صرح الخبير العسكري الأردني نضال ابو زيد وهو ضابط إستخبارات سابق خبرته تجاوزت 27 عاما ويحظى بمتابعات ذات مصداقية على مستوى الجمهور بان الإشكال الذي تعرضت له المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في غزة تمثل في ان المستوى السياسي في حكومة تل أبيب رفع سقف الأهداف العسكرية خارج الواقع الموضوعي .
وهذا لا يصح بعرف الخبراء العسكريين وهو الأمر الذي يقترح أبو زيد انه نتج عنه الإخفاق الملموس لجيش الإحتلال الاسرائيلي في تطبيق قواعد الاشتباك والحرب على قطاع غزة مشيرا الى ان خسائر الجيش الاسرائيلي قياسا بعلم العسكرية فادحة جدا .
ولا يمكن تعويضها .
وألمح أبو زيد في لقاء جمعه بخبراء جمعية الكيميائيين الأردنيين الى ان الخسائر بالآليات مسالة ستظهر تاثيراتها المباشرة لاحقا خلافا للخسائر في الكادر البشري .
شرح أبو زيد : قواعد الإشتباك المعمول بها في مختلف الجيوش المنظمة في العالم هو ان الفرقة العسكرية الواحدة لا تخاض فيها الحرب مرتين في وقت متقارب فالقوات بحاجة لإستراحة والحرب تخرج عن سياقها اصلا اذا لم يكن لها هدفا محددا وهدفا من الطراز الذي يمكن تنفيذه.
وهو ما لم يحصل جراء صمود المقاومة الأسطوري في قطاع غزة معتبرا بان مشكلة الكادر البشري بدأت تظهر و هي المشكلة التي أدت في الجيش الإسرائيلي الى إستقالة وزير الدفاع الأسبق ولكنها مشكلة ستظهر أكثر مادامت إسرائيل تحترف اثارة المشاكل وانتاجها و العدوان على كل الشعوب المقبلة
ولاحظ ابو زيد من خلال متابعته التفصيلية بان خسائر الجيش الاسرائيلي في الآليات دفعت الوحدات العسكرية الهجومية لإستخدام ناقلات جنود اوقف العمل بها اصلا منذ عام 2006 و
بعض الانظمة التي استخدمت في المدرعات الاسرائيلية انتهى عملها مع نهاية الحقبة السوفيتية فيما اعتبر بان امكانيات كتائب القسام وفصائل المقاومة في تعويض الفاقد في الكادر البشرى خلال اسابيع قليلة شكل صدمة كبيرة لجميع خبراء العلم العسكري وتحديدا في الكيان الاسرائيلي وهو ما اقرت به مؤسسات عسكرية امريكية وغربية عميقة .
ووصف أبو زيد بان تقنيات وتكتيكات الدفاع والهجوم التي إعتمدتها المقاومة بعيدا عن عناصر الصمود والتحدي والجرأة والإقدام تصلح لأن تدرس بعد الأن في الأكاديمات العسكرية العميقة في مختلف دول العالم متوقعا ان بعض ذلك يجري الأن .
المصدر: رأي اليوم