قوبلت الخطة التي كررها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة، برفض فلسطيني واسع، وسط تشديد على إفشالها، ووصفها بأنها تنم عن “تخبط وجهل عميق”.
وأعلن الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، وقال في تصريح صحافي نشرته وكالة الأنباء الرسمية رداً على الدعوات الأمريكية للتهجير “إننا لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها”.
وأشار إلى أن هذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيراً للقانون الدولي، مشددا على أنه لن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة، دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، على أساس حل الدولتين.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ الأربعاء، إن القيادة الفلسطينية “ترفض تهجير الشعب الفلسطيني”، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل غزة.
وأضاف الشيخ في تصريح عبر حسابه على إكس “القيادة الفلسطينية تؤكد رفضها لكل دعوات التهجير للشعب الفلسطيني من أرض وطنه. هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا سنبقى. ونثمن الموقف العربي الملتزم بهذه الثوابت”.
كما أكد على موقف القيادة الفلسطينية الثابت بأن حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو الضمان للأمن والاستقرار والسلام.
من جانبه، قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن من يريدون إرسال الفلسطينيين في قطاع غزة إلى “مكان أكثر سعادة وجمالا” يجب أن يسمحوا لهم بالعودة إلى ديارهم الأولى في إسرائيل.
جاء ذلك في تصريح للصحافيين عقب جلسة طارئة مغلقة في مجلس الأمن الدولي، حيث تمت مناقشة الوضع في غزة والضفة الغربية المحتلة، علق فيها على حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
وذكّر منصور بأن ترامب أدلى بتصريحات مماثلة سابقا، وبأن مصر والأردن أعلنتا موقفهما بشكل واضح وصريح بهذا الصدد.
ولفت إلى أن السعودية ومصر والأردن وقطر والإمارات وفلسطين أصدرت بيانًا مشتركًا ورفضت تهجير الفلسطينيين.
وقال: “غزة جزء من بلدنا، وبيتنا. وأولئك الذين يريدون إرسال سكان غزة إلى مكان أكثر سعادة وجمالا يجب أن يسمحوا لهم بالعودة إلى منازلهم الأولى في إسرائيل، هذه أماكن جميلة وسيعود شعبنا إلى هناك بكل سرور”.
وأشار منصور إلى أن 400 ألف نازح فلسطيني عادوا إلى منازلهم المدمرة شمال غزة سيرا على الأقدام خلال يومين بعد اتفاق وقف إطلاق النار، مشددا على ضرورة احترام خيارات الشعب الفلسطيني وقراراته.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني يريد إزالة الدمار في غزة وإعادة بناء مدارسه ومستشفياته وطرقاته، وعلى جميع القادة والشعوب احترام ذلك.
كما اعتبر الأمين العام لحزب المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، الأربعاء، أن تصريحات ترامب بشأن تهجير فلسطينيي قطاع غزة تمثل “دعوة للتطهير العرقي”.
وقال البرغوثي في بيان، إن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يرفض دعوات ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة.
وأضاف: “ما فشل (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو في تحقيقه بحرب الإبادة الجماعية لن تحققه الإدارة الأمريكية بالضغوط السياسية”.
وتابع: “دعوة ترامب تمثل دعوة للتطهير العرقي الذي يعتبر جريمة حرب في القانون الدولي، ونكبة جديدة للشعب الفلسطيني”.
ودعا البرغوثي كل دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية والإسلامية إلى “إعلان رفضها المطلق لهذه المخططات الخطيرة التي تنم عن جهل مطلق بطبيعة الشعب الفلسطيني وتاريخه النضالي وبحقائق المنطقة الجيوسياسية”.
من جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق، أن تصريحات ترامب بشأن “السيطرة على غزة” تعكس “تخبطاً وجهلًا عميقًا” بفلسطين والمنطقة، مؤكداً أن غزة “ليست أرضًا مشاعًا يمكن لأي طرف أن يقرر السيطرة عليها”.
وأضاف وهو ينتقد الخطة “غزة ليست أرضًا مشاعًا ليقرر أي طرف السيطرة عليها، بل هي جزء من أرضنا الفلسطينية المحتلة”، مشيرًا إلى أن أي حل يجب أن يكون قائمًا على إنهاء الاحتلال وإنجاز حقوق الشعب الفلسطيني، وليس على “عقلية تاجر العقارات، وعقلية القوة والهيمنة”.
وفي السياق، قالت حركة الجهاد الإسلامي، معلقة على تصريحات ترامب “كان ينبغي للرئيس الأمريكي وهو يمارس غطرسته ويضع شعبنا في قطاع غزة أمام خيار وحيد هو التهجير، أن يتذكر أن 15 شهراً من القصف المجنون بثمانين ألف طن من السلاح الأمريكي لم تفلح في تهجيره”.
وأضافت في تصريح صحافي مخاطبة ترامب “فهل يتوهم أن تهجره تصريحات عنصرية مراوغة مغلفة بإنسانية زائفة”، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني يمتلك دوماً خيار المقاومة التي يمارسها منذ ما يزيد على قرن كامل من الزمن، من قبل ترامب ومن بعده.
المصدر: القدس العربي