تسعى إسرائيل إلى تعزيز العلاقات مع الأحزاب القومية اليمينية المتطرفة في أوروبا ولاسيما في دول مثل فرنسا وإسبانيا، وذلك للرد على تعاطف اليسار وجزء من الليبراليين مع القضية الفلسطينية، وكذلك الإفلات من الملاحقات القانونية بسبب الجرائم ضد الإنسانية.
وكان الصحافي باراك دفيد من موقع “أكسيوس”، كشف أن وزير الخارجية جدعون ساعر قد أوعز لوزارته” “قبل ثلاثة أسابيع ببدء محادثات مع أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا وإسبانيا والسويد“.ووفق جريدة كونفدنسيال الإسبانية في عدد الثلاثاء، فقد نأى وزير الكيان بنفسه عن إجراء اتصالات مع حزبين آخرين هما حزب البديل من أجل ألمانيا وحزب الحرية النمساوي، ربما لأنه يعتبرهما لا يزال يحملان صبغة نازية جديدة ولم يتخلصا نهائيا من مفاهيم للنازية، وإن كان الحزبان يلتقيان مع الكيان في بعض المواقف.
وتنسج حكومة بنيامين نتنياهو عبر الوزير المكلف بالشتات اليهودي في الخارج عميجاي شكيلي علاقات مع الأحزاب القومية اليمينية المتطرفة. ويجري التركيز كثيرا على فرنسا وإسبانيا بحكم القوة التي تكتسبها هذه الأحزاب في بلدين أوروبيين كبيرين، حيث يتقدم حزب فوكس الإسباني في استطلاعات الرأي، وتحول لإلى القوة الثالثة. كما أن الرهان على فوكس هو من أجل معاكسة الحكومة الإسبانية بزعامة بيدرو سانشيز التي اعترفت بالدولة الفلسطينية الصيف الماضي، وتطالب بعقوبات على الكيان. وعلاقة بفرنسا، تبقى زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف، مارين لوبين منافسة شرسة على الرئاسة خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرتين، وأصبحت قوة برلمانية وازنة في البرلمان الفرنسي تدافع عن مصالح إسرائيل.
ويبقى المثير هو أن إسرائيل تاريخيا راهنت على الأحزاب الاشتراكية والأحزاب الليبرالية لكسب الدعم وكسب التعاطف، ولهذا كان حزب العمل يبني علاقات قوية مع الأحزاب الاشتراكية الأوروبية، بينما الليكود يراهن على الأحزاب المحافظة. ولكن منذ أن تبين تراجع الكيان عن حل الدولتين، وبدأ في ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين مثل ما جرى بعد 7 أكتوبر، وأساسا بعد قرار محكمة العدل الدولية ملاحقة رئيس الحكومة نتنياهو بتهمة جرائم ضد الإنسانية، وملاحقة الجنود المشاركين في الحرب، بدأت دبلوماسية إسرائيل تبحث عن مساندين جدد لأنها فقدت الكثير من أنصارها السابقين.
وتاريخيًا، كانت إسرائيل حذرة من اليمين القومي الأوروبي المتطرف بسبب إعجاب هذا اليمين بأفكار معاداة للسامية وتحميل اليهود الكثير من مشاكل أوروبا. ومع ذلك، حاولت بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 أن تنأى بنفسها عن هذه الجذور، وتبنت مواقف أكثر تأييدًا لإسرائيل. وقد أعربت بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا عن دعم كبير للكيان، بحجة أن هناك قيمًا مشتركة بين الطرفين مثل مكافحة الإرهاب المنسوب للإسلام والدفاع عن الهوية الوطنية في مواجهة اليسار والمهاجرين المسلمين.
ومن ضمن العوامل الأخرى التي تجعل اليمين المتطرف الأوروبي يدعم إسرائيل هو دفاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إسرائيل، ويبدي هذا اليمين إعجابا شديدا بزعيم الجمهوريين في البيت الأبيض ويعتبره بوصلته في القضايا السياسية الدولية.
المصدر: القدس العربي