميركية | الميادين

شارك المقالة