You are currently viewing التبادل: إقرارٌ الكيان بالفشل وأنّها لا تفهم إلّا لغة القوّة.. الخطر من غزّة ولبنان عائدٌ لا محال.. سلطة عبّاس وُضِعَت على الرّف رغم خدماتها للاحتلال وتصاعد المُقاومة بالضفّة يُؤرّق الكيان

التبادل: إقرارٌ الكيان بالفشل وأنّها لا تفهم إلّا لغة القوّة.. الخطر من غزّة ولبنان عائدٌ لا محال.. سلطة عبّاس وُضِعَت على الرّف رغم خدماتها للاحتلال وتصاعد المُقاومة بالضفّة يُؤرّق الكيان

هل انتصرت إسرائيل في عدوانها الأخير على قطاع غزّة ولبنان؟ وأين “النصر المُطلَق” الذي تحدّث عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؟ وكيف سيُفسِّر قادة الكيان للجمهور الصهيونيّ المُتعطّش للدماء انتهاء الحرب دون القضاء عسكريًا ومدنيًا على حماس؟ وما هو رأى المزايدين في الوطن العربيّ حول إجبار دولة الاحتلال على توقيع اتفاقية التبادل مع حركة (حماس) وباقي تنظيمات المقاومة في غزّة؟ وهل ستلجأ سلطة رام لله إلى دراسة تموضعها في الزاوية على الرغم من الخدمات الجليلة التي قدّمتها وما زالت تُقدّمها للاحتلال؟
ونقل اليوم الاثنين محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة عن مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنيّة قولهم إنّ “الحقيقة المُرّة هي أنّ إسرائيل خسرت الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023، وأنّ كل ما فعلته منذ لك الحين محاولات لتقليل الأضرار، ولذا من أجل إبرام صفقة التبادل اضطرت الحكومة إلى تقديم التنازلات الجسيمة”، على حدّ تعبيرهم.
وفي هذا السياق، أقرّ البروفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب بإخفاق دولة الاحتلال بإخضاع كلٍّ من حركة (حماس) الفلسطينيّة و (حزب الله) اللبنانيّ، وأكّد في مقالٍ نشره بصحيفة (إسرائيل اليوم) أنّه “من الأجدى لإسرائيل أنْ تستعد للوضع الجديد، وبصورةٍ خاصّةٍ أنْ تتعلم من فشلها في إخضاع (حماس) و (حزب الله) طوال الـ 15 شهرًا الأخيرة، وأنْ تستوعب قواعد اللعبة التي يفرضها الأمريكيون، وأنْ تجد طريقة تجمع ما بين الخطوات العسكرية والسياسية التي تسمح لها بمنع عودة التهديد من غزة، ومن الحدود اللبنانيّة”، على حدّ تعبيره.
ولكن، يتبيّن من أدبيات وتقارير وتحليلات الخبراء والمحللين في الكيان، بعد إبرام صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس، يتبيّن أنّ تل أبيب وافقت على الصفقة من منطلق (مكره أخاك لا بطل)، وأنّ الرئيس الأمريكيّ الجديد، دونالد ترامب، هو الذي أجبر رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على قبول الصفقة، وهو الأمر الذي دفع المستشرق د. تسفي بارئيل، مُحلِّل الشون العربيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة إلى الاعتراف بأنّ إسرائيل لا تفهم إلّا لغة القوّة وبالمُقابل، ومع تواصل عمليات المقاومة في الضفة الغربية والتهديدات التي أصدرها قادة الاحتلال، تصدر أصوات بينهم تذكرهم بأنّ هذا التصاعد إنّما هو نتيجة طبيعية لطريقتهم الفاشلة في التعامل مع الضفة، رغم ما شهدته الساحة الإسرائيليّة بعد هجوم مستوطنة كدوميم من نقاشٍ عامٍ حول مجموعةٍ متنوعةٍ من الحلول للتهديد المتنامي للمقاومة هناك.

 

 

 

ورصدت المحللة نافا درومي الكاتبة بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة عددًا من “الحلول المقترحة من قبل قادة الاحتلال لمواجهة المدّ المتصاعد للمقاومة في الضفة الغربية، بدءًا من الحاجة لبناء (جدارٍ دفاعيٍّ)، مرورًا بتحويل نابلس إلى جباليا، (أي تدميرها كما دمرّت آلة الحرب الإسرائيليّة مخيّم باليا في قطاع غزّة)، وسواها من المقترحات التي قد تكون ضرورية ومرغوبة بالفعل، لكنّها ليست كافية على المدى الطويل، لا في الصفة الغربية ولا في قطاع غزة على حدّ سواء”، طبقًا لأقوالها.
وأكّدت أنّه “منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، سمعنا أصواتًا إسرائيليّةً كثيرةً، بما فيها من اليمين، تقترح أنْ يعمل جيش الاحتلال في غزة مستقبلاً بنفس الطريقة التي يعمل بها في الضفة، بحيث تكون لدى قواته حرية اقتحام مدن غزة، كما أنّه يقوم اليوم باقتحام نابلس وجنين، متى شاء، ورغم كلّ ذلك فإنّ الحقيقة الماثلة أنّ المستوطنين اليهود ما زالوا يموتون على أيدي المقاومين، وبالتالي فإنّ هذا الحلّ ليس جيدًا”، على حدّ تعبيرها.
على صلةٍ بما سلف، بعد أنْ غاب الثلج وبان المرج، وفي مقالٍ نشرته صحيفة (هآرتس) العبريّة، شدد الباحثان الإسرائيليان دانييل بيلتمان وعاموس غولدبرغ على أنّ ما يحدث في قطاع غزة هو إبادة جماعية، مشيريْن إلى أنّ المجتمع الإسرائيليّ سيضطر إلى مواجهة انعكاسات هذه الجرائم بعد انتهاء الحرب.
واعتبر الباحثان الإسرائيليان أنّ هذه الجريمة ستكون وصمة عار أبديّة على تاريخ اليهود، مُعبّرين عن أسفهم حيّال ما اعتبراه تحولاً مروعًا في مواقف المجتمع الإسرائيلي في تعاملهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

وأشار الباحثان إلى أنّه بعد انتهاء الحرب في غزة، سيضطر “المجتمع الإسرائيلي إلى النظر إلى نفسه في المرآة” ليكتشف أنّه ارتكب فعلاً فظيعًا سيظلّ يُشوّه تاريخه، مشددين على أنّ جريمة الإبادة الجماعية ستكون جزءًا لا يتجزأ من هذا التاريخ.
وأكّد بيلتمان وغولدبرغ أنّه لا يمكن تجاهل حقيقة أنّ ما يحدث في قطاع غزة يعتبر إبادة جماعية، بغضّ النظر عن النقاشات القانونيّة والفكريّة التي قد تدور حول هذه المسألة، طبقًا لأقوالهما.
وناقش المقال أيضا ما يُسمى بـ “نية الإبادة الجماعية”، والتي تشترطها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 في تصنيف الجرائم على أنّها إبادة جماعية. وقد استعرض الباحثان التصريحات التي أطلقها بعض المسؤولين الإسرائيليين، ومنها دعوات للقيام بما أسموه (نكبة ثانية) ضدّ الفلسطينيين في غزة.
واعتبرت هذه التصريحات الإسرائيليّة دليلاً على النية المسبقة لتنفيذ إبادةٍ جماعيّةٍ، حيث حضّ بعض السياسيين الإسرائيليين على استخدام القوة القصوى ضدّ الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزة.
أمّا الإعلاميّ الإسرائيليّ البارز والمُعارِض للحرب منذ يومها الأوّل جدعون ليفي، فقال في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّه “في حروب إسرائيل السابقة كان المجتمع الصهيونيّ يتميَّز بنوعٍ من الخجل، أمّا في الحرب الأخيرة فقد سيطرت الفاشيّة والعنصريّة والمسيحانيّة على المجتمع الإسرائيليّ”، على حدّ تعبيره.

المصدر: رأي اليوم

التبادل: إقرارٌ إسرائيليٌّ بالفشل وأنّها لا تفهم إلّا لغة القوّة.. الخطر من غزّة ولبنان عائدٌ لا محال.. سلطة عبّاس وُضِعَت على الرّف رغم خدماتها للاحتلال وتصاعد المُقاومة بالضفّة يُؤرّق الكيان | رأي اليوم

شارك المقالة