You are currently viewing التعلق بشخص في علم النفس​: هل هو حب حقيقي أم مجرد وهم؟

التعلق بشخص في علم النفس​: هل هو حب حقيقي أم مجرد وهم؟

ماذا يعني التعلق بشخص في علم النفس​ ؟ أحيانًا تجد المرأة نفسها متعلقة بشخص ما لدرجة أنها تشعر بعدم قدرتها على الاستمرار بدونه. تفكر فيه طوال الوقت، تراقب تصرفاته، وتبحث عن أي علامة تدل على اهتمامه بها. لكنها قد تتساءل: هل هذا الشعور هو الحب الحقيقي، أم أنه مجرد تعلق نفسي غير صحي؟ في الواقع، التعلق بشخص في علم النفس يختلف تمامًا عن الحب. فهو نمط من الارتباط العاطفي الذي قد يتحول إلى عبء نفسي إذا لم تتم إدارته بشكل صحي.

لهذا السبب، سنشرح في هذا المقال ما يحدث عندما يتعلق قلبك بشخص، ونناقش الأسباب النفسية التي تدفعك إلى التعلق الشديد. بعد ذلك، سنوضح الفرق بين التعلق والحب، وأختم المقال بتقديم وجهة نظري حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة بطريقة واعية ومتوازنة.

ماذا يحدث إذا تعلق قلبك بشخص؟
ماذا يحدث عند التعلق بشخص في علم النفس​ ؟ عندما يتعلق الإنسان بشخص معين، فإنه يمر بتغيرات نفسية وعاطفية تؤثر على تفكيره وسلوكياته اليومية. في هذه الحال، يصبح الشخص الآخر محور اهتمامه، ويسيطر على أفكاره ومشاعره بطريقة قد تكون غير صحية.

أهم التغيرات النفسية والعاطفية التي تحدث عند التعلق الشديد:
الشعور بالسعادة عند التواصل معه: بمجرد أن تتلقى المرأة رسالة أو مكالمة من الشخص الذي تعلّقت به، يرتفع مستوى هرمون الدوبامين في الدماغ، مما يولد شعورًا مؤقتًا بالسعادة. لكن بمجرد غيابه، تشعر المرأة بالحزن أو القلق، وكأنها بحاجة دائمة إلى جرعة جديدة من اهتمامه.
الخوف من الفقدان والانفصال: عند التعلق العاطفي الشديد، يصبح الشخص مصدر أمان عاطفي، مما يجعل فكرة فقدانه مخيفة جدًا. وهذا قد يؤدي إلى سلوكيات غير متوازنة، مثل محاولة التواصل المستمر أو الشعور بالغيرة المفرطة.
انخفاض القدرة على التركيز وممارسة الأنشطة اليومية: قد يستهلك التفكير المستمر في الشخص المتعلق به طاقة ذهنية كبيرة. مما يؤدي إلى تراجع الأداء في الدراسة أو العمل. فالمرأة قد تجد نفسها مشغولة بتحليل تصرفاته بدلاً من التركيز على حياتها الشخصية.
التضحية المفرطة بالرغبات والحدود الشخصية: قد تبدأ المرأة بتغيير شخصيتها وسلوكها فقط لإرضاء الشخص الذي تعلّقت به. فمثلًا، قد تتخلى عن هواياتها أو تغير طريقة تفكيرها فقط للحصول على قبول هذا الشخص. مما قد يؤدي إلى فقدان هويتها الحقيقية بمرور الوقت.
بالتالي، فإن التعلق المفرط قد يكون تجربة عاطفية قوية. لكنه قد يتحول إلى مشكلة نفسية إذا لم يتم التعامل معه بوعي.

ما هو سبب التعلق الشديد بشخص؟
ما هي أسباب التعلق بشخص في علم النفس​ ؟ في الحقيقة، لا يحدث التعلق العاطفي صدفة، بل غالبًا ما يكون نتيجة تجارب سابقة أو عوامل نفسية عميقة. في علم النفس، هناك عدة أسباب تجعل المرأة تتعلق بشخص معين أكثر من غيره.

1. نقص الحب والاهتمام في الطفولة
عندما لا يحصل الطفل على الاهتمام العاطفي الكافي من والديه، فإنه قد يكبر وهو يبحث عن هذا الإحساس بالأمان في الآخرين. لذلك، عندما تجد المرأة شخصًا يظهر لها اهتمامًا خاصًا، فإنها قد تتعلق به بشدة خوفًا من فقدانه.

2. انخفاض تقدير الذات
قد تبحث المرأة التي تعاني من قلة الثقة بالنفس عن شخص يمنحها شعورًا بالقيمة والأهمية. بالتالي، كلما قدم لها هذا الشخص القليل من الاهتمام، شعرت بأنها بحاجة إليه أكثر.

3. التجارب العاطفية المؤلمة السابقة
إذا تعرضت المرأة لعلاقة انتهت بصدمة نفسية، فقد تصبح أكثر تعلقًا بشريكها الجديد خوفًا من أن تعيش نفس الألم مرة أخرى. هذا يجعلها تبالغ في التمسك به حتى لا تفقده.

4. الاحتياج العاطفي وعدم الشعور بالأمان
غالبًا ما يبحث النساء اللواتي يشعرن بفراغ عاطفي عن شخص يملأ هذا الفراغ. لكن المشكلة أن هذا النوع من التعلق قد يكون غير صحي، لأن المرأة لا تحب الشخص لذاته، بل لأنها تحتاج إليه فقط لتعويض نقص داخلي.

5. العوامل البيولوجية والكيميائية في الدماغ
أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من هرمون الأوكسيتوسين (هرمون التعلق) يكونون أكثر عرضة للارتباط العاطفي بسرعة. حتى لو لم يكن الشخص الآخر مناسبًا لهم.

بسبب هذه العوامل، يمكن أن يتحول التعلق العاطفي إلى سلوك غير صحي إذا لم تكن المرأة قادرة على بناء استقلالها العاطفي.

هل التعلق بشخص يعني الحب؟
هل التعلق بشخص في علم النفس​ يعني الحبّ؟ غالبًا ما يخلط الناس بين الحب والتعلق، لكن هناك فرق كبير بينهما. الحب هو شعور ناضج ومتوازن يقوم على الاحترام المتبادل. بينما التعلق قد يكون استجابة نفسية غير واعية مبنية على الحاجة العاطفية.

الفرق بين التعلق والحب:
الحب يقوم على العطاء المتبادل، بينما التعلق يعتمد على الأخذ والاعتماد العاطفي الزائد.
الشخص الذي يحب بشكل صحي يمكنه العيش بسعادة سواء كان مع شريكه أم لا. بينما الشخص المتعلق يشعر بعدم القدرة على العيش بدون الآخر.
في الحب، يدعم الطرفان بعضهما البعض دون فقدان هويتهما الشخصية. بينما في التعلق، قد يتغير أحدهما كليًا ليناسب توقعات الآخر.
العلاقة القائمة على الحب تتحمل التحديات والخلافات. بينما العلاقة المبنية على التعلق تنهار عند أول مشكلة.
بالتالي، ليس كل تعلق يعني حبًا حقيقيًا. أحيانًا يكون التعلق مجرد استجابة نفسية لحاجة داخلية لم يتم تلبيتها بعد.

الخلاصة
التعلق بشخص في علم النفس قد يكون طبيعيًا إذا كان ضمن الحدود الصحية، لكنه يصبح مشكلة عندما يتحول إلى اعتماد عاطفي غير متوازن. لذلك، من المهم أن تفهم المرأة دوافع تعلقها، وأن تعمل على بناء استقلالها العاطفي حتى لا تصبح رهينة لمشاعرها. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ نصائح ذهبيّة تجعل العلاقة بين الرجل والمرأة​ ناجحة وأبديّة!

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الحب الحقيقي يبدأ عندما تشعر المرأة بالاكتفاء الذاتي، بحيث لا تحتاج إلى وجود شخص معين لتشعر بالسعادة. على كل امرأة أن تبني ثقتها بنفسها، وأن تدرك أن قيمتها لا تعتمد على وجود شخص في حياتها. فكلما كانت أكثر استقلالية، كلما استطاعت بناء علاقة عاطفية صحية قائمة على الحب الحقيقي، وليس على الحاجة أو الخوف من الوحدة.

تم نشر هذا المقال على موقع عائلتي

 

التعلق بشخص في علم النفس​: هل هو حب حقيقي أم مجرد وهم؟

شارك المقالة