نقلاً عن مصادر عسكريّةٍ إسرائيليّةٍ رسميّةٍ كشفت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ النقاب عن أنّ قوات جيش الاحتلال وقعت في كمينٍ وفشلٍ استخباراتيٍّ، قبل نحو عام في قطاع غزة، أثناء عملية لإخراج أحد الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.
وقالت المراسل عومري منيف، إنّ الرقابة العسكرية سمحت بنشر تفاصيل ما جرى، في عمليةٍ نفذها جيش الاحتلال الإسرائيليّ، لإخراج الأسيرة نوعا أرغماني، لكن المفاجأة كانت أنّ المعلومات الاستخبارية التي حصلوا عليها كانت خاطئةً، ولم تكن الأسيرة في المكان، وكان الموجود هو ساعر باروخ.
ووفق القناة فإنّ “المقاتلين وصلوا إلى المبنى، وفتحوا باب المدخل، وفورًا في اللحظة الأولى فتح المسلحون النار عليهم بوابلٍ كثيفٍ من الرصاص، وتحولت عملية الإنقاذ بشكلٍ مفاجئٍ إلى عملية لإجلاء الجرحى، حيث أصيب عدد من أفراد الوحدة الخاصة بجروحٍ خطيرةٍ خلال المواجهة”، على حدّ تعبيرها.
وبحسب ما كشفت القناة، فإنّ “المقاتلين عادوا بعد ساعاتٍ طويلةٍ، وفي ذلك الوقت تلقى جهاز الاستخبارات العسكريّة (أمان) معلومات استخبارية صدمت الجميع حيث اتضح أنّ الشخص الذي كان في المبنى لم يكن نوعا أرغماني، بل الأسير باروخ، الذي أسر من منزله في كيبوتس بئيري في الجنوب خلال عملية حماس في السابع من أكتوبر من العام الماضي”.
علاوة على ما جاء أعلاه، لفتت قناة التلفزة العبريّة إلى أنّه “خلال عملية الإنقاذ والمعركة الشرسة التي وقعت داخل المبنى، قُتِلَ ساعر بإطلاق نار على رأسه، وحتى اليوم، فلا يزال من غير الواضح ما إذا كان قد قتل برصاص المُسلحين أوْ أصيب عن طريق الخطأ بنيران القوات الإسرائيليّة التي وصلت لإنقاذه”.
ورغم تكتم الاحتلال عن هذه التفاصيل طيلة الفترة الماضية، فإنّ كتائب الشهيد عزّ الدّبن القسّام، الجناح العسكريّ لحركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس)، كشفت النقاب عمّا جرى منذ اللحظات الأولى لوقوع الاحتلال في الكمين، وكشفت أنّه استخدم سيارة نقل تابعة لمنظمةٍ دوليّةٍ لم يسمها، ويشتبه بأنّها الصليب الأحمر، لحمل قواته إلى مكان وجود الأسير.
وكشفت كتائب القسام كذلك أنّ الأسير الذي قتل هو ساعر باروخ، وعرضت مشاهد لجثته وقالت إنّه قتل بنيران جيش الاحتلال، خلال العملية، فضلاً عن نشرها مشاهد لدماءٍ كثيفةٍ لجنود الاحتلال غطت المكان بعد تعرضها لنيران كتائب القسّام وفقدانهم معدات عسكرية وإحدى الأسلحة الخاصة بهم.
وصرحت عائلة ساعر باروخ للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ “الضغط العسكريّ الإسرائيليّ في قطاع غزّة قد يؤدي إلى مقتل الأسرى، نأمل ألّا تحدث وفيات أخرى من هذا النوع، وأنْ يعود جميع الأسرى في أسرع وقتٍ من خلال صفقةٍ”، على حدّ تعبيرها.
ومن الجدير ذكره، أنّه خلال الفترة الماضية قتل عشرات الأسرى الإسرائيليين في غزة بسبب القصف أوْ خلال عمليات الاحتلال في داخل القطاع، وبعضهم قتل خلال محاولاتٍ فاشلةٍ لتحريرهم من آسريهم.
وفي مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي، سادت حالة من الغضب في دولة الاحتلال على حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عقب إعلان جيش الاحتلال استعادة جثث ست محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بقطاع غزة.
وكانت كتائب القسّام كشفت النقاب عن أنّ الأسرى قتلوا بالقصف الإسرائيليّ المستمر على قطاع غزة، وحملت حكومة نتنياهو والإدارة الأمريكيّة المسؤولية عن مقتلهم ومقتل من سبقهم من الأسرى، الأمر الذي دفع حكومة نتنياهو إلى تسريب وثيقةٍ مزورةٍ تابعةٍ لحماس، تؤكِّد أنّ الحكومة الإسرائيليّة لم تكُن على علمٍ بهذه الواقعة، وعندما تمّ الكشف عن التسريب ثارت عاصفةً سياسيّةً في إسرائيل، حيث اتُهم نتنياهو والمحيطين به بالكذب والافتراء لتخليص أنفسهم من غضب عائلات الرهائن.
وتبيّن خلال التحقيق أنّ أحد الناطقين العسكريين بلسان رئيس الوزراء سرق وثيقةٌ سريّةً من شعبة الاستخبارات العسكريّة، وقام بتسريبها لصحيفة (بيلد) الألمانيّة لدعم رواية نتنياهو الكاذبة، بعدما رفضت الرقابة العسكريّة في الكيان للإعلام العبريّ بنشر القضيّة.
المصدر: رأي اليوم