استشهد 19 فلسطينيا وأصيب عشرات، الأحد، في سلسلة غارات إسرائيلية على منازل وخيام تؤوي نازحين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، تركزت في مدينة غزة (شمال).
وأفاد مصدر طبي لمراسل الأناضول، بأن طائرات إسرائيلية شنت سلسلة غارات استهدفت 3 منازل في مدينة غزة، تعود لعائلات عروق ومطر وطوطح في أحياء الشيخ رضوان والنفق والزيتون، إضافة إلى قصف منزل في بلدة بيت حانون شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد 19 فلسطينيا وإصابة العشرات بجراح بينهم أطفال ونساء.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إن الجيش الإسرائيلي أغار الليلة الماضية على منزل لعائلة مطر في منطقة النفق شمال مدينة غزة، ما تسبب باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين.
كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف طائرة حربية إسرائيلية منزلاً لعائلة “طوطح” في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وفق الشهود.
وأفاد الدفاع المدني في غزة، بانتشال 4 شهداء وعدد من الجرحى بعد قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة “عروق” في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. قبل أن تؤكد مصادر طبية ارتفاع عدد الشهداء في هذه الغارة إلى 7.
وفي محافظة شمال غزة استشهد 4 فلسطينيين، رجل وزوجته وابنتاه من عائلة “خلف”، وأصيب آخرون في قصف مدفعي إسرائيلي على شارع السلطان عبد الحميد في بيت حانون، وفق شهود عيان للأناضول.
وأضاف الشهود أن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت أحزمة نارية عنيفة في بيت حانون، بالتزامن مع محاصرة الجيش الإسرائيلي آلاف النازحين في مدرسة خليل عويضة في عزبة عبد ربه في بيت حانون وإطلاقه النار بشكل عشوائي في محيطها، قبل إجبارهم على النزوح واعتقال الشباب منهم.
وبين الشهود أن الجيش الإسرائيلي شن قصفًا جويا ومدفعيا في محيط منطقة الشيخ زايد وشمال بيت لاهيا، وسط إطلاق نار متقطع من الآليات العسكرية في المناطق ذاتها، إضافة إلى منطقة الصفطاوي غربي جباليا شمالي قطاع غزة.
كما استشهد 15 فلسطينيا وأصيب العشرات، الأحد، جراء اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين في عزبة “عبد ربه” ببلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وقال شهود عيان للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي اقتحم مدرسة “خليل عويضة” ببلدة بيت حانون بعد حصار دام لساعات، وسط إطلاق نار وقصف مدفعي للمنطقة المحيطة، ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى في صفوف النازحين داخل المدرسة.
أما في المحافظة الوسطى؛ فأصيب 8 فلسطينيين أحدهم حالته خطيرة في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في دير البلح، وفق مصدر طبي للأناضول.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إن غارتين جويتين إسرائيليتين استهدفتا محيط مدرسة العروبة في المخيم الجديد شمال غربي النصيرات، وسط قصف مدفعي استهدف المناطق الشمالية للمخيم، بالتزامن مع تقدم بعض الآليات في محيط منطقة أبراج الأسرى وتنفيذها عمليات نسف للمباني السكنية.
وفي جنوب القطاع قال شهود عيان للأناضول إن قصفا مدفعيا وإطلاق نار مكثف من الدبابات استهدف منطقة المواصي التي تؤوي نازحين غربي مدينة رفح.
هذا وحذر محمد أبو عفش، مدير منظمة الإغاثة الطبية في قطاع غزة (غير حكومية)، الأحد، من حدوث “كارثة بيئية خطيرة” بسبب تكدس جثامين الفلسطينيين الشهداء في الشوارع، جراء الإبادة الإسرائيلية المستمرة في مناطق شمال القطاع.
وأضاف أبو عفش، في بيان صحفي، أن هناك أعداد كبيرة من جثامين الشهداء في الشوارع لا يمكن الوصول إليها، مشيراً إلى أن “الكلاب الضالة والقطط تنهش الجثامين المتكدسة ما ينذر بكارثة بيئية خطيرة”.
وعن نقص الكوادر والمستلزمات الطبية، لفت أبو عفش إلى عدم وجود جراحين لإجراء العمليات الصعبة للجرحى، بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي المتكرر للمستشفيات والطواقم الطبية وعدم السماح للأطباء بالوصول إلى شمال غزة.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية استطاعت إدخال كمية قليلة جداً من الوقود والمستلزمات الطبية وتمكنت من نقل 6 جرحى فقط من مستشفى “كمال عدوان” في بلدة بيت لاهيا إلى مدينة غزة.
وتشهد المنظومة الصحية بالقطاع لا سيما في الشمال، واقعا مأساويا جراء استهداف إسرائيل للمستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وحصارها المفروض على القطاع ومنعها دخول الأدوية ومستلزمات الصحة، وإيقافها حركة خروج المرضى والجرحى للعلاج خارج القطاع.
كما أعلنت كتائب “عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، قنص جندي إسرائيلي في محور التوغل شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
وقالت في بيان مقتضب عبر منصة تلغرام: “تمكن مجاهدو القسام من قنص جندي صهيوني في محور التوغل شرق منطقة جباليا البلد في بلدة جباليا”.
وحتى الساعة 6:45 ت.غ، لم يصدر تعليق من الجانب الإسرائيلي حول بيان القسام.
والسبت، نشر الإعلام العسكري لكتائب القسام مشاهد من كمين مركّب نفذه عناصر من الكتائب في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا، أظهرت استهداف شاحنات وآليات عسكرية محمّلة بالجنود الإسرائيليين قرب مفترق الاتصالات غرب مخيم جباليا.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
كما تتحدى إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي إنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: الوثيقة