You are currently viewing خبراء: عودة النازحين إلى شمال غزة يبدد أوهام الاحتلال

خبراء: عودة النازحين إلى شمال غزة يبدد أوهام الاحتلال

في مشهد يختزل صمود الشعب الفلسطيني، عاد النازحون إلى شمال غزة بعد وقف إطلاق النار، مؤكدين تمسكهم بأرضهم رغم الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقال الكاتب المصري، السنوسي محمد إن “عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة عقب وقف إطلاق النار تُعدّ إحدى أبرز مشاهد معركة طوفان الأقصى، والتي لا تتوقف عن تقديم الدروس والدلالات العميقة”.

وأوضح السنوسي في حديث لـ”قدس برس” أن “هذه العودة، رغم الدمار كله، أثارت دهشة المراقبين، وأثّرت في نفوس المؤيدين قبل أن تزعزع حسابات الأعداء”.

واعتبر السنوسي أن هذا المشهد “يعكس تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، وتشبثه بحقه التاريخي”، مشددًا على أن “الفلسطينيين يدركون خطورة مشاريع التهجير التي يسعى الاحتلال إلى فرضها عبر القتل والتدمير”.

وقال: “الشعب الفلسطيني يصر على العودة إلى بيوته ولو كانت ركامًا، ويرفض التهجير ولو كانت داخل الوطن”.

وأشار السنوسي إلى أن “الاحتلال كان يتوهم أن المزيد من القتل والهدم سيؤدي إلى دفع الفلسطينيين للتخلي عن أرضهم أو قبول خيار النزوح الدائم، لكن هذه العودة الجماعية التي جاءت فور الإعلان عن التهدئة أثبتت خطأ تلك الحسابات”.

وأضاف أن “الاحتلال الصهيوني كان يظن أنه كلما أمعن في قتل الغزيين، وهدم بيوتهم وتسويتها بالأرض، سيدفعهم للانفكاك عن موطنهم وتفضيل خيار التهجير أو حتى النزوح، عوضا عن العودة إلى مكان فَقَد كل مقومات الحياة، لكنه فوجئ بشعب غزة الأبيّ يدحض هذا الزعم بهذه الحشود الغفيرة التي أخذت في الزحف إلى الشمال بمجرد بدء ساعات الصباح”.

وتابع قائلًا: “هذه العودة جاءت في توقيت يحمل رمزية خاصة، إذ حدثت بعد يوم واحد من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن اتصالاته مع دول إقليمية لاستيعاب الفلسطينيين. إلا أن الشعب الفلسطيني، بموقف عملي، قدم ردًا قاطعًا على تلك التصريحات، مؤكدًا أن أرض فلسطين هي الملاذ الأول والأخير”.

واختتم السنوسي حديثه بالإشارة إلى أن “هذه العودة المكثفة ستضع الاحتلال أمام معضلة جديدة، لأنها ستجعل كلفة العدوان عالية من فاتورة الدم الفلسطيني، وتجعل من أهداف الاحتلال المتوخاة مجرد أحلام يقظة أو كوابيس؛ فإذا كان قد فشل والشمال نزح عنه الكثيرون فهل سينجح، وقد عاد إليه الكثيرون؟!”.

وفي سياق متصل، قال الباحث الكويتي المتخصص في القضية الفلسطينية عبدالله الموسوي إن “عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة ليست مجرد مشهد عابر، بل تمثل شهادة حيّة على تمسك هذا الشعب بأرضه، رغم عقود الاحتلال الممتدة وسياسات القتل والتدمير التي انتهجها الاحتلال على مدار 76 عامًا”.

وأوضح الموسوي في حديث مع “قدس برس” أن هذا المشهد الحاشد “يعكس إرادة فلسطينية صلبة تتحدى كل مشاريع التهجير والتصفية”.

وقال إن “ما شهدناه في غزة من عودة النازحين هو مقدمة رمزية لمشهد أكبر ينتظره الشعب الفلسطيني يوم تحرير كامل أرض فلسطين. إنها لحظة تحمل معاني الصمود والتحدي التي لم تندثر على مدار عقود الاحتلال”.

وأضاف أن هذه العودة “جاءت لتؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكًا بثوابته التاريخية وحقوقه القانونية، رغم المحاولات المستمرة لطمس هويته الوطنية وفرض حلول زائفة عبر التطبيع أو التسويات التي لا تلبي طموحاته”.

وأشار الموسوي إلى أن هذا الموقف “يعكس طبيعة الشعوب التي تناضل من أجل حريتها وكرامتها منذ فجر التاريخ “، مضيفًا أن “الشعب الفلسطيني، كبقية الشعوب التي تطمح للتحرر من المحتل، يدرك أن معركته طويلة ومليئة بالتضحيات، لكنه على يقين بأن النصر آت لا محالة”.

وأكد الموسوي أن “سياسات الاحتلال، التي ترتكز على الإرهاب والتدمير، لن تغير من المعادلة التاريخية التي تثبت أن المقاومة قادرة على الصمود والرد”.

وقال: “طالما أن الشعب الفلسطيني مستعد لدفع ثمن حريته من دم أبنائه، فإن الاحتلال لن ينجح في تحقيق أهدافه. معادلة الإرهاب تواجهها المقاومة، وستستمر حتى يتحقق النصر النهائي، وهو وعد إلهي لا شك فيه”.

وبدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 كانون الثاني/يناير الجاري، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

المصدر: قدس برس

https://qudspress.com/177747/

شارك المقالة