You are currently viewing أحشاء مُلَغَّمة بالمخدرات .. صراع أمني مع شياطين الصحراء

أحشاء مُلَغَّمة بالمخدرات .. صراع أمني مع شياطين الصحراء

أعلنت وزارة الداخلية العراقية، في بيان رسمي، إحباط محاولة تهريب غريبة من نوعها، حيث حاول مهربون نقل مواد مخدرة عبر إخفائها داخل أحشاء الحيوانات، في عملية رصدتها الأجهزة الأمنية غربي البلاد.

وجاء في البيان أن العملية تمت بعد متابعة دقيقة ورصد تحركات مشبوهة في إحدى المناطق الحدودية.

المهربيون عمدوا إلى استخدام الحيوانات كوسيلة لإخفاء المخدرات، في محاولة لتجاوز التفتيش الأمني، فيما الكميات التي تم ضبطها تعد كبيرة وتشير إلى وجود شبكة تهريب تعمل بطرق مبتكرة وغير تقليدية.

وأكدت الوزارة أن عملها في مكافحة تهريب المخدرات ينطلق من ثلاثة اتجاهات رئيسية: تعزيز الرقابة الحدودية عبر استخدام التقنيات الحديثة، تكثيف الجهود الاستخباراتية لتفكيك شبكات التهريب، وتوعية المجتمع بمخاطر المخدرات. وأشارت إلى أن هذه الاستراتيجية تستند إلى تضافر جهود متعددة بين الأجهزة الأمنية والجهات القضائية.

في الوقت ذاته، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الحادثة. وكتب أحدهم: “استخدام الحيوانات في تهريب المخدرات يعكس مدى استغلال هؤلاء المهربين لكل شيء لتحقيق مصالحهم، لكن يقظة الأجهزة الأمنية كانت في الموعد”. في حين تساءل آخر عن ضرورة تشديد العقوبات على المهربين لردعهم عن تكرار مثل هذه المحاولات.

هذه الحادثة تسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه العراق في مكافحة تهريب المخدرات، خاصة مع تطور أساليب التهريب التي تستخدمها الشبكات الإجرامية.

و تعد المنطقة الغربية من العراق واحدة من أكثر المناطق ذات الطابع الجغرافي المعقد، إذ تتألف من جزيرة واسعة تمتد على مساحات شاسعة من الصحاري والوديان. هذه التضاريس المترامية الأطراف تجعل من الصعب فرض رقابة أمنية محكمة على كافة الحدود، مما يوفر للمهربين بيئة مواتية لتنفيذ أنشطتهم بعيداً عن الأنظار.

في هذه المنطقة، يكثر وجود الرعاة الذين يتنقلون برفقة مواشيهم، مما يجعل من السهل على المهربين التمويه واستخدام الماشية كغطاء لنقل المخدرات. كما أن الطبيعة المفتوحة للصحاري، مع قلة الطرق المعبدة والمراكز الأمنية، تضيف طبقة أخرى من التعقيد على جهود مكافحة التهريب.

وفي الحالات الأخيرة، اعتمد المهربون على وسائل غير تقليدية، مثل إخفاء المخدرات داخل أحشاء الحيوانات، مستغلين غياب الفحص الدقيق في بعض النقاط الحدودية. إلا أن هذه الممارسات بدأت تُرصد بفضل استخدام الأجهزة الأمنية لتقنيات حديثة ومعلومات استخباراتية دقيقة.

من جانب آخر، أكد خبراء أمنيون أن هذه المساحات الصحراوية تُستخدم أحياناً كطرق عبور للمخدرات القادمة من دول مجاورة، حيث تعمل شبكات التهريب على استغلال كل فرصة للوصول إلى الأسواق المحلية أو التصدير إلى دول أخرى.

وذكر أحد المتخصصين أن المنطقة الغربية باتت تحتاج إلى مقاربة أمنية جديدة، تتضمن نشر نقاط تفتيش متنقلة وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة كالطائرات المسيّرة لمراقبة المناطق النائية.

التحديات في هذه المنطقة ليست فقط جغرافية، بل تمتد أيضاً إلى ضعف البنية التحتية وندرة الموارد البشرية الكافية لتغطية هذه المساحات الشاسعة. ومع ذلك، تسعى الأجهزة الأمنية إلى سد هذه الفجوات عبر التعاون مع السكان المحليين وتكثيف التوعية بمخاطر التعاون مع شبكات التهريب.

المصدر: المسلة

https://almasalah.com/archives/108479

شارك المقالة