شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية، ليلة الجمعة واليوم السبت، سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، وأسفرت عن إصابات واعتقالات وعمليات نزوح، بالإضافة إلى هدم منازل ومواجهات مع الفلسطينيين.
العدوان على مدينة طولكرم ومخيمها
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة الغربية لليوم الـ41، وعلى مخيم “نور شمس” لليوم الـ28، وسط تصعيد عسكري وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل. وأسفر العدوان عن استشهاد 13 فلسطينيًا، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، مع نزوح قسري لأكثر من 9 آلاف مواطن من مخيم “نور شمس”، و12 ألفًا من مخيم طولكرم.
ودفعت قوات الاحتلال، اليوم السبت، بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيميها، حيث نشرت آلياتها وفرق المشاة في الشوارع والأحياء، وتمركزت في محيط ومداخل مخيمي طولكرم و”نور شمس”، تزامنًا مع إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية والضوئية، وسط دوي انفجارات متكررة.
وتواصل آليات الاحتلال والجرافات الثقيلة تمركزها أمام المنازل والمباني السكنية التي استولت عليها وحولتها إلى ثكنات عسكرية في شارع “نابلس”، الذي يربط بين المخيمين. ويقوم الجنود بإيقاف المركبات وتفتيشها، إضافة إلى التدقيق في هويات الفلسطينيين واحتجازهم للاستجواب.
وفي مخيم طولكرم، طارد جنود الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين أثناء محاولتهم دخول المخيم للوصول إلى منازلهم وتفقد ممتلكاتهم. وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت تجاه الأهالي، واحتجزت عددًا منهم، وأجبرتهم على مغادرة المخيم، مهددة بإطلاق النار عليهم في حال عودتهم.
ونصبت قوات الاحتلال كاميرات مراقبة فوق أسطح المنازل التي استولت عليها وحولتها إلى ثكنات عسكرية داخل المخيم. ويشهد المخيم دمارًا واسعًا في البنية التحتية، مع هدم جزئي وكامل لعشرات المنازل، فيما تحولت المنازل المتبقية إلى نقاط عسكرية، وسط عمليات تفجير متكررة تُسمع أصداؤها على فترات متقطعة.
وفي مخيم “نور شمس”، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية، مع استمرار الحصار المشدد، حيث تواصل مداهمة المنازل وإجبار سكانها على إخلائها بالقوة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية. وتزامن ذلك مع عمليات تدمير ممنهجة للبنية التحتية وهدم منازل في حارة “المنشية”، التي شهدت تدميرًا كاملاً ضمن مخطط يهدف إلى شق طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمخيم، حيث تم هدم أكثر من 28 منزلًا خلال أسبوع واحد.
وأطلقت قوات الاحتلال، في وقت متأخر من الليل، القنابل الضوئية فوق حارة “المسلخ” في مخيم “نور شمس”، تزامنًا مع عمليات تفتيش وتمشيط واسعة في المنطقة.
العدوان على مدينة جنين ومخيمها
دخل عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، يومه الـ47 على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية، حيث أسفر حتى الآن عن استشهاد 30 فلسطينيًا، وإصابة العشرات، ونزوح آلاف الفلسطينيين، وسط دمار غير مسبوق شمل هدمًا وحرقًا للمنازل. وقد هجّر الاحتلال حتى الآن قرابة 20 ألفًا من سكان مخيم جنين، الذين توزعوا على نحو 39 بلدة وهيئة محلية.
وأفادت مصادر صحفية، نقلًا عن الهلال الأحمر الفلسطيني، صباح اليوم، بإصابة فلسطيني جراء اصطدام آلية عسكرية لجيش الاحتلال بمركبته في جنين.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، احتجز جيش الاحتلال مجموعة من الشبان الفلسطينيين، وأخضعهم لتحقيق ميداني خلال اقتحامه المستمر لمدينة جنين.
اعتداءات في مناطق ومدن أخرى بالضفة الغربية
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، من الجهة الغربية، وداهمت بناية سكنية قرب مفرق “زواتا”، وحطمت محتويات منزل يعود لعائلة صنوبر.
وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة في محيط جامعة القدس المفتوحة، وحيي “إسكان الصيادلة”، و”المعاجين” غربا، وسط إجراءات تفتيش في المنطقة، التي تتعرض لاقتحامات متكررة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
واقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، بلدة “قصرة” جنوب نابلس، وداهمت عدة منازل، واستولت على تسجيل لكاميرات المراقبة.
وأصيب ليلة أمس الجمعة، شابا برصاصة من النوع الحي هلال اقتحام الاحتلال لمخيم “الفوار” جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، حيث اقتحمت القوات المخيم وسط إطلاق الرصاص الحي، والغاز السام في أزقة وأحياء المخيم.
ويتعرض مخيم “الفوار” إلى عمليات مداهمة يومية، والتي يتخللها حملات الاعتقال والتحقيق الميداني، إلى جانب عمليات إطلاق الرصاص والغاز السام بشكل عشوائي على الفلسطينيين ومنازلهم.ففي
واقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، منزل الأسيرين المحررين في صفقة “طوفان الأحرار”، أكرم ونصر بدوي أبو سنينة، بمدينة الخليل.
وهاجم عشرات المستوطنون الإسرائيليون المسلحون، بحماية قوات الاحتلال، مساء أمس الجمعة، تجمع “رأس عين العوجا” البدوي شمالي مدينة أريحا بالضفة الغربية، وسرقوا العشرات من رؤوس الأغنام.
وطالت الاقتحامات بلدة “عزون” شرق قلقيلية بالضفة الغربية، حيث اعتقلت الشاب الفلسطيني راشد رضوان من منزله.
واقتحمت قوة من جيش الاحتلال، ليلة أمس الجمعة، بلدة “بيت فجار” جنوب بيت لحم بالضفة الغربية، من مدخلها الغربي، وتمركزت في منطقة المثلث وسط البلدة، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام باتجاه الفلسطينيين ما تسبب بإصابات بالاختناق، كما انتشرت القناصة على أسطح المنازل.
وأغلقت قوات الاحتلال، ليلة أمس الجمعة، المحلات التجارية في قرية “حارس” غرب سلفيت بالضفة الغربية، وأطلقت قنابل الصوت تجاه المواطنين.
المصدر: قدس برس
تصعيد إسرائيلي متواصل في الضفة: اقتحامات واعتقالات وحصار وتدمير واسع – وكالة قدس برس للأنباء
