You are currently viewing لماذا قرّر الأمير بن سلمان بهذا التوقيت فتح “طريق التوبة” لمُعارضيه وتعهّد بعدم مُعاقبتهم حال عودتهم للسعودية؟.. رئيس جهاز أمن الدولة أطلّ بـ”الرسالة” عبر (MBC) فما الغاية وحدّد الشروط ما هي؟ وخاطب المُغرّر بهم فماذا قال؟.. كيف سيكون وقع القرار؟

لماذا قرّر الأمير بن سلمان بهذا التوقيت فتح “طريق التوبة” لمُعارضيه وتعهّد بعدم مُعاقبتهم حال عودتهم للسعودية؟.. رئيس جهاز أمن الدولة أطلّ بـ”الرسالة” عبر (MBC) فما الغاية وحدّد الشروط ما هي؟ وخاطب المُغرّر بهم فماذا قال؟.. كيف سيكون وقع القرار؟

لا تخوض الأدبيات السعودية الرسمية عادةً بما يخص المُعارضين لنظام الحكم، وتتجاهلهم في السياق الإعلامي الرسمي حتى، ولكن تجرى مُواجهتهم غير الرسمية عبر اللجان الإلكترونية، وتتبّع حساباتهم، والرد على ما يبث عليها، حيث يُتابع هؤلاء المُعارضين عشرات الآلاف عبر حساباتهم التواصلية، وينشرون وجهة نظرهم وروايتهم بخصوص الأحداث السياسية في المملكة، وغالبية وجهات النظر هذه تكون نقدية، وبعضها لاذع أحيانًا، وفضائحي أحيانًا أخرى.
وعلى غير العادة، وفي خطوة تبدو مدروسة، ولها ما لها من دلالات في التوقيت، أطل “رئيس جهاز أمن الدولة عبد العزيز الهويريني حاملًا معه رسالة للمُعارضين في الخارج، وجاءت هذه الرسالة كما قال الهويريني بـ”توجيه حرفي” من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

واختار رئيس جهاز أمن الدولة أن يخرج بالرسالة عبر قناة (MBC)، ولافت أنه لم يخرج عبر قنوات الدولة الحكومية الإخبارية أو المحلية، لتحمل الدعوة فيما يبدو طابعًا أكثر ودًّا، وأقل رسمية.
وقال رئيس جهاز أمن الدولة في رسالته المُوجّهة من قبل الأمير بن سلمان، “المملكة تُرحّب بعودة من يسمّون أنفسهم معارضة في الخارج، بشرط ألا يكون عليهم حق خاص كجرائم القتل أو السرقة أو الاعتداء”.
ويبدو أن هذه الدعوة السعودية الودّية للمُعارضين، تأتي في توقيت قريب من سُقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث القمع وتراجع الحريّات، والديكتاتورية الأمنية، كانت من أهم الأسباب التي لم تُدعّم الجبهة الداخلية للدولة السورية، فوجد الإسلاميون ضالتهم وأسقطوا الدولة السورية، فيما أنظمة عربية أخرى تتوجّس من سيناريو مُماثل على طريقة “الربيع العربي”.
ad
في التوقيت، تريد القيادة السعودية تمتين الجبهة الداخلية السعودية، وخلق جبهة مُوحّدة حتى مع مُعارضيها في الخارج، وذلك في وجه أي مواجهة قادمة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتعلّق بأسعار النفط، واستغلال ملف حقوق الإنسان لرفعه بوجه المملكة كورقة ضغط، إضافةً إلى المشاريع التي يعدّها ترامب للمنطقة وغزة، والتي قال إنها ستُموّل من دول المنطقة الثرية والسعودية على رأسها بطبيعة الحال.
أفرجت السلطات السعودية بالفِعل وفق تقارير صحفية وخلال الأسابيع الماضية عن العشرات من المعتقلين بينهم دعاة وناشطون وأكاديميون بارزون.
ثمّة أيضًا مُواجهة حالية سياسية وإعلامية سعودية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي دعا إلى إقامة دولة فلسطينية على أراضي السعودية “الشاسعة”، بعد اشتراط المملكة قيام دولة فلسطينية لقُبولها التطبيع.
وتأتي تلك الخطوة كبادرة حُسن نيّة من السلطات السعودية تجاه مُعتقلي الرأي، وفتح المجال مُستقبلًا أمام حريّات أكبر، وذلك لسد أي ثغرات قد تُستغل ضدها غربيًّا.
وخاطب رئيس جهاز أمن الدولة “المُغرّر بهم” قائلًا: “من كان مجرد مُغرّر به أو مُستغل من جهات مُغرضة، فإن الدولة لن تُعاقبه إذا قرّر العودة، وذلك بتوجيه من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
وتُطرح تساؤلات حول ردّة فِعل المُعارضين السعوديين على هذه الدعوة السعودية غير المسبوقة، وما إذا كانت ستدفعهم للعودة إلى بلادهم، أو على الأقل الكف عن معارضة نظام بلادهم، ونقده، والرغبة عند بعضهم في تغييره.
هذه جملة لافتة وستؤرّخ لمرحلة جديدة في العربية السعودية حين قال رئيس جهاز أمن الدولة في رسالته: “يعودون مرحبًا بهم، ولن ينالهم أي عقاب”.
لعلّ الدعوة تحتاج إلى المزيد من زرع الثقة المُتبادلة بين الحكومة السعودية ومن يُعارضها من أبنائها، وذلك في سياق الأصوات المُعارضة التي خرجت وينتابها الشك حول الدعوة أمثال المعارض السعودي البارز عمر الزهراني، والذي أكد عدم رغبته بالعودة، نافيًا عودة الأسماء المُعارضة الكبيرة المعروفة للسعودية.
وأضاف رئيس جهاز أمن الدولة في عبارة توقّف عندها المعلقون، وتساءلوا حول مدى واقعيتها حين قال إن “قرابة 20 بالمئة من السعوديين الموقوفين في البلاد، أُوقفوا برغبة أهاليهم أو بطريقة مُرتّبة مع أهاليهم (أسرهم)، الذين بدأوا يشعرون بأن الدولة تُعالج ولا تُعاقب، ما دام لا يزال الشخص في مرحلة الأفكار”.
هذه الدعوة لمُعارضين الخارج، قد تكون مقدمة وفق مراقبين للإفراج عن قائمة طويلة من مُعارضي الداخل، من بينهم أسماء كبيرة تشمل رجال دين ونشطاء، جرى اعتقالهم وفق قانون مُكافحة الإرهاب الذي جرى تبنّيه العام 2017، بعد أشهر من تنصيب الأمير محمد بن سلمان وليًّا للعهد في يونيو من العام ذاته.
وسهّل رئيس جهاز أمن الدولة خلال لقائه في برنامج حكاية وعد على شاشة قناة (MBC)، طريق العودة والتوبة مؤكدًا أن سفارات المملكة لديها علم بهذه التوجيهات، موضحًا أن من يرغب في العودة يمكنه التوجه إلى السفارة السعودية في الدولة التي يقيم فيها، أو التواصل عبر الرقم المعلن 990 لتحديد موقعه والتنسيق مع الجهات المختصة، كما يمكنه التواصل مع أحد أفراد عائلته لطلب المساعدة.
ولافت أن السلطات السعودية لا تُعلن إعلاميًّا عن أسماء العائدين، وذلك يأتي فيما يبدو ضمن استراتيجية موضوعة، فالهويريني شدّد على أن الدولة لا تُشهّر بمن يعود، مؤكدًا : “لدينا تواصلات كثيرة في هذا الملف، لكننا لا نقوم بالتشهير بهؤلاء، لأن الهدف هو إعادتهم إلى الوطن وليس مُعاقبتهم أو استغلالهم إعلاميًّا”.

المصدر: رأي اليوم

لماذا قرّر الأمير بن سلمان بهذا التوقيت فتح “طريق التوبة” لمُعارضيه وتعهّد بعدم مُعاقبتهم حال عودتهم للسعودية؟.. رئيس جهاز أمن الدولة أطلّ بـ”الرسالة” عبر (MBC) فما الغاية وحدّد الشروط ما هي؟ وخاطب المُغرّر بهم فماذا قال؟.. كيف سيكون وقع القرار؟ | رأي اليوم

شارك المقالة