You are currently viewing سلام الأنظمة وليس الشعوب.. سفارات الكيان بالدول العربيّة تُعاني من شللٍ بالعمل… الدول المُطبّعة: السلام مع الكيان خيارٌ إستراتيجيٌّ يفتح الباب على الغرب ولن تتنازل عنه… الصفدي وشكري: اتفاقيات السلام تخدِم فلسطين وستبقى

سلام الأنظمة وليس الشعوب.. سفارات الكيان بالدول العربيّة تُعاني من شللٍ بالعمل… الدول المُطبّعة: السلام مع الكيان خيارٌ إستراتيجيٌّ يفتح الباب على الغرب ولن تتنازل عنه… الصفدي وشكري: اتفاقيات السلام تخدِم فلسطين وستبقى

أكّدت قناة “i24 news” العبريّة أنّ الوضع السياسيّ الحساس في الشرق الأوسط، في ظلّ أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، يؤثر على البعثات الدبلوماسيّة الإسرائيليّة في المنطقة.
وقالت قناة التلفزة العبريّة، نقلاً عن محافل سياسيّةٍ وازنةٍ في تل أبيب إنّه: “في الواقع، تعاني جميع السفارات الإسرائيليّة في الدول التي وقّعت على اتفاقيات “أبراهام”، وكذلك في مصر والأردن، من خللٍ وظيفيٍّ مؤقتٍ أوْ دائمٍ”.
ولفتت القناة إلى أنّ سفير دولة الاحتلال لدى مصر أوري روثمان بقيَ في إسرائيل لمدة ثلاثة أشهر، بعد أنْ استمرت القاهرة في تأخير وصوله واستلام بيان اعتماده.
وتابعت القناة، نقلاً عن المصادر عينها، أنّه “في المملكة الهاشميّة الأردنيّة، لم يكن الطاقم الدبلوماسيّ الإسرائيليّ موجودًا في عمّان طوال فترة الحرب بأكملها تقريبًا. وقد عاد مؤخرًا في زيارة عمل للسفارة لمدة يومٍ واحدٍ على الرغم من الضغوط الأردنيّة لعدم القيام بذلك، وشدّدّت في ذات الوقت على أنّه حتى الأمريكيين رفضوا لقاء الفريق السياسيّ، بسبب مخاوف من أنّ الأردنيين والسفير في عمان لم يعطوا إذنًا بالحضور”.
وشدّدّت القناة العبريّة في سياق تقريرها على أنّه: “في أبو ظبي، تمّ تعيين السفير الجديد يوسي شيلي، مؤخرًا، لكن إلى أنْ يتولى منصبه، ترفض السلطات اللقاء مع المُعيّن مؤقتًا”. يُشار إلى أنّ السفير الجديد شغل منصب رئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، حتى تمّ تعيينه في المنصب الجديد.
وأردفت: “في البحرين، تمّ الطلب من السفير الإسرائيليّ خفض ظهوره ولم تتم دعوته لحضور المناسبات”. وكذلك في المغرب لا يوجد حتى الآن سفير دائم لإسرائيل، وهناك أيضًا معارضة لوجود سفير، لذلك فإنّ يوسي بن دافيد هو مُعيّن مؤقتًا كقائم بأعمال السفارة ولم يتّم تعيين سفيرًا”، على حدّ قول المصادر التي اعتمدت عليها القناة العبريّة في تقريرها.
هل علاقات الدول العربية المطبعة مع إسرائيل مهددة بالانهيار؟
ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أنّ المراقبين يتجنبون الحديث عن إمكانية انهيارٍ كليٍّ للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية المطبعة سواءً حاضرًا أوْ مستقبلاً. “فمن غير المرجح أنّ علاقات الدول العربية المطبعة مع إسرائيل مهددة بالانهيار، ذلك أنّ البرودة في علاقات التطبيع مردها حكومة نتنياهو والمتطرفين، وأنّ هذه الدول تُميِّز بين مفهوميْ الدولة والحكومات”، وفقًا للمحلل المحلل السياسيّ الأردني عمر الرداد.
وفي نفس الاتجاه، صرح وزير الخارجيّة الأردنيّ أيمن الصفدي في وقتٍ سابقٍ بأنّ بلاده لا تعتقد أنّ إلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل الموقع في العام 1994 “يخدم فلسطين والأردن” رغم تأكيده أنّ الاتفاقية “باتت وثيقة يملأها التراب”.
وتساءل الصفدي: “هل إلغاء اتفاقية السلام يخدم فلسطين ويخدم الأردن، نحن لا نعتقد ذلك، من يريد إلغاء اتفاقية السلام الآن هم المتطرفون الإسرائيليون ليتنصلوا بالتالي من كلّ الالتزامات”.
وأضاف الوزير الأردنيّ “بالنسبة لنا في المملكة، اتفاقية السلام موجودة منذ عقود ووُظّفت لخدمة الشعب الفلسطينيّ. وبموجب هذه الاتفاقية استعدنا أراضٍ محتلةٍ وثبتنا مواقف سياسية واضحة لنصرة الشعب الفلسطينيّ”.
وتحدث وزير الخارجية المصري سامح شكري بنفس اللغة في أيار (مايو) عندما قال إنّ “اتفاقية السلام مع إسرائيل هي خيار مصر الإستراتيجيّ منذ 40 عاما، وركيزة السلام الرئيسيّة في المنطقة لتحقيق السلام والاستقرار”.
وأكّد أنّ “اتفاقية السلام مع إسرائيل لها آلياتها الخاصة التي يتم تفعيلها لتناول أيّ مخالفاتٍ إذا وجدت، وذلك في إطار فني ولجنة الاتصال العسكريّ”، مضيفًا: “نستمر (في التعامل) مع هذه الاتفاقية بهذا المنظور”.
وبنبرةٍ مشابهةٍ، قال المستشار الدبلوماسيّ للرئيس الإماراتيّ أنور قرقاش في كانون الثاني (يناير)، في أوج عملية الجيش الإسرائيليّ البرية في قطاع غزة: “لقد اتخذت الإمارات العربية المتحدة قرارًا استراتيجيًا، والقرارات الاستراتيجيًة تكون طويلة المدى. لا شكّ أنّ أيّ قرارٍ استراتيجيٍّ سيواجه عقبات متعددة، ونحن نواجه عقبة كبيرة لا بد من التعامل معها”.
بحرينيًا، كتبت مراسلة بي بي سي في منطقة الخليج أنّه “لا يبدو أنّ المنامة مستعدة للتخلي عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل ولا أنْ تعيد النظر في هذه الخطوة. فبالنسبة للمنامة، مجرد إعادة النظر في مسألة التطبيع يعد تراجعًا في دبلوماسيتها الدولية وخطوة إلى الوراء، وهو أمر لا ترغب فيه المنامة في الوقت الحاضر”.
ووفق الرداد، “حسابات الدول المطبعة مختلفة بين دولة وأخرى، لكن قاسمها المشترك أنّ هذا التطبيع يفتح أبوابًا للأنظمة والحكومات على الغرب والعالم، بما في ذلك العلاقة مع الولايات المتحدة.”
والمكاسب التي تجنيها هذه البلدان من مثل هذه العلاقة، يقول الرداد، “مختلفة، مصر والأردن بحاجة لغطاءاتٍ ودعمٍ اقتصاديٍّ من أمريكا. الخليج بحاجةٍ لأسلحةٍ أمريكيّةٍ واتفاقيات دفاعٍ مشتركٍ مع أمريكا لمواجهة تهديدات إيران. المغرب في علاقةٍ تاريخيّةٍ، وفي السودان مثلا تسابق بين طرفي النزاع البرهان وحميدتي على علاقة مع إسرائيل، لضمان دعمٍ أمريكيٍّ وغربيٍّ”.
جديرٌ بالذكر أنّ السلام والتطبيع بين دولة الاحتلال والدول العربيّة والخليجيّة يقتصر على الأنظمة ولا يشمل الشعوب العربيّة، التي باعترافٍ إسرائيليٍّ، ما زال باردًا، وأنّ الشعوب العربيّة ما زالت تؤمن بأنّ إسرائيل هي العدوّ.

 

المصدر: رأي اليوم

https://www.raialyoum.com/%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%86%d8%b8%d9%85%d8%a9-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d9%88%d8%a8-%d8%b3%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%8a%d8%a7/

شارك المقالة