You are currently viewing تحديات كبيرة تنتظر “السنوار”.. الحرب على غزة وقيادة أطر الحركة السياسية والعسكرية في أصعب الأوقات

تحديات كبيرة تنتظر “السنوار”.. الحرب على غزة وقيادة أطر الحركة السياسية والعسكرية في أصعب الأوقات

يستعد يحيى السنوار، قائد حماس الجديد، الذي أوكلت له رئاسة المكتب السياسي خلفا لإسماعيل هنية، لإدارة ملفات الحركة في واحد من أصعب الأوقات التي مرت عليها منذ تأسيسها عام 1987.

مهمة في أصعب الأوقات
لا يُعرف حاليا كيف سيصار إلى تسلم القائد الجديد منصب رئاسة المكتب السياسي لحماس، بسبب ظروف الحرب على غزة، وملاحقته من قبل الاحتلال. لكن مصدرا من حماس يؤكد أن المرحلة الحالية، خاصة بعد اشتداد عمليات اغتيال القيادات، وما يعيشه قطاع غزة من حرب مدمرة، طالت مركز ثقل الحركة وقوتها الفعلية، تعد أشد المراحل صعوبة التي تواجه قيادة حماس منذ تأسيسها.

ويؤكد هذا المصدر، أن الحركة لم تواجه وضعا كهذا حتى في فترة الانتفاضة الأولى التي اندلعت مع تأسيس حماس في ديسمبر من العام 1987، ولا حتى حين اعتقلت دولة الاحتلال أبرز قادة الحركة، وقامت بعدها بنفيهم إلى جنوب لبنان، حيث تمكنت والحديث للمصدر وقتها قيادة الحركة من إيجاد بديل من الصف الثاني والثالث لتولي مهمة القيادة في الضفة وغزة.

وقد علقت هيئة البث الإسرائيلية على تعيين السنوار بالقول إنه كان مفاجئا ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس في غزة قوية وقائمة وستبقى.

وتعد الحرب على غزة، والتوصل إلى صيغة توقف عمليات القتل المستمرة والتوغلات البرية العنيفة والمدمرة، أبرز التحديدات التي ستواجه قائد حماس الجديد، بالإضافة إلى خطط إسرائيل “شطب” قيادات الحركة السياسية والعسكرية، وهو ما من شأنه أن يحدث فراغا قياديا في هذا الوقت.

 

والمعروف أن دولة الاحتلال وكذلك الدول الغربية والإدارة الأمريكية، تحمّل السنوار مسؤولية الوقوف والتخطيط لهجوم السابع من أكتوبر، وتضعه إسرائيل حاليا على قائمة الاغتيالات، وقد فشلت خلال اجتياحها السابق لمدينة خان يونس في الوصول إليه.

وحتى اللحظة، لم تنجح مجمل الاتصالات واللقاءات التي قام بها وسطاء التهدئة، في دفع إسرائيل للقبول بالمقترح المقدم، والذي يتضمن ثلاث مراحل الأولى تستمر لستة أسابيع، وتشمل صفقة تبادل أسرى، ويتخللها انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وهو ما رفضته حكومة تل أبيب، التي تصر على التوصل إلى صفقة مؤقتة لعقد صفقة تبادل، تعود بعدها للحرب من جديد.

لكن اختيار السنوار لن يؤثر على سير المفاوضات المتعثرة بالأصل، خاصة وأنه كان بالأصل حسب ما كشف سابقا، يدير المفاوضات السابقة للتهدئة، وكان يتم الرجوع إليه قبل اتخاذ أي موقف.

ترتيب أوضاع الحركة
وستكون من أول مهام قائد حماس الجديد، في حال استمرت الحرب لفترة أطول، أو انتهت قريبا، هي وضع خطة لإعادة تنظيم صفوف الحركة خاصة في قطاع غزة بسبب الحرب، والإشراف على قيادتها في القطاع، والتي تشير التوقعات إلى أنها ستشهد دخول قيادات جديدة، بعد اغتيال العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين.

 

وفي غزة التي تعد معقل الحركة وقوتها الفعلية على الأرض، ومكان حكمها الحقيقي، دمر جيش الاحتلال خلال الهجمات المتواصلة منذ 10 شهور كل مقرات ومواقع ومؤسسات حماس سواء السياسية أو العسكرية، وتعمد كذلك إحداث دمار كبير في المباني والبنى التحتية، حيث يفوق الدمار في بعض المدن 80% من مبانيها وطرقها، وهذه ستكون أيضا من أبرز التحديات والملفات الصعبة أمام قائد الحركة الجديد، وهو أمر جلي في طلبات حماس السابقة خلال محادثات التهدئة، التي كانت تركز على سرعة إغاثة سكان قطاع غزة وإعادة إعمار الدمار الذي خلفته الحرب.

مهمة صعبة
يقول الكاتب والمحلل السياسي توفيق أبو شومر، لـ”القدس العربي”، إن السنوار سيواجه صعوبات كثيرة في إعادة بناء أطر تنظيم الحركة سواء السياسية أو العسكرية، التي تضررت خلال الحرب المستمرة ضد غزة، حيث تعمدت إسرائيل تدمير كل مؤسسات حماس، علاوة على تصفيتها الكثير من قادتها السياسيين والعسكريين.

ويؤكد أنه سواء خلال الحرب أو بعدها، فلن يكون الأمر سهلا على السنوار ولا غيره من قادة حماس.

ويرى أبو شومر أيضا، أن اختيار السنوار من المحتمل أن يصعّب مهمة إعادة فتح خطوط الاتصال “السرية” بين حماس والدول الغربية.

ورأى أن حماس تحاول من وراء اختيار السنوار لهذا المنصب، تجديد نفوذها وقوتها من جديد في الأوساط الشعبية الفلسطينية خارج قطاع.

 

الصحافي المصري صلاح جمعة، المختص بالشأن الفلسطيني، كتب على صفحته في “فيسبوك” حول اختيار السنوار رئيسا لحماس، وقال إنها تحمل رسالة تحد إلى إسرائيل، وأضاف: “أرادت حماس الرد بتعيين السنوار، المعروف بتشدده، كرسالة واضحة بتصعيد الموقف وتحدي إسرائيل”، وأضاف: “السنوار معروف بمواقفه المتشددة تجاه إسرائيل، وهو ما يعزز من موقف الحركة في مواجهة الضغوط الخارجية، ويعطيها قوة تفاوضية أكبر في أي محادثات مستقبلية”.

ويرى أن تواجد السنوار في غزة، يضمن قربه من القواعد الشعبية والمقاتلين، مما يسهل التواصل المباشر واتخاذ القرارات السريعة والفعالة في مواجهة الأوضاع المتوترة، لافتا إلى أن السنوار يمتلك خبرة طويلة في القيادة والعمليات الميدانية، ويضيف: “هو يعتبر واحداً من القادة الذين لديهم القدرة على إدارة الحركة في أوقات الأزمات والصراعات”.

ويؤكد أنه بتعيين السنوار “توجه حماس رسالة واضحة بأنها مستعدة لتصعيد المواجهة مع إسرائيل، وأنها لن تتراجع عن موقفها السياسي والعسكري”، لافتا إلى أن السنوار، بصفته أحد القادة الميدانيين البارزين، “لديه القدرة على توحيد صفوف الحركة وقيادتها بشكل فعال، خصوصاً في ظل الضغوط والتحديات الكبيرة التي تواجهها”.

 

الشراكة في صنع القرار
كما ستكون أمام قائد حماس الجديد مهمة الإبقاء على الحركة كشريك في صنع القرار الفلسطيني وفي إدارة قطاع غزة، وسط شروط إسرائيلية ومطالب غربية وأمريكية، بإزاحة الحركة التي كانت تحكم قطاع غزة بالكامل قبل أحداث السابع من أكتوبر، وهو أمر يعد صعبا للغاية، بسبب تغير المواقف الدولية والإقليمية جراء الحرب.

وإلى جانب هذا، سيكون السنوار أمام تحدٍ آخر، وهو الشكل الذي سيكون عليه الجناح العسكري للحركة “كتائب عز الدين القسام” بعد الحرب، وطريقة عمله في الفترة القادمة، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية باستمرار ملاحقة قادته وأعضائه.

وهناك توقعات تشير إلى أن كتائب القسام ستعود للعمل السري بعيدا عن الأنظار، خاصة وأن الظروف الحالية لم تعد كما كانت قبل السابع من أكتوبر، عندما تمكن نشطاء القسام من اختراق حصون إسرائيل على طول حدود غزة، وتنفيذ هجوم قوي على الثكنات العسكرية والمستوطنات القريبة من الحدود، ما أسفر عن مقتل وأسر مئات الإسرائيليين.

 

القدس العربي

شارك المقالة